
وكما هو معروف فقد نشطت هذه الظاهرة مع بدايات الثورة المجيدة.
فلم تكن اصلا شائعة او مألوفة في حياتنا السياسيه من قبل.
رغم ازدحام حياتنا بالأحداث والمستجدات .
فلم يكن هناك نشطاء سياسيون في الثلاثون عاما الماضية أو قبلها.
والناشط تعريفا هو ذلك الشخص الذي يبدي أكثر ميلا وانشغالا من غيره في متابعة الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية وانتقادها وتبصير الجماهير حولها واقتراح الحلول اللازمة لها.
وقد انتشرت هذه الظاهرة كثيرا في العالم وقد كان مازتن لوثر كنج من أشهر النشطاء في العالم.
وفي هونغ كونغ الناشط المعارض جوشوا وونغ.
وفي إيران الناشط السياسي مصطفى محب.
وفي الجزائر كريم طابو.
وفي سوريا وليد البنى ورياض سيف.
والجنوب أفريقي تيم جانكيك
وكانت أيضا في الثورة المصرية الاخيرة و وائل غنيم .
وما يهمنا أن هذه الظاهرة قد انتشرت في بلادنا وان دخلها البعض بحثا عن الارتزاق والكسب المادي.
وكانها وظيفة من لا وظيفة له.
وما أكثرهم في الميديا وان ركب بعضهم قطار الثورة حماسة وتحدث باسمها .
وقبل أيام قلائل تم إلقاء القبض على أحد هؤلاء الناشطين وهو احمد الضي حيث اودع السجن بسبب هجومه على عبد الرحيم دقلو شقيق حميدتي واتهامه للرجل بالعنصرية وتكريس حكم جماعة دون اخري .
وقال أحدهم أن أحمد الضي قد وقع في الفخ.
ومازال هذا الناشط في محبسه دون محاكمة.
ومنذ تلك الحادثة قلت حركة الناشطين وهدأت نبرات لايفاتهم .
وكأن الرسالة قد وصلتهم جميعا.
و إياك أعني فاسمعي يا جاره.
فلم نعد نسمع كثيرا شير اللايف لو سمحت….
ولايك على يدك اليمين…
واللايف يهاجم الآن من السلطات..
والأمن الكندي يراقبني…
والشغل ده شغل مريسه.
والغريب أن بعض الناشطين قد استمالتهم بعض الاحزاب و الأشخاص.
ونظمت لبعضهم رحلات ترفيهيه إلى تركيا استمالة وتجنيدا.
وقد كان بعضهم مصدرا للأخبار الدقيقه التي تدور في الغرف المغلقه.
و من كندا و من استراليا والصيرفي واولاد قوش وذا النون وانا حاحلق شنبي وشوتايم و المخدرات وصراخات ابو رهف والجلابة والعنصرية .
هي في النهاية ظاهرة ظلت لها ما لها وعليها ما عليها وقد سادت حينا .
وللاسف كان الناشط السوداني وفي تقديري متقلبا في مواقفه السياسية.
وكانت دفوعاته عن حقوق المواطنين غير مقنعة بما يكفي.
وكان بعضهم يستخدم كأداة في الخصومات السياسيه بين الاحزاب.
فالناشط السياسي لابد ان تتوفر فيه الصفات التاليه :
1- أن يكون مثقفا بما يكفي
2-ان يكون ملما بكل النصوص القانونيه حتى ينصح بها المستمع.
3- أن يكون محايدا في كل ما يتناول من قضية
4- ان يكون انحيازه للشعب فقط.
5- أن يكون شجاعا و جريئا
6 – أن يكون مؤمنا بعمله في تنوير الجماهير
7- أن يلتزم بحفظ الاسرار
8- أن ينمي مقدراته الثقافية والعلمية بالمتابعات
9- أن يكون صادقا وامينا في تناوله للقضايا
10- أن لا يعرض نفسه للمخاطر بالتهور في تناول القضايا الخطيرة.
11 – ان يكون بارعا في الاقناع
وظني ان البعض منهم كان يملأ الساحة صراخا وعويلا و لم تتوفر فيه الكثير من هذه الصفات.
وقد غلب عليه التحيز لجهة دون أخرى.
وهذا الأمر قد خصم كثيرا من مصداقية الناشط تجاه جماهيره.
وحتي ناشطنا السياسي على الطريقة السودانيه.
……………………………….
محمد حسن شوربجي <[email protected]