
معضلة تحديد الهوية الوطنية فى ظل السياسات الثقافية الاقصائية الانتخابية الانقاذ ية
.ــ المثقفون المرهقون يدخلون حظيرة الثقافة الرسمية
,ــ هل تخرج الثقافة من بيّاتها العشرينى .
( كشف الحال هذا كتبته ونشرته منذ ان كان عمر الانقاذ المنتظر لعودة الروح الان فى العشرين من عمره، وكانت وكان التوجه الحضارى يرجرج كل مواعين الثقافة والاعلام. فاسمحوا لى بإعادة نشره كما كان. والصيرعلى القراءة )
سادت ثقافة السيخ ( ليس المقصود ديانة السيخ ) ردحا طويلا من الزمن وشهدنا على قناة التلفزيون السودانية كيف تهوى السيخ والاسياخ على الاعمال الفنية والمنحوتات و التماثيل حتى الفطرية منها وألعاب الاطفال والمصنوعات الفولكلورية . وواجه المثقفون هذه الثقافة السيخية بالصبر الجميل .ولو اكتفت التوجهات الثقافية الانقاذية بهذه الافعال الباطشة بالموروث الثقافى والفنى. لما كنا اليوم فى هذا الاملاق الثقافى . ولكنها عمدت الى تجريع وتلقين المواطنين الوانا من الثقافة المعلّبة والمجتزأة من التاريخ الاحادى الاقصائي . فصار العاملون فى حقول الثقافة – بالصبر الجميل – مجرد ابواق تصرخ بصوت صاحبها . وهكذا جفت ضروع الابداع الثقافى .وهبط اسم السودان عموديا فى الساحة الثقافية العالمية . وصعد اسمه عاليا فى المنابر الاعلامية والقنوات الفضائية و الدوائر السياسية كنموذج فريد بين دول العالم في الاضرار بالحياة و قتل الابداع والارواح . وحامت فى سموات البلاد غمامات من سؤ التقدير وإملاق الفكر والفهم و فرهدت العقول الصغيرة المنكفئة ، وأهلك الجراد حقول الثقافة وجفف منابعها وأغلق قنواتها .
- محاولة لكشف الواقع و جبر الكسر الثقافى
وأخيرا تذكّر السياسيون القادة ان السودان الذى يقول دستوره بتعدد قبائله وتنوع ثقافاته يحتاج عاجلا لوزارة للثقافة . وأن امر تكوين هذه الوزارة يحتاج الى لقاء تفاكرى يجمع كل العاملين في حقول الثقافة كى يتفاكروا ويناقشوا أحوالها ويستعرضون قضاياها. هكذا بعد عقدين من الزمان يتواصل حمدنا لله الذى هداهم الى هذا التفكير ، وإدراك اهمية ودورالثقافة كركيزة لا غنى عنها في تأصيل الهوية وتماسك مكونات الوطن . لقد كانت بدايات هذا العهد الانقاذى نموذجا فريدا في عدم احترام الثقافة و المثقفين، وعمل بمثابرة يحسد عليها في سد الثغرات التى يمكن ان تتسرب منها هذه الثقافة الى الناس فتعيق خطوات التمكين و مسيرة التوجه الحضارى الاصولى. فكانت الهجمة الاولى الضارية على ( ملاذات ) المثقفين والثقافة ،و مراكز بث الوعى والنشر والتوزيع ، فاعملت الالة الامنية و ظلالها واذيالها من الكوادر المدسوسة و توابعهم من رهط الوصوليين فى دواوين الثقافة واجهزة الاعلام والجامعات والمنابرعملها تشريدا وفصلا وتهميشا لكل من يحمل ( جرثومة ) هذه الثقافة غير( الرسالية) والعلمانية الكافرة الملحدة. و بدأوا في اعدام كل الاعمال الفنية غير الاصولية او المؤصلة التى لا تتماشى مع نهج التوجه الحضارى الرسالى. فاعدمت كل قصيدة او اغنية في ارشيف الاذاعة و كل شريط مصور بالتلفزيون في عملية مسح كامل لتاريخ و ذاكرة الامة . لا لسبب إلا لأن هذه المواد تتضمن كلمات يستشف منها حسب تقديرات الرقيب ( الحضارى ) المسيس ما يعيق تمدد وانتشار هذا التوجه الحضارى. او يظن ان فى اعدامها تحقيقا لرغبات من ألصقوه بمقعده فى تلك الحياض . او قرأ من بين مفرداتها كلمات لم يستوعبها فادرجها فى خانة عدم االتوافق مع تعاليم الدين الاسلامى من منظوره الخاص، و بهذا الفهم المسيّس والخائف المرتعب تمّ تدمير و تحطيم كل منحوت فنّى في دواوين الحكومة، وكليات الفنون وتقاطعات الشوارع . وفى ذات السياق تمّ العبث بالمناهج التعليمية و حشو امخاخ التلاميذ والطلاب بمعلومات واشعار واناشيد تجانب روح العصر ومفرداته ، فارسلت المناهج الفّنية والليالى الادبية التى كانت روح التربية الوطنية والانسانية فى مدراج العلم الى العدم . و شهدت دور العرض والسينمات هجمات مغولية شرسة واغلقت العديد منها. وحوّلت غيرها الى معتقلات في بعض الحالات والاوقات. واصبحت اخرى مراتع للهوام مهجورة، او مكاتب للمحليات والجبايات، او غيرها من المصالح الحكومية. او بيعت الى السادة الجدد وتحوّلت الى بوتيكات ومطاعم واغراض اخرى غريبة على تقاليد و ثقافة اهل السودان . و هكذا مرّت السنوات ثقيلة على اهل الثقافة والمثقفين . عقدين من الزمن بعد ان تمّ سد كل المنافذ لسريان دفق الثقافة الحرة. وتمازج الثقافات المتنوعة مع غياب و تغييب وسائلها، وتشريد القابضين على جمرها الذين كانوا قد رفعوا رغم عوزهم اسم السودان فى المحافل الدولية انتاجا فنيّا باذخا، اوفكرا انسانيا مستنيرا اخذ به العالم و تمناه الحاسدون . وبكت المكتبات العامة بعد ان جفت شرايينها من دفق المجلات والكتب و مستحدثات العصر الرقمية. واكتظت بالكتب الصفراء و كتب تفسير الاحلام والهلوسات المتخمة وