مقالات وآراء

هل من لقاح يقضي على الغباء الفكري

محمد حسن شوربجي

صدقوني حاجة البعض فينا ماسة للقاح ضد الغباء الفكري والجهل والكراهية والتعصب الديني الذي اكتسي مجتمعنا.

فلقد أصبح من الصعوبة بمكان أن تفرق ما بين انسان جاهل وآخر مستنير …

فقد يفاجئك الجاهل بجهله المخلوط بالعنف ليقنعك بفكره بالقوة وهكذا بعض من كنت اظنهم مستنيرون تجدهم يحملون خزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان.

ولعل الكاتب اسحاق احمد فضل الله صاحب الغزالة مثال حي وهو يحكي لنا عن غزالته التي طلبت أن تذبح ليأكلها المجاهدون وتلكم القرود التي كانت ترشده ليتجنب الألغام أو ذلك الشهيد الذي ظل حيا معهم بعد موته.

و الغريب أن الكثير امثال هؤلاء المستنيرون يتحولون بقدرة قادر إلى مهاويس نراهم وقد اصبحوا من نجوم المجتمع.

ومنهم من يلبس الأخضر مع الصوفية ويتمرغ بالتراب رغم كل ما يحمل من شهادات.

وهناك أيضا مستنيرون عشاق للسحر والشعوذة يؤمنون بها.

فمنهم من يستخدم السحر في عمله للتقرب من مسؤول أو طمعا في وظيفة.

او لاذية منافس له.

وقد استخدم قادة الكيزان الكثير من السحر و الشعوذة ويقال ان أمن البشير اعتقل من قبل شيخا كان يعمل مع العباس اخ الرئيس.

وما ذلك بعيد وذلك الوزير الذي أفتى في اجتماع سيادي في زمن الكيزان انه يجوز الاستعانة بالجن للخروج من الأزمة الاقتصادية.

فلم يعد السحر والاستعانة بالشيوخ حكرًا على العامة فقط بل هناك صفوف من المستنيرين نراها تقف عند أبواب السحرة طلبا للمستحيل.

فلقد أضحت ثقافة السحرة تشمل حتي قصور المسؤولين .

فالبعض يظن أن السحر والشعوذة يطيل حكمه ويوصله لمبتغاه .

ولقد استعاد نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ولمدة ثلاثين عاما السحر والسحرة والدجالين كما استعان به فرعون الملعون.

ويقال أن الرئيس الراحل ك جعفر نميري كان مولعا بالسحر والشعوذة وكان يجالس ستات الودع وما زال الجدل جاريا ما بين المستنيرين والجهلة حول العلمانية والدين.

فالبعض من المستنيرين المنحازين للثورة نراهم يدافعون عن العلمانية ظنا منهم انها :

تعني بحماية الاقليات الدينية وضمان حقوقهم في الوظائف
وأنها تعني كذلك بالديمقراطية وسلطة الشعب
وأنها تعني بدولة الكفاءات والعدالة الاجتماعية
وأنها تعني بعدم التمييز بين كل المواطنين
وتعني بالمساواة بين الرجل والمرأة
وتعني بالوقوف على الحياد لكل الاديان
وتعني بالسماح لاي مواطن بان يدين بالدين الذي يريده
اما بعض المستنيرين الكيزان
فيقولون انها :
تعني بخلع النساء للحجاب.
وان تتزوج المسلمة باليهود.
وان ترخص بيوت الدعارة.
وان تقيم شواطيء للعراة والبارات في كل مكان.
وان تنشر الانحلال الاخلاقي والثقافي والاجتماعي.
والغريبة ان المستنيرين العلمانيون هم من طوروا أوطانهم أكثر من المستنيرين الإسلاميون فلقد طوروا اليابان و ماليزيا و السويد و استراليا و كندا و نيوزلاندا. وامريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها كثير.
في وقت دمر المستنيرين الاسلاميون الصومال و مالي و السودان و قندهار و الشيشان وايران ..
ولا غرابة ففي مجتمعاتنا العربية يكثر النقاش دوما بين الفريقين حول احاديث جدليه لا تنتهي ابدا.
وقد اصبحنا كشعب بيزنطة
الذي كان كثير الجدل فسقطت مدينتهم بسبب خلافاتها .
فما أن تشرق الشمس يبدأ الجدل البيزنطي بين الفرقتين وفي بلد هي الافقر في أفريقيا.
ولكم في الميديا درس يا أولي الألباب.

محمد حسن شوربجي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..