أهم الأخبار والمقالات

الاعلامية “حياة دينق” في ضيافة الراكوبة

هذا هو الجانب الايجابي في تعدد الزوجات بالنسبة لنا

تعتبر الاستاذة حياة دينق واحدة من الاعلاميات الشهيرات في جنوب السودان، لديها اهتمامات كثيرة ومتعددة.
جلست اليها لمناقشتها في العديد من القضاياالمختلفة فكان هذا الحوار

حاورها من جوبا: عبدالوهاب همت

انا “حياة دينق” اعلامية بتلفزيون جنوب السودان.

– من اين اكتسبتين هذه الخبرة في مجالك الاعلامي؟
الاعلام بالنسبة لي عبارة عن هوية، في بداياتيزعملت في صحيفة السوداني متعاونة ومنتدبة من فترة بين عام ٢٠٠٨م الي ٢٠١٠م

متى بدأ عملك في التغطيات الاعلامية لمفاوضات السلام التي دارت في جوبا هنا بين الاطراف السودانية!؟

بدأت التغطية للمفاوضات في الجولةالثانية تقريبا، وهذا كان من منطلق احساسي كاعلامية في البلد المستضيف لهذه المفاوضات وانه لابد من وجود تغطية خاصة لهذا الحدث الكبير، فالتغطية لم تكن كافية لانها كانت تتم في شكل تقرير خبري.

هل راودك اي احساس اثناء التغطية بان هذه المفاوضات يمكن ان تفشل في اي لحظة!؟
ابداً .. لم اشعر باي شيء من هذا القبيل، بل كان احساسي بان هذه المفاوضات عبارة عن (قعدة بيت) فهو حل سوداني سوداني .. فنحن نفهم بعض من غير ضغوطات اجنبية او غيرها.. فكان بالمحبة السودانية الاصيلة .. كان هذا هو احساسي في الواقع.

– هل كُنتِ تتوقعين ان عملية التفاوض ستأخذ كل هذه المدة!؟

طبعا لا .. ما كنا نتخيل ان الامر سيمكث لمدة سنة كما هو الحال، فحسب رؤيتنا وتصورنا للحدث اعتبرنا الامر حوارا عاديا بين الاشقاء ولذلك كان اقصى حد له هو اربعة اشهر او خمسة، ولكن جرت ظروف لم تكن في الحسبان مثل حلول وباء الكورونا وغيرها، فتلك ايضا عطلت عملية التفاوض.

ومن اين وجدتين الثقة الزائدة التي تجزم بنجاح المفاوضات!؟

وجدتها من خلال الحوارات التي اجريتها انا مع قيادات الجبهة الثورية .. كنت احس منهم بالأمل والرغبة في إنجاح المفاوضات لانقاذ الموقف، وهنا منبع الثقة عندي بحتمية نجاح المفاوضات.

هل كنتِ متعاطفة مع اي تيار.. ام تعاملت مع الامر بمهنية وخبرة .. ام الامر كانت عبارة عن واجب تم تكليفك به في سبيل (اكل العيش)؟
لا .. ابدا .. لا يمكن ان يكون الامر عندي مشروع (اكل عيش) بل اعتبرته قضية وقضية مهمة ولابد لنا من تسليط الضوء عليها عبر مرآة الاعلام، وهذا كان خضوعا لرغبة حقيقة بداخلي من اجل صنع تاريخ لنفسي. ولأكون قريبة من المشكلة نفسها واحس انني جزء منها فبحكم انتمائي لجنوب السودان مررت بنفس منعطفات الحرب وألآمها وأعلم ان السلام هو الحل، ولذلك كنت مصرة ان اكون لصيقة بمجريات المفاوضات السودانية.

– هل كنتِ تتدخلين لاقناع طرف ما .. او تقومين بتقريب وجهات النظر بين اطراف التفاوض؟

لا .. لم يحدث ذلك، فانا لست طرفا في التفاوض وان كانت لي مساهمة فذلك خلال الحوارات التي اجريتها مع قيادات .. فكنت اطرح عليهم بعض من الاسئلة التي تصب في مصلحة تقريب وجهات النظر في اشياء مختلف حولها، وهنا انحصرت دوري.

