مقالات وآراء سياسية
لعنة التطبيع، و طهارة الثورة..

خليل محمد سليمان
الاكيد كل النُخب، و القوى الرجعية التي تستثمر في الجهل، و الفقر، و المرض، ظلت تمتطي ظهرنا لعقود، ولا تزال عاقدة العزم علي ذلك.
ايّ تطبيع، او تقارب، او إنفتاح علي العالم، بوجه الخصوص الغربي يُعتبر بداية النهاية لعصور الظلام، و التخلف، و الرجعية، و ستتفتح آفاق جديدة لاجيال الشباب، و ستكون بداية ثورة حقيقية، و هذا ما تخشاه النُخب، و الاحزاب يمينها، و يسارها، بضاعتهم شعارات عفي عنها الدهر.. شاء من شاء و ابى من ابى ستتجاوزهم آلة التغيير، و ستكون عليهم لعنة.
لا يمكن ان تذهب دماء شهداء ثورة ديسمبر هباءّ، حيث بان عوار، و كذب، و ضلال، و نفاق من تسلقوا سلم الثورة في شهور معدودات.
في معظم الإتفاقيات الدولية توجد ملاحق سرية بالضرورة لا تُملك للعامة، او ان تكون متاحة إلا في دوائر ضيقة، و ذلك ما تقتضيه المصلحة العامة.
لا يوجد مواطن واحد لديه فضول ليسأل عن كواليس المفاوضات، او ما دار خلف الابواب المغلقة، او ليعرف ما تنطوي عليه الملفات السرية.
المصيبة حكام الغفلة خرجوا علينا بتصريحات متباينة، و غريبة، اقل ما توصف به انها كارثية، و تُثبت ان من هم علي سدة الحكم ليسو بقامة الثورة، و لا هم برجال دولة.
إتهم احد اعضاء السيادي البرهان، و حمدوك بالإنفراد بقرار التطبيع، ثم بالامس خرج علينا احد عواطلية حمدوك من كتيبة المستشارين في إحدى القنوات العربية بأن التطبيع لا علاقة له برفع إسم السودان من لائحة الإرهاب.
ثم خرج ياسر العطا بتصريح واضح، و صريح كوضوح الشمس في رابعة النهار، و قال ” التطبيع مرتبط برفع إسم السودان من لائحة الإرهاب”.
يقيني دولة بهذا المستوى من التخبط لا يمكن ان تقوم لها قائمة.
في العرف السياسي في البلدان المحترمة إعتذار المسؤول يعني إعترافه بالخطأ، او العجز، او الإهمال، و يعقبه الإستقالة من المنصب.
خرج علينا البرهان معتذراً للشعب عن الصفوف، و تدهور الحالة الاقتصادية، متحملاً المسؤولية، و حكومته بجناحيها، كما سبقه السيد حميدتي الذي اعلن فشل الحكومة في مناسبات عديدة واصفاً الحالة ب” انبشقت”.
جميعكم فشلة تجيدون الكذب، و النفاق..
إن لم تذهبوا اليوم فغداً إلي الجحيم كما ذهبت الإنقاذ، و بئس المصير، و ستلاحقكم ارواح الشهداء الطاهرة باللعنات، و ستقلق مضاجعكم.
تصريحات لا يمكن ان توصف إلا بالغباء، و فيها إستخفاف بالشعب، و الثورة.
اعتقد كان البشير، و كهنته الافضل في ثقل الدم، و البجاحة، و الصفاقة، بالبلدي ” بحقهم جابوها بضراعهم”، و إنقلبوا بليل.
اما انتم ايها العاهات، و النكرات جاءت بكم ثورة عظيمة، مهرها دماء غالية لا يعرف قيمتها من ليس له نصيب في الكرامة، و الرجولة.
اعتقد غالبية الشعب السوداني مع التطبيع، فالمطلوب الشفافية، و الوضوح، او فالصمت اولى، و افيد من ممارسة العادة السرية!
حسب نسب توزيع مقاعد التشريعي بين قحت والحركات وحسب مواقف الأمة والبعث والشيوعي المعلنة برفض التطبيع،لن تكون هناك أغلبية.. دا ما الموضوع الآن، المطلوب حاليا ،أن يقدم كل مسؤؤل لا يؤيد التطبيع استقالته فورا.علشان الامور تكون واضحة..اصلا ما في مشكلة ولا في حد ماسك حد،،بس علشان المواقف تكون عملية وليس مجرد ابتزاز سياسي،،،أو أن يطالب الرافضين بإقالة المؤيدين ،،وأن يعلنوا ذلك صراحة ،،،،المواقف لازم تكون واضحة ،،ومن بعد ذلك ،نشوف المجلس التشريعي.
الله ينور عليك