مقالات وآراء سياسية

من كان منكم بلا خطيئة.. فليرمي برهاناً بحجر….؟!

نصرالدين عمر عثمان

رداً إلي الأستاذ/ علي الريح السنهوري أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي

هذا الرد مخصوص إلي الرفاق في حزب البعث العربي الإشتراكي؛ وتحديدا ً الي الأستاذ/علي الريح السنهوري أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي؛ الذي وجه رسالة إلي الرفاق في المكتب؛ فيما يتعلق بموضوع التطبيع مع دولة إسرائيل؛ وأنه لأمر مثير للشفقة والدهشة أن يأتي شخصاً في هذا الزمان أن يكون سوداني بالميلاد وبالتجنُس ويحكي أمام الملأ أنه ينتمي إلى حزب البعث العربي الإشتراكي؛ هذا يمثل عار وشئ مخذي..! الحزب الأيديولوجي”العنصري” الذي ينادي بالقومية العربية في ارض سمية مجازا ” بأرض السُود”؛ وأكاد اجزم بأن هذا المدعو على الريح  نتيجة “لعقدة النقص” الذي يعيشه الآن في حالة يرثي لها.. يجدر بي أن أقدم لك النصح أن تزور حالاً “مستشفى ابراهيم مالك” أو أقرب مستشفى أخر للأمراض النفسية والعقلية وشخصي الضعيف سوف اتكفل بتكاليف العلاج؛ شرطاً أن تلتزم بكل الجلسات؛ التي من المفترض أن تتابعها مع الاستشاريين النفسيين ؛ أملي أن تُبّلغ الصحة والعافية؛ حتي تخرج من دائرة الإستلاب الثقافي هذه؛ ولابد لي أن أقدم لك النصح؛ لتخرج سليماّ معافي من دائرة الوهَم والخيال هذه؛ لقد ورد في مطلع رسالتك عدة نقاط ولكني سوف اتناول أربعة نقاط بارزة.

لقد ذكر هذا المدعو على الريح في رسالته للرفاق؛ عدة نقاط اجدد التزامي حتي لا أرد خارج السياق؛ بأني سوف اتناولها.. إليكم بعض الإقتباسات وهي علي النحو التالي((  بالطبع فإنه لا يجوز معالجة القضايا المصيرية بالاتصالات السرية أو في الغرف المغلقة من خلف ظهر الشعب وبتغييب طلائعه الفكرية والسياسية والاجتماعية وقواه الحية)) هكذا انتهى الاقتباس؛ أولا يجب أن تعرف أن الرفاق في حركة تحرير السودان؛ لا يديرون شؤون التنظيم بالإتصالات السرية وعلاقتنا وتواصلنا مع الآخرين؛ قائمة على العلن كمبدأ اولي ثم الصراحة والشفافية والنزاهة؛ لسنا رهينة لأفكار تصدير سوريا أو العراق؛ حتي ندفن رؤوسنا في الرمال..!! حتي إجتماعتنا التنظيمية لا تُعقد في الغرف المغلقة؛ أو خلف الكواليس علي حد زعمك ولا يوجد في قاموس حركة تحرير السودان مثل هكذا تصرف اوسلوك؛ يكفي أننا كنا اول من نادينا من أجل  التطبيع مع الشعب الإسرائيلي الشقيق؛ وكان هذا أمام الأشهاد؛ والعالم أجمع يدرك هذه الحقيقة؛ ليست كما تزعمّ وتدعي انت، بأنها تحركات وراء الكواليس علي حدي تعبيرك و في تلك اللحظات فتحنا مكتب الحركة وكنا فخورين بذلك ؛ وإنه كان حدثاً تاريخيا ً تناولته وسائل الإعلام المختلفة العالمية والدولية، ما عدا القنوات المحلية؛ لأن النظام البائد كان لا يريد حتي مجرد أن تناقَشّ مثل هكذا قضايا في التلفزيون القومي؛ لأن الخرطوم كانت تخوض الحرب بالوكالة؛ إنابة عن العرب والفلسطينيين ويعد مسألة التطبيع عندها خط أحمر ويعتبر من القضايا المسكوت عنها..! عندما فتحنا مكتب الحركة تحديدا؛ كان يوافق العام 2008 في وقت كان النظام البائد؛ مستهدفا ًً طلاب الجبهة الشعبية المتحدة؛ الواجهة السياسية لحركة وتحرير السودان وكنا اول من أطلقوا عليهم بالصهاينة الجدد؛ حتي يجوز لهُم قَتلنا والتنكيل بناء وكنا غير آبهين بذلك؛ لإيماننا التام بأننا علي صواب وكنا دوماً القضايا التي نطرحها هي قضايا حقيقية تمس الواقع و بعيدة كل البعد عن المزايدات وكنا متأكدين تماماً بحتمية الانتصار؛ وساهمنا في إزالة ألقت الحاصل والتضليل المستمر ولقد وقفنا صداً منيعاً ضد سياسات تغبيش الوعي؛ الذي كان من ضمن خطط النظام البائد.