اوضاع المرأة في دافور هل ساهمت في اهتمامك بالمفاوضات؟
+ نعم يمكن القول ان ما ألمتني اكثر في ظل الحروبات التي حدثت في جنوب السودان الا انه لا يوجد اسوأ من دارفور على وجه الارض، هناك كانت اغتصابات مستمرة .. انتهاكات لحقوق المرأة، والمرأة الدارفورية إمرأة كادحة وهي في الواقع اقوى من الرجل بحكم تجاربها التي خاضتها.. فهي المناضلة والمربية وكل شيء .. هذا الدور اعطاني دافع لاكون قريبة من اخواتي النازحات .. اجلس معهن لاعرف مشاكلهن عن قرب أكثر.

– هل تعتقدين ان الانتهاكات في حق المرأة الدافورية كانت اكبر من الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة الجنوبسودانية!؟
بالطبع الانتهاكات في دارفور كانت اكثر سوء حقيقة، نعم جنوب السودان خاض تجربة حرب، ولكن لم تكن بحجم مأساة دارفور، والضرر الذي وقع على المرأة في دافور كان اكبر. وظاهرة الاغتصاب التي مورست عليها كانت اكثر شيء مؤلم لنساء العالم اجمعين.. وليست نساء دارفور وحدهن ..وكل من شاهد فيديوهات اغتصابات دارفور يصاب بالذهول.

– انت جئتين بخبرات “الشمال” الي هنا.. فما الذي فعلتينه بهذه الخبرات للمرأة الجنوبية!!؟

بالنسبة للمنظمات التي تهتم بشئون المرأة حتى الان لم افعل شيء، ولكن احيانا نقدم افكار واستشارات مهمة لمن يرغب، عموما المرأة هنا في جنوب السودان لها كل التحية.. بعض النساء يعملن في مجال الصناعات اليدوية ، وفي مجالي اقوم بتدريب بعض الاعلاميات الصاعدات في الاذاعة ..

– وماذا عن التلفزيون .. هل تسلطين الضوء على قضايا بعينها!؟

نعم بكل تأكيد نفعل ذلك وكان لي برنامج خاص يهتم بقضايا الشباب من الجنسين في التلفزيون يشمل قضية العطالة وشئون الزواج وغلاء المهور وتعدد الزوجات وغيرها من القضايا بما في ذلك محاربة العادات الضارة.. وهي قضايا تمس شريحة كبيرة .. حتى انا وقعت في فخ تعدد الزوجات لانني تزوجت برجل تفوق زوجاته الخمس زوجات.

وهل قررت ان تضعين حدا لهذا الامر ام لاتزالين مواصلة..

نحن كجيل واعي مثقف تقع عاتقنا مسؤولية الحفاظ على ماهو جميل من العادات الموروثة وفي نفس الوقت واجب علينا توعية الناس بترك ماهو ضار منها ..وحسب رايي الشخصي اعتبر تعدد الزوجات شيء ذو وجهين وجه سيء وأخر جيد ومقبول!؟

– وما هو الجانب الجيد في تعدد الزوجات

نحن في قبيلة الدينكا عاداتنا وتقاليدنا الموروثة تعتبر تعدد الزوجات تصب في مصلحة تكوين الاسر الكبيرة الممتدة ولذلك كانت الاهتمام بشكل اساسي بزيادة عدد الاطفال الاسرة، ولكن الامر بنسبة لي كإمرأة احسبه سيء جدا، ويحسسني بانه لا مكانةولا يوجد زمن لي وهكذا ..

– كم عدد الزوجات المسموح بها؟

العدد عند الدينكا مفتوح .. وطبعا لدينا نحن المسلمين المسموح اربعة .. ولدى المسيحيين يسمح بواحدة فقط. ولكن للذين يتمسكون بالعادات يمنكهم الزواج بعشر نساء او عشرين..

– بحكمك مسلمة هل تعتبرين الزوجة الخامسة او السادسة خارج اللعبة ام ماذا!؟

اكيد بالنسبة لي كمسلمة الموضوع (برة اللعبة) فعلا .. ولكن كعادات وتقاليد هذا جزء اصيل.

– واحيانا تتفوق العادات والتقاليد علي الدين!؟

نعم .. تتفوق علي الدين، فمثلا دين الاسلام هنا محدود الانتشار ويمكن لا اي فتاة مسلمة ان تتزوج برجل غير مسلم ولكن هذا الرجل حتما سيحترم دين الزوجة ولا يجبرها على شيء والزواج من هذا القبيل دائما بالاشهار .. وعدد البقر .. فكل من كانت أبقاره كثيرة فهو الاوفر حظا بالظفر الفتاة المعنية بالزواج.

