(زمن الركشه)

آه يا زمن الرَّكْشَه …
زمن الفوضى العَمْيَا و طَرْشَا
و زمن الوَهَم العَسْكَرْ فى البلد الغَشَّه
بلاد الناس الغَبْشَا …
الناس الجاريه الدَّاقشه
شن لاحقين؟ الشُّغُل العاطل وَلَّا الأمل الطَّشَّ؟َ
و لَّا سراب المليونات و رهاب العربيات الرَّقشه؟
الموهومين الما شايفين هم وين فى الهَرَم الكَشَّ
الكوم الفوق اتركَّزْ و حَشَّ
و هُمْ أكوام أُمْ فِتْفِتْ وعَفْشَه
ماكلين ألغام و كلام يِنْدَشَّ
مغشوشين فى العيش و الفول و التِبْشَه
و مغشوشين بترول إنْقشَّ
و مغشوشين فى حِلْماً راح و انْكَشَّ
و مغشوشين فى المويه الزرقا و غَبْشَا
و حتى كروت الكهربا غَشَّه
بيوت السكن “الشعبى” العامر غَشَّه
بيوت السكن “الوطنى” الفاخر غَشَّه
و مكشوشين فى الدِّين البَيِّن كَشَّه
و مغشوشين فى حروب و سلام …
و مغشوشين خِدْمَات إلزام …
و جِهَادُم أكبر غَشَّه
و مغشوشين جامْعَات أوهام …
قارِيْن الطب فى خلوة شيخ
لا معمل لا تشريح
لا مرجع لا تدريب لا دَوْشه
و بكره الواحد دكتور و عياده و نَفْشَه
و أمسك أقطع كبده و كرشه