الشئ الآخر هو موقفنا من القضية الفلسطينية هي قضية رأي عام؛ قد لا نختلف كثيرا معك بأنها قضية إنسانية في المقام الأول؛ لا يجب المتاجرة بها ومسألة أنها قضية مصيرية ودونها المهج والأرواح؛ هذه اسطوانه مشروخة عفا عنها الدهر وشرب؛ ليس للشعب السوداني علاقة بالقضية الفلسطينية؛ لاننا في السودان الفينا مكفينا؛ فأين كنت عندما قتل النظام الف أبكر في دارفور؛ لم تحرك ساكنا ًً ولكن عندما قتل محمد الدرة.. قامت الدنيا ولم تقعد..!! أليس كان من الأولي أن تتحدث عن واقع السودان المرير، وتقف ضد سياسات الحكومة السابقة؛ لكننا نعلم تماماً لأنك عايش في اوهام؛ والتي هي في الأصل منسوجة من وحي الخيال ليس له بالواقع شئ..  فقط نمط تفكيرك و الزهنية الرجعية؛ التي تتكئ عليها؛ جعلتك مع القوميين العرب؛ الذين حولك رهائن لإنغلاق العقل و عدم تجديد الأفكار وفضلاً عن حالة الإستلاب الثقافي؛ المؤسف لاتسطيع الي الآن أن تعترف بواقعك السوداني؛ فانت رجل هرم وشيخ كبير في السن.. اليس من المخجل أن تنساق وراء هكذا أفكار…؟ كان من الأولي والأجدر أن تكون المرجعية الحسنة ومن الحكمة بمكان أن تكون إنسان ذو بصيرة ودراية كافية بشتي الأمور؛  وفضلاً عن ذلك ووفقا للتجربة الطويلة ولكن العكس صحيح علي راي هذه المقولة  “طلعت سلاق بيض ساي”.. نتيجة لأنك مصاب بعقدة النقص فانت الآن محتاج الي برنامج إسعافي عاجل، والي جلسات لتقييم الحالة النفسية؛ وخاصة هذه الأيام التي أتفق فيها حكومة برهان مع الشعب الإسرائيلي إن لم يكن لديك عِلم أو خبر فسوف تجدها عبر هذا الرد ..وهي فهواها” لقد سقطت عاصمتكم عاصمة اللاءات الثلاثة.. يا حبزا لو ذهبت لقاتلت جنباً إلي جنب مع حركة حماس أو الشعب الفلسطيني.. حتي لاتري الأعلام الإسرائيلية ترفرف أمامك في الخرطوم”.

النقطة الثانية وهي فيما يلي من إقتباس((القضية الفلسطينية بل كانت محل إجماع كل القوى الوطنية ومازالت كذلك وسط التيارات الوطنية الأصيلة)) أنتهي الإقتباس لاحظ حجم التغبيش والتضليل للرأي العام الوطني؛ كنت اتمنى ان تعترف اقلاها، بموقف حركة وجيش تحرير السودان؛ كأول تنظيم وطني فتح هذا النفاج وذلك بفتحنا لمكتب بدولة إسرائيل ولسنا كما الآخرين؛ الذين ذهبوا سراً وعقدوا الصفقات ، والشئ الغريب أيضاً لاحظ حجم السخف الإستهزاء والاستعلاء بدأ بتقسيم التيارات الوطنية إلي تيارات وطنية أصيلة وأخرى غير ذلك؛ هذه هي عقدة النقص والشعور بالدونية يجعل صاحبه يلجأ للتعويض المعنوي هو” السعي إلى الاستعلاء” هذه هي الطريقة الوحيدة لهؤلاء غير المستقرّين داخلياً أمثال علي الريح؛ أنه يشعر بالسعادة عن طريق جعل الآخرين تعساء..!

