أخبار السودان

أصبح واقعاً التطبيع مع إسرائيل… مأزق الحاضنة السياسية

تقرير – عبدالرؤوف طه

أدخل اتجاه الحكومة للتطبيع مع إسرائيل الحاضنة السياسية في مأزق حقيقي سيما وأن أكثر من 90% من مكونات الحاضنة السياسية تتخذ مواقف مبدئية ضد التطبيع مع إسرائيل وهي مواقف بالطبع مرفوعة منذ وقت طويل، غير أن إعلان الحكومة التطبيع مع إسرائيل ربما يجعلها في حالة صدام مع الحاضنة السياسية.

مواقف رافضة بشدة

الحاضنة السياسية أو التحالف الحاكم الذي يضم أحزاب سياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أظهر مواقف متشددة تجاة عملية التطبيع مع إسرائيل حيث ترفض أحزاب الأمة القومي والبعث القومي والبعث الأصل والشيوعي والحزب الناصري عملية التطبيع مع إسرائيل وترى في الأمر انقلاباًً على الحاضنة السياسية وقال القيادي بالحرية والتغيير صديق يوسف (للسوداني) إن موقفهم المعلن هو رفض التطبيع مع إسرائيل جملة وتفصيلاً وإنهم كحاضنة سياسية سيخرجون بموقف موحد ضد الخطوات التي اتخذتها الحكومة في الساعات الماضية، في السياق أعلن الحزب الشيوعي عبر مكتبه السياسي رفضه للتطبيع مع ما اسماه بالكيان الصهيوني العنصري ووصف الشيوعي في بيان تلقته (السوداني) خطوة التطبيع بالابتزاز والمراوغة والخضوع لتوصيات البنك الدولي ، قريباً من حديث صديق يوسف أخرج البعث القومي بياناً صحفياً تلقته (السوداني)أعلن فيه رفضه الشديد للتطبيع مع إسرائيل، وقال البعث إن التطبيع ليس من صلاحية مجلسي السيادة والوزراء أو أي هيكل من هياكل الحكومة الانتقالية وأن القرار حق حصري لبرلمان منتخب واعتبر البعث القومي أن التطبيع الحالي يعني تسليم القرار الوطني للمحاور الخارجية والخضوع للابتزاز، فيما أعلن البعث السوداني بقيادة محمد وداعة انسحابه من دعم الحكومة الانتقالية ودعا البعث القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الرافضة للتطبيع سحب تأييدها للحكومة الانتقالية والاصطفاف في تيار عريض لمقاومة القرار، فيما قال الحزب الناصري العربي إن التطبيع مرفوض جملة وتفصيلاً وأنهم سيقاومون القرار بحسب بيان تلقته السوداني، الموقف الأكثر تشدداً صدر من حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي الذي رفض المشاركة في المؤتمر الدولي للتجديد بين الأصل والعصر الذي عقد أمس بقاعة الصداقة احتجاجاً على التطبيع، وقال المهدي في تعميم صحافي تلقته (السوداني) إن التطبيع يمثل عنصرية ضد الأمة الإسلامية وضد الأمة السوداء .

مواقف متأرجحة

داخل الحاضنة السياسية ثمة أحزاب لم تتخذ مواقف واضحة من عملية التطبيع مع اسرائيل سواء كان ذلك الموقف رفضاً او قبولا للخطوة مثل التجمع الاتحادي الذي يمثل ابرز كتل الحرية والتغيير وقال القيادي بالتجمع جعفر حسن (للسوداني) انهم لم يتخذوا قراراً نهائياً فيما يخص عملية التطبيع مع اسرائيل وان الامر متروك لمؤسسات الحزب وانهم سيعقدون اجتماعات مفصلة للنظر في الخطوة ومن ثم الخروج بقرار نهائي ، قريباً من موقف حزب التجمع الاتحادي يبرز موقف المؤتمر السوداني الذي لاذا بالصمت حول قرار التطبيع مع اسرائيل ورفضت قيادته الاجابة على الاستفهامات المطروحة حول موقفهم من التطبيع في الوقت الحالي .

مواقف مؤيدة

قرار التطبيع مع اسرائيل يجد التأييد من بعض المكونات داخل الحرية والتغيير مثل الحزب الجمهوري وحركة القوى الديمقراطية (حق) حيث جاهر القيادي بالحزب الجمهوري حيدر الصافي شبو بتأييدهم للتطبيع أكثر من مرة بل وأعلن الحزب الجمهوري تأييده للتطبيع في وقت سابق وطالب الجمهوري بالسلام والتطبيع مع إسرائيل واشترط الجمهوري أن يأتي التطبيع من باب المؤسسات لا الأفراد بل دعا الجمهوري الأمة العربية بتصحيح مسار العلاقات مع إسرائيل، وقال إن دول عربية لديها علاقات خفية مع إسرائيل، بينما قالت حركة القوى الديمقراطية الجديدة(حق) وقالت الحركة في تعميم صحافي نرحب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل والمضي قُدماً في تعزيز مواقف السودان في الأسرة الدولية، معتبرة أن تطبيع العلاقة مع إسرائيل لا يعني مُطلقاً تأييد أو قبول تعدياتها على الحقوق الفلسطينية المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية .

مؤيدون ورافضون خارج الصندوق

ثمة أحزاب سياسية لا تنضوي تحت لواء الحاضنة السياسية ترفض التطبيع وأخرى تقبل التطبيع ، من الرافضين للتطبيع يبرز حزب المؤتمر الشعبي الذي عبر عن رفضه القاطعة للتطبيع واعتبر الأمر خيانة للقضية الفلسطينية حسب تعميم صحافي ، بالمقابل يبرز حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل وهو أكثر المنادين بالتطبيع مع إسرائيل دون قيد أو شرط وكان الفاضل قد جاهر مبكراً بأهمية التطبيع مع إسرائيل، في السياق أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تأييده للتطبيع مع إسرائيل وبحسب بيان تلقته(السوداني) مذيل بتوقيع رئيس القطاع الاقتصادي عبدالرحمن عباس إن الاتحادي الأصل يؤيد إقامة العلاقات والتطبيع مع إسرائيل وأشار إلى أن التطبيع يصب في مصلحة السودان .

مأزق الحاضنة

مواقف الحاضنة السياسية المختلفة حول التطبيع جعلتها في مأزق حقيقي ربما يؤدي لانقسامها في الساعات القادمة وكان أول خطوات الانقسام سحب البعث السوداني تاييده للحكومة الانتقالية وتهديد الأمة القومي بحسب تأييده وأنصاره من الحكومة الانتقالية فيما أعلن الشيوعي رفضه للقرار جملة وتفصيلاً وربما يعلن انسحابه من الحكومة الانتقالية ، بالمقابل يتوقع مراقبون أن تتشكل عدة جبهات بخصوص التطبيع مع إسرائيل منها مناوئة للقرار وأخرى مؤيدة له.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..