و فى زمن الركشه
لا شايلين هَمْ لى بلد إتفرتق
لا شايفين بترول بتدفق
لا حاسِّين بالنار بِتْبُق
لا هم ضايقين التَّشه
مشغولين “رَكْشَات” و “التِيشَيْرْتات” و “الدِيجِيْتالات”
و مَلْهِيين “برصيد” و “شرايح” و “موبايلات” و “المِسْكولات”
و “بالتشكسات” و “الكافيتيريات” و “المُنْتجَعَات”
و “النِسْكَافَيْه” و “النَتْ كَافَيْه”
و “مسلسلات” و “باشا” و “بيه”
و مكتولات و مكتولين
و هم ساكتين تمكين و شريعه و هَرْشَه
و الناس الفوق بانين أدوار ….
عاملين أسوار …..
طالعين أحرار..نازلين أحرار ….
لامعين أنوار خَاتِيْن الخَرْشَه
خَالِّين الشارع للفايرين ذى نمل السُّكَّر …
للحايمين ذى كلب الحَر …
و للطايرين ودَّ ابْرق و عَشَّه
لو ماشين كدارى تقول ما راكب زول
كل الدنيا كُرَاعَيْن مَاشَّه
و لو راكبين بتشوف الشارع وَرْشه
“الأمجاد” تتراجف ذى القشّه
و “الحافلات” فى حُفر المويه قِرِنتى و قِرْشَه
و تلقى “جياد” تِتَّنَّّى و ناسْيَه قروض البنك الغَشَّه
و الطيبين راكبين خازوق
لا هم لاحقين الناس الفوق
لا هم بالدخل الشهرى الممحوق
تامِّين أقساط البنك الدُّقْشَه
و منهوكين بى “ربا إسلامى حلال”
و بنوك الناس الفوق راسمال
بفتاوى شيوخ السوق يتوَشَّى
مُضاربه مَرَّه و مَرَّه مُشاركه
والشيكات تتطاير طاشَّه
و مافيا السوق تِتْمَكَّن سرقه و لَطْشَه
آه يا زمن الركشه
و ما أدراكْ ما الركشه
الركشه كُدُنْدَاره و عَمْشَا
تطير و ترِك محل ما تدور
فى راس البيت ..
فى أقرب خور ..
أو فى راس الزول كان قال يِتْمَشَّى
سايطه الشارع ذى الكَمْشه
بتطلع داقشه و تنزل داقشه
و السَّوَّاق بس كابتن طياره ..
مَهَنْدَم و آخر حَشَّه
و الطبلون مرصوص بالنَّدْ و فتايل ريحه و فُرشه
و مَكَوَّم “سِيْدِيهات” بالدُّقشه
الغُنا مصرى و سورى و “زَفَّه” و “دَبْشه”
“نانسى العجرم” و “سَيِّد طُلْبه القفْشه”
“حماده البت!” يا حليل” الكاشف” و “عَشَّه”
و ال”رَيْقِى” و ال”راب” ضاربين الدَّوْشه
و العجلات تتراقش رقشه
و كرسى الركاب بس أودة نوم فى أحسن فَرْشه
و تنزل “فاطنه” و تركب “عشّه”
و ماشين وين..اللهُ عليم
و قروش من وين..اللهُ كريم
لا زول سائل..لا زول مسئول.. لا دَهْشَه
و رِكيشة الهنا – يا كافى البلا- لا نور قِدَّام
لا وَرا خَطَرَات..لا فيها مَنَشَّه
بالليل وطواط سرحان عميان
فى المطره قَعُوْنْجَه تنَطِِّط رَوْشَا
ترُش بالطين و باللعنات ..
و بالبُنْيات بتْتِم الرَّشَّه
و الشارع مُوْلِد و غايب سِيْدُو
لا قانون لمرور
لا عمود نور
لا عبد الظنبور
الفالح ياخد حقو و حق الناس الهَشَّه
و المسكين العُر خليهو تجيهو الكِشَّه
الراكب يلعن أم الماشِّى و يوم الماشَّه
و الماشِّين قادْلِين و أضان الحامل طَرْشا
و البوليس بس دَايْر يِتْعَشَّى
بى عَصْرَه يخلى الترخيص فى رَمْشَه
و بى ربع المبلغ يخَلِّى الدَّقشه
“الإيصالات” حركات فَنِّيَّه
و الشِّفِت الفاهم يِنْقُشَا نَقْشَه
و الناس العَرْضِ و طول
كان كتلو الزول
مارقين بى بطاقه و خُمْشه
و لو ضابط عَنْقَد ياها الطَّفشَه
و لو واحد خَرْخَرْ آخرو الطَّشه
و لو أهل الميت طلبوا الدم ما بيلقوا النّتْشَه
لا تار لا دِيَّه..لا الواحد قِدِر يتفَشَّى
آه يا زمن الركشه ..
و زمن “البيت السورى” و “مصرى”
مَالا “بيوت السودان” اتمسخت قِبْلى و بحرى..عَمَاره و عُشَّه؟
خلينا “الكِسره” بناكل “بيتزا” و “كُشرى” و “طَقْشَه”
وين “الشرموط” و “الوَيْكَه” .. و وين” الكَرْشه”؟
آه يا زمن الركشه
و زمن “الدُّكَّان” الأصبح “سنتر”
و بقى “للعنوان” إسماً أشتر
و اليافطات بالصِّينى و باللاتينى
فى بلداً ما فكَّ حروف العربى الطَّرْشَا
“عَوْلَمَه” دى؟ أم عالَم خلوهو قُعاد على هَبْشه؟
لا معصوم من “الديجيتال”
لا هُوْ حصين من “سوداتل”
لا عندو وجيع لا حارس باب
لا معروف المارق من الخشَّ
آه يا زمن الركشه” ..
و زمن “السوق الليبى” و “سوق الناقه”
و زمن الفاقه..زمان الفاقه
و “حمَّام السوق” الدَّهْشه
ياللعار !!!
فيك الإبريق بإيجار
و جُمَار الناس أسعار
و حكومتك تجبى ضريبة الظرطه
و تجبى ضريبة اللقمه و رَىَّ العَطْشه
و تفتح دفتر للبِتْجَشَّا
آه يا زمن الركشه ..
و زمن ال”موبيتل” و ال”سوداتل” و “أريبا”
خاتياك الرِّّيبه.. و تخْتاك الهَبْشَه
شركاتك كِتْرَتْ و “موبايلاتك” مَلَتْ الشارع
دَخَلَتْ جوَّه المدرسه..جوَّه الجامع
ناس تتكلم فى المليان و الفارغ
و ناساً تملا جيوبا و بالمسكين تتعشَّى
و الموبايل يكُورِكْ شوفونى
محجَّبه شاقه الحِسْ
و منقَّبه ما بتدِسْ
و مكَهْرَبه لابسه الجينز
و الموبايل آخر لقطه و رقشه
آه يا زمن الركشه ..
و زمن العِرِس “العُرفي”
و عِرْس “المتعه”
و “راجل المَرَه دَه” و “بِتْ القلعه”
و زمن الشِّقَق الفَرْشَه
و ألف لقيط فى الشهر الواحد
و ألف فضيحه و كَشَّه
آه يا زمن الركشه
و زمن “المُوْل” الأجنبى و “الأوزون”
زمن “الأفيون”
أولادك فى “العفراء” حايمين
و بناتك لا فى المدرسه لا فى البيت قاعدين
يا ترى هم وين..بل وين اليَد الحِمْشَه ؟
آه يا زمن الركشه
و زمن البلد الصَّبْحتْ سِتَّه جيوشا
“القومى” ده واحد
و “دفاعنا الشعبى” اتنين
و تلاته “القوات الخاصه”
و الرابعه “الشرطه”
و خمسه “الحركه”
و من دارفور السَّاتَّه
و لِسَّه “القوات الدوليه”
ده غير الميليشيات المِيَّه
حكوميه و شعبيه
و “شعوب” مَنسِيَّه “مَهَمَّشَه” نارا تولِّع
و ألفين قنبله موقوته وجاهزه تفرقع
و مليون بُعْبُع
و مليون غشَّه
و آآآه يا زمن الركشه
الفيك الشَّعْبِ انغشَّ.. انكشَّ.. انقشَّ
و ساكت هَرْشَه !!!!!!!!!