– كم كان عدد البقر في زواجك انت؟؟

عدد مائة بقرة

– يقال ان الطول يلعب دور اساسي في عملية الزواح .. هل هذا صحيح؟

نعم .. كان الطول شيء اساسي ولكن مياه كثيرة جرت تحت جسر الموروثات وبالتالي الناس تطوروا واصبحوا يحدثون في معايير الزواج .. الان التاهيل الاكاديمي للفتاة (التعليم) اصبح معيار اساسي في زواح الفتاة ونوع من المفخرة لاهلها .. ولذلك ننادي حاليا بتعليم البنات.

– كيف ستحاربين العادات الضارة وانتِ قلبت بان يتم زواجك بعدد مائة بقرة!!!؟

الذي يحدث ببساطة البنت في زواجها لا تملك اي صوت ولا ابيها ايضا يملك القرار الذي يتعلق باجراءات زواج ابنته، مثل تسمية (المهر) وما الي ذلك.. غالبا العم في الاسرة هو المسؤول عن الزواج وهو من يقرر ومعه آخرين .. نعم في البداية البنت لها الحق وحرية مطلقة في اختيار شريك حياتها وتبيلغ الاهل به وهنا ينتهي دورها.. وهذا الحق نفسه ما كان متوفر في الازمان السابقة، اذ كان العريس ايضا يتم اختياره او الموافقة من طرف الاهل وفرضه على الفتاة.

– ماهي رسالتك للاعلاميين في شمال السودان!؟

اطلب منهم توصيل رسالة السلام الذي تحقق في جوبا هنا الي كل الناس في السودان سالمة بنصوصها الحقيقية دون مزايدة او مناقصة ، فالاعلامي هو رسول وحامل الرسالة ولذلك لابد له ان يوصل رسالته كما هي ..وايضا الاعلاميون يقع على عاتقهم دور توعوي كبير وانتمي من قبيلة الاعلاميين ان يزوروا معسكرات النزوح في دارفور وغيرها للتبيلغ بهذا السلام حتى يضمروا جراح المتضررين في مناطق الهامش.

– وهل وجهتم دعوة للاعلاميين الذين اتوا من الشمال ليزوروا بعض المناطق هنا في الجنوب بغية تفقد اوضاع الناس ومعاناهم سوأ كانت في المعسكىات او غيرها وتسليط الضوء عليها!بطبيعةالحال لنا اصدقاء مقربون من الصحف ووسائل الاعلام المختلفة وهم تطرقوا بالفعل لقضايا مختلفة بما في ذلك ما تعرف بظاهرة (البودا بودا) هنا في جوبا .. وساعدناهم عبر ارشادهم للاشياء التي تحتاح الي تسليط الضوء، وايضا لدينا فكرة لمبادرة مشتركة للاعلاميين في السودان وجنوب السودان تهتم بمناقشة القضايا الحدودية، فقط هي لازالت كمبادرة الان ولم تر النور بعد، واتمني خلال منتدياتنا المختلفة التي تجمعنا ان تجد هذه المبادرة النور..

– هل لديك رسالة تودين توجيهها للشعب السوداني وحكومته الانتقالبة ؟

اود ان اقول للشعب السوداني ان عملية التغيير ليست بالامر الهين.. وحتى نعيد بناء وطنا (السودان الكببر) لابد لنا ان نتحلى بالصبر .. رغم ان السودان الان يعيش وضع معيشي سيء وضائقة اقتصادية ضاغطة بالاضافة الي السيول التي اجتاحت البلاد والمظاهرات التي تخرج بين فينة واخرى الا انني اتمني لهم التحلي بالصبر وياريت لو قاموا بتخفيف حدة تلك التظاهرات حتى تاخذ الحكومة (نفسها) وتعمل لاجل المواطن.
واقول للشباب السوداني اذا كنتم فعل ثوار حقيقيون فالوضع الحالي يحتاج منكم الي وقفة تأمل مع النفس .. فعملية التغيير والبناء ليس ساهل على الاطلاق عكس الهدم الذي يحدث في لحظة… اعطوا الفترة الانتقالية فرصة
.
.
وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..