رئيس جمعية الصداقة (السودانية الإسرائيلية) :نستلم طلبات بالآلاف للانضمام للجمعية
السودان كان ضـحية لمؤتمر الــلاءات الثـلاث ..والوقت حالياً غير مناسب لزيارة إسرائيل ويجب التريث

قبل أسابيع ترددت الجهات المختصة بالسماح بعقد المؤتمر الصحفي لجمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية في الخرطوم بشكل علني لكنها لاحقا تراجعت وعقدت الجمعية مؤتمرها الشهير الذي أعلنت خلاله عن نفسها ، ويرأس الجمعية الصادق إسحاق،الذي يعد مؤسس تحالف منظمات المجتمع المدني السودانية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر،(الإنتباهة) جلست معه بعد اتفاق السودان وإسرائيل حول التطبيع وبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين ، فكان الحوار الآتي :
*ما دور الجمعية بعد التطبيع؟
= من أهم أغراض الجمعية دعم وتعزيز التعاون بين دولتي السودان واإسرائيل في مختلف المجالات، وكان قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بين الحكومتين كان الهدف الأساسي تعزيز ودعم القرار السياسي بالتطبيع بين الجانبين، وبعد أن تم الاتفاق الرسمي سيكون الهدف للجمعية منصبا في تعزيز هذا الاتفاق ودعمه لما يحقق له النجاح لمصلحة البلدين والشعبين.
*مهام وتطلعات كثيرة تنتظر جمعية الصداقة ما هي؟
=أعداد الأعضاء في ازدياد يوما بعد يوم ، ونتلقى كل يوم عددا كبيرا من الطلبات للانضمام للجمعية، هناك حملات شعبية ومبادرات للتطبيع ضمت إلى عضوية الجمعية من أهمها وأكبرها الحملة الشعبية لدعم التطبيع وأعضاؤها بالآلاف، إضافة للأعضاء الأصليين بجمعية الصداقة وهم بالآلاف .
*ماذا عن المقر؟
= بعد أن تتم الموافقة الرسمية من مجلس الصداقة الشعبية العالمية سيتم تحديد مقر الجمعية والآن طلب التسجيل أمام المجلس.
*رجل الأعمال أبوالقاسم برطم وعد بزيارة إسرائيل، هل ستنسقون مع بعض في ذلك؟
= نحن نرى أن يتم التريث في موضوع زيارة إسرائيل، الوقت ليس مناسبا الآن لمثل هذه الزيارات ، يجب أن تنصب الجهود الآن على القضايا الملحة للبلاد والمتمثلة في دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني ، والزيارات تأتي لاحقا وفي الوقت المناسب .
*ما رسالتك إلى العرب الذين قاموا بكيل سيل من الشتائم إلى السودانيين بسبب التطبيع؟
= من يكيلون السباب للسودان بسبب موقفه من التطبيع مع إسرائيل وقحون، هذا قرار سيادي يخص السودان فقط ولا يحق لأي كان التدخل في القرار.
طبعت قبل السودان عدة دول منها مصر والأردن على سبيل المثال،لماذا لم نر مثل هذا الهجوم عليها؟
السودان أكثر دولة تضررت بالقضية الفلسطينية التي باعها الفلسطينيون أنفسهم، وتاجر بها قادتهم ، وأصبحت موضوعا للمزايدة ، السودان كان ضحية لمؤتمر اللاءات الثلاث وضع في المواجهة مع إسرائيل في الوقت الذي توارت فيه بقية الدول العربية، ومن ضمنهم الفلسطينيون أنفسهم الذين وقعوا اتفاقيات سلام مع اسرائيل في أوسلو 1 وأوسلو 2، وغيرها من اتفاقيات في أمريكا وغيرها، وتجارة زعماء السلطة الفلسطينية مع إسرائيل وأموالهم في البنوك الإسرائيلية ، ورغم ذلك كله يتطاولون على السودان وشعبه بالألفاظ العنصرية والقذرة ، ولكن لن نلتفت إليهم، هم عليهم أن يرعوا شؤونهم بأنفسهم، فقد ولى زمن تبني قضيتهم التي بسببها فرض علينا الحصار والمقاطعة وهم يتفرجون علينا ، فقدنا جزءا عزيزا من الوطن ونحن نقصف بسببهم، لن نجامل مرة أخرى على حساب الوطن،(بلادنا أولا) وسوف نكون أصدقاء لمن يريد صداقتنا وأعداء لمن يعادينا ويتطاول علينا وعلى سيادتنا، لا مجاملة في ذلك البتة.