الخرطوم: محمد طه القدال

‫13 تعليقات

  1. يا الله يا قدال منتهى الالم في نص شعري صادق ورصين
    تلخيص لحال الوطن الهشة
    وطنا الكل ما نزوره تلجم السنا الدهشة
    وطن الرقشة ووطن الخرشة
    وطنا يبلع في الزفتول
    وطنا متربع فوق صنقورو
    رئيسنا المزمن بشة

  2. القصيدة رائعة كالعادة، فشعرك يا شاعرناالقدال ما يزال من أقل قليل القليل الذي يمكن أن نسميه شعراً بعد رحيل محجوب وحميد وقبسات أزهري وهاشم وعاطف… ومصيبتنا في شعر شعراء “زمن الركشة” جلل … لن نضيف كثيرا لو ظللنا نردد أن شعرك رائع. لكن في هذه القصيدة نفس جديد سوى أنها شكلا ليست مربوقة “مربوعة” فهي أيضا تحمل قدرا كبيرا من الشعور بالوحشة والاغتراب الداخلي في “زمن الركشة” وأن المشاغل التي طالما شغلتنا وشغلتكم لم تعد هي مشاغل الأغلبية “الناس الداقسة” وان تفاصيل الحياة اليومية اختلفت جدا… العدو هنا ليس النظام أو ليس النظام فقط بل العدو في هذا القصيدة هو بالأساس زمن الركشة والموبايلات ونانسي عجرم … زمن جديد لا نعرف شروطه ولا دينماياته … هنالك شيء من “لا جدوى يا مسيح” وشيء من “لقد هرمنا” في هذه القصيدة لكن الأهم هنالك الكثير من القدال وشعره الشهي. أتمنى أن يتدرع ناقد متخصص قراءة هذا “النفس” الجديد في شعر القدال.