النقطة الثالثة فيما يلي الإقتباس “أن  قضية الصراع مع العدو الصهيوني هي قضية سودانية بامتياز تعلقت وتتعلق بوحدته واستقلاله وأمنه وتقدمه” انتهي الإقتباس، لاحظ هذا الموهوم أشتط ايما شطط..! هنا مربط الفرس؛ إذن لماذا لم تقف أمام السيد/رئيس مجلس السيادة..؟؛ الذي التقي برئيس الوزراء الإسرائيلي في يوغندا…؟ وما زال حتي بالأمس القريب مهرولاً نحو الإمارات، لكي يكتب له التاريخ بأن التطبيع؛ الذي تم مع إسرائيل من ضمن إنجازاته..!

النقطة الرابعة؛ الذي ختم بها؛ سوف اختم بها فيما؛  يلي الإقتباس “ودمتم للعقيدة والنضال” أية عقيدة تقصد..؟ هذه يذكري في احدي المحاضرات إبان دراستي الجامعية، كان هنالك كورس كامل؛ يسمي بالثقافة العربية، في ذاك اليوم نشأة سجال بين زميل الدراسة والأستاذة، أثناء المحاضرة فكان عنوان المحاضرة شرحاً لمعلقات أمري القيس؛ الذي يمثل واحد من صعاليك العرب؛ الأستاذة وفقاً لحالة الإستلاب الثقافي؛ كانت ترمي بكل صفة زميمة إلي غير العرب ؛ والصفات الحميدة مثل الكرم وطيب الأخلاق هي من صميم الثقافة العربية والإسلامية؛ إلي أن وصلنا إلى لب القصيدة؛ فكان هنالك تململ واضح وهروب أثناء الشرح من استاذتنا الموقرة”الكوزة”؛ لأنها وجدت في الأبيات ما لاتستطيع أن تشرح معانيها؛ ليست لصعوبة المعاني بل لأنها رأت أن هنالك تعارض وليس ما كانت تصبوا إليه؛  هنا زميلي رفع يده معلقاً ومعترضاً تجاوز الاستاذة من ثم توجهت الأستاذة له بالسؤال .. من اين انت..؟ أجاب لها.. بأنه من الشمال الأقصي.. ثم سألته مرة أخرى.. الست عربياً..؟  قال لها لست عربياً.. قال لها أنا كوشي.. وجدي ترهاقا.. الأستاذة/ إندهشت.. تأكد حينها بأن الأستاذة الفاضلة كانت مغيبة تماماً عن الواقع وإليكم الأبيات الشعرية.. وسوف اترك لكم الشرح ولو أمكن استاذنا الموقر.. علي بن الريح بن السنهوري أن يشرح..

“إذا ما بكى الصبي من خلف المرضع انصرفت إليه بنصف الأعلى فأرضعته وأرضته وتحتي نصفها الأسفل لم تحوله عني، وصف غاية ميلها إليه وكلفها”

لعلي أثرت هذه النقطة لان الأعراب كان لديهم من العادات والتقاليد؛ التي لها علاقة مباشرة بالديانة اليهودية وهنالك احكام التوراة “شريعة موسي” يحل بها الإشكاليات عموماً وليس العرب فحسب؛ إنما الأفارقة أيضاً لهم جزء كبير من بعض العادات والتقاليد الي يومنا هذا وهي ترجع إلى الديانة اليهودية؛ قد لا يسع المجال للتفصيل؛ المهم هنا يجب أن يعرف القوميين العرب أمثال علي الريح الذين يتنكروا هذه الحقائق التاريخية؛  مواصلة للقصة التاريخية أن العرب كانوا يتنكروا ودونكم هذه القصة الأخري ذو صلة بالموضوع  تحكي أن جماعة من الكتبة قبضوا على امرأة متلبسة بخطيئة الزنا، فأحضروها إلى يسوع ليروا حكمه عليها، وكان في حكم الشريعة يجب رجمها حسب شريعة موسى. لكن يسوع رفض رجمها وقال لهم: «من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر». هذه هي الثقافة التي أنكرتها الأستاذة.. عندما زكرها امرئ القيس.. في الأبيات.. كما أنكر برهان ثقافة القوميين العرب أمثال علي الريح”من كان منكم بلا خطيئة فليرمي برهاناً بحجر” الذي تطبع مع الكيان الصهيوني.. كما يطلق عليهم البعثيين.

 

نصرالدين عمر عثمان

<[email protected]>

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..