*الاتفاق السوداني الإسرائيلي اهتم بمجالات متعددة لكن لا يزال البعد الثقافي غائباً؟
=المجال الثقافي لن يغيب بكل تأكيد، وهو من المجالات المهمه جدا ، ولكن في المرحلة الحالية التركيز سيكون بصورة كبيرة على المجال الاقتصادي للضرورة.
*المسؤولون السودانيون يخشون التحدث للإعلام الإسرائيلي ؟
= أنا أدعو المسؤولين للتحدث للإعلام الإسرائيلي والعالمي كذلك حول موضوع تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل حتى يتم توضيح ما يخفى على العامة من تفاصيل الاتفاق ، والتحدث للإعلام الإسرائيلي مهم جدا في المرحلة الحالية حتى يطلع الإسرائيليون أكثر على السودان وما به من فرص استثمارية وسياحية.
*بعد انتهاء العداء كيف يمكنكم تغيير وجه نظر الشعب السوداني لقبول حل الدولتين؟
= في نهاية المطاف لابد من حل الدولتين كي يعم السلام المنطقة، تغيرت المفاهيم السياسية كثيرا في السنوات الأخيرة وكذلك الأوضاع على الأرض، التحالفات كذلك تغيرت ولابد من الوصول إلى حلول سلمية تكفل العيش بسلام للجميع.
*التحالف القادم الإقليمي بين السودانيين والإسرئيليين ودول التطبيع كيف يكون؟
= أعتقد انه سيكون تحالفا اقتصاديا مهما، فدول الخليج لديها الأموال، والسودان الموارد الطبيعية الهائلة، وإسرائيل التقنيات المتطورة، لذلك سيكون هناك استفادة لجميع الدول من هذه الاتفاقيات للسلام، وستكون المنطقة جاذبة للاستثمارات ورؤوس الأموال من جميع دول العالم .
* يجري الحديث أن التطبيع يفتح أبوابا مغلقة لحكومة السودان، أرجو التوضيح؟
=طبعا بكل تأكيد سيفتح الأبواب التي كانت مغلقة في وجه السودان ، وسينهي العزلة السياسية التي كان يعيش فيها لثلاثة عقود سابقة، كما أنه سيشهد دخول صناديق سيادية من دول الخليج والعالم في استثمارات في السودان، إلى جانب الاستفادة من خدمات البنوك العالمية التي ستبادر إلى فتح فروع لها في السودان بعد ان كان ذلك محظورا عليها في السابق بسبب العقوبات الأمريكية.
*عدد كبير من السودانيين يقيمون الآن في إسرائيل وهناك حديث عن إعادة المهاجرين غير الشرعيين ،ما دور الجمعية بعد إعادتهم؟
= لا أعتقد ان اللاجئين السودانيين سيتم إعادتهم بسبب هذه الاتفاقية، هناك إجراءات معينة يتم اتخاذها من قبل المفوضية السامية للاجئين في مثل هذه الحالات، ومن يرفض طلبه يتم التعامل معه وفق إجراءات محددة، ولن يكون هناك ترحيل قسري، أعتقد ان الحديث عن ترحيل اللاجئين من إسرائيل قصد به خلق بلبلة لدى الرأي العام السوداني تجاه القرار.
*بعض رجال الدين الإسلامي في السودان يعتبرون التطبيع خيانة؟
= الخيانة الحقيقية هي أن تعمل ضد مصلحة بلدك، وأن تتبع شعبا آخر ينظر إليك نظرة دونية، ويسبك بالألفاظ المهينة والعنصرية ، ورغم ذلك تجد من يسايره برغم أفعاله المشينة تحت مسميات دينية، مجاملة الفلسطينيين على حساب الوطن هي الخيانة، السودان أولا وقبل فلسطين، والعقيدة لاعلاقة لها بالقضية الفلسطينية، كفى مزايدة باسم الدين في قضية الفلسطينيين.
*لماذا يقدم البعض مصلحة الأجانب على مصلحة البلاد في عملية التطبيع؟
= نحن نقول السودان أولا،وعلى الساسة أن يقدموا مصالح البلاد على ما سواها من مصالح شخصية وحزبية ضيقة، التاريخ سوف يكون شاهدا عليكم فلا تضيعوا الوقت في الخلاف ، وقدموا مصلحة الوطن على ما سواه لنرى بلادنا رائدة في منطقتنا والعالم.
الانتباهة