  3. أبدعت .. ابها القدال .. ان شاء الله تقدل في عرس اولادك .. أنت دائما على الهبشة .. فأتحفتنا .. بالركشة .. في هذا السودان .. الركشة .
    ** القصيدة كفتت البلد .. وحكومة البلد .. وشعب البلد ..وما يحتويه البلد .. لذلك القضيدة روحها محرقاها .. ونفسها قايم .. وما فضل ليها حاجة . الا تركب ليها .. ركشة مركب عليها مدفع .. و يشتغل في القبل الاربعة .. لذلك فهي متوافقة .. نماما .. مع الواقع المعاش .. حالا و زمنا .
    شكرا لك

  4. يارائع ..يا اصيل..
    بسأل عن شقيقك ..ضياء الدين..كان زميلى بمصر ..اشعارك من الثمانينات كنا نتوشح بها رمزا للاباء..يديك العافية

  5. يا الله يا قدال منتهى الالم في نص شعري صادق ورصين
    تلخيص لحال الوطن الهشة
    وطنا الكل ما نزوره تلجم السنا الدهشة
    وطن الرقشة ووطن الخرشة
    وطنا يبلع في الزفتول
    وطنا متربع فوق صنقورو
    رئيسنا المزمن بشة

  6. القصيدة رائعة كالعادة، فشعرك يا شاعرناالقدال ما يزال من أقل قليل القليل الذي يمكن أن نسميه شعراً بعد رحيل محجوب وحميد وقبسات أزهري وهاشم وعاطف… ومصيبتنا في شعر شعراء “زمن الركشة” جلل … لن نضيف كثيرا لو ظللنا نردد أن شعرك رائع. لكن في هذه القصيدة نفس جديد سوى أنها شكلا ليست مربوقة “مربوعة” فهي أيضا تحمل قدرا كبيرا من الشعور بالوحشة والاغتراب الداخلي في “زمن الركشة” وأن المشاغل التي طالما شغلتنا وشغلتكم لم تعد هي مشاغل الأغلبية “الناس الداقسة” وان تفاصيل الحياة اليومية اختلفت جدا… العدو هنا ليس النظام أو ليس النظام فقط بل العدو في هذا القصيدة هو بالأساس زمن الركشة والموبايلات ونانسي عجرم … زمن جديد لا نعرف شروطه ولا دينماياته … هنالك شيء من “لا جدوى يا مسيح” وشيء من “لقد هرمنا” في هذه القصيدة لكن الأهم هنالك الكثير من القدال وشعره الشهي. أتمنى أن يتدرع ناقد متخصص قراءة هذا “النفس” الجديد في شعر القدال.

  7. أبدعت .. ابها القدال .. ان شاء الله تقدل في عرس اولادك .. أنت دائما على الهبشة .. فأتحفتنا .. بالركشة .. في هذا السودان .. الركشة .
    ** القصيدة كفتت البلد .. وحكومة البلد .. وشعب البلد ..وما يحتويه البلد .. لذلك القضيدة روحها محرقاها .. ونفسها قايم .. وما فضل ليها حاجة . الا تركب ليها .. ركشة مركب عليها مدفع .. و يشتغل في القبل الاربعة .. لذلك فهي متوافقة .. نماما .. مع الواقع المعاش .. حالا و زمنا .
    شكرا لك

  8. يارائع ..يا اصيل..
    بسأل عن شقيقك ..ضياء الدين..كان زميلى بمصر ..اشعارك من الثمانينات كنا نتوشح بها رمزا للاباء..يديك العافية

  9. تقديرى لمقدرة القدال الإبداعية لا تحده حدود و إن امتدت، و إعجابى بموهبته الفذة لا تحتويه سقوف و إن تطاولت. إبداعه و موهبته أكبرمن أن تكون قصيدة “زمن الركشة” ممثلاً لهما. و أوقن تماماً أنه لم يكن ليدّعى ملكيتها لأنها لن تزيده أو تنقص منه شيئاً. فهى ليست فى مقام و شموخ أيٍّ من قصائده.
    أعرف أن البعض قد يستنكر جرأتى على يقينهم بملكية القدال لها. و أن بعضهم قد يعيد قراءتها ليطمئن على تلك الملكية أو ليرى إن كانت محل شك. و أن آخرين لن يترددوا فى رد الحقوق إلى أهلها.
    لكننى أقول للجميع إننى أنا “خالد الصادق أحمد عبد الله جادو إدريس محمد” أنا المالك لقصيدة “زمن الركشة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..