
حكومة الثورة الرشيدة لن تفرط في استقلالية قرار الوطن ولن تفرط في سلامه وكرامة مواطنه ولن تحرف قيمه وأخلاقه ولن تجرده من إنسانيته وسوف تحافظ علي مقدراته وموارده الهائلة وسوف تحصنه من كل ذل. لأنها من اجل هذا اتت ومن اجل هذا قامت ثورة ديسمبر المجيدة واقتلعت من جثوا على صدورنا ثلاثين عاما وجردونا من إنسانيتنا وأساؤوا الي علاقاتنا في الخارج واشعلوا الحرب في الداخل حتي جفت الأراض وذهبت النعم وأصبح أهل السودان يعانون من الجهل والجوع والمرض لقد كان الكيزان علي اتم استعداد ان يحرقوا ما تبقي من السودان ليظلوا في الحكم ..
اليوم السودان بعد ثورته المجيدة يبحث عن مصالحه ولا شيء غير مصالحه والتطبيع مع دولة اسرائيل قد تأخر كثيرا فمن حقنا ان نقيم علاقات مع من نريد شاء من شاء وأبى من أبى ومن حقنا ان نحصل كغيرنا من دول العالم علي التطور التكنلوجي الذي سيفتح لنا بابا واسعا لنزرع ارضنا وننعم بخيراتها ونستثمر في ترابنا الطاهر من غير وصاية من احد ومن دون ان نستسلم لهيمنة امريكا او ننبطح لدولة اسرائيل..
السودان عانى سنوات من العزلة والضياع ولم يجد اي مساعدات من الدول العربية التي ذهبت بملياراتها تستثمرها في دول اخرى لا تربطها معهم جيرة ولا عقيدة والمواطن السوداني ظل يعاني من ضيق المعيشة وعدم الاستقرار لسنوات وسنوات..
علاقاتنا مع العرب يجب مراجعتها ويجب ان ننسلخ منهم ومن جامعتهم المسيطر عليه من دول بعينها لقد آن الاوان لنوفر هذه النفقات التي ندفعها سنويا لبناء مدرسة او مستشفى بدلان من ان ندفعها الي الجامعة العربية التي لم تدفع عنا اذى ولم يكن لها اي دور ايجابي تجاه السودان ولم تتدخل يوما لحل مشكلة من مشاكله وظلت دائما في موقف المتفرج علي الشعب السوداني وهي تري ارادته تسرق وتراه ينجر الي حروب داخلية وتراه ينقسم الي دولتين وتراه يغرق في جحيم العقوبات الدولية وتري ارضه تحتل ..
وإن كان لا بد من العلاقة مع العرب لتكن علاقتنا مع كل دولة علي حدا بحسب ما تقتديه مصلحة السودان وأن تكون علاقة تحمل روح الندية والاحترام المتبادل..
اسرائيل ستكون انفع للسودان من العرب والايام بيننا فقد جاء الفرج ارضنا سوف تزرع وموانئنا سوف تعمل ومصانعنا وقطاراتنا وطائراتنا ستجد قطع الغيار والادوية المزيفة سوف تختفي من الصيدليات والفقر سيهزم والشعب السوداني خلال اشهر قليلة سينعم بخيرات بلاده وسوف نعرف الفرق بين جحود العرب ووفاء اسرائيل.
..المدرسة والمدرس أولا..
عبدالعزيز عبدالباسط
[email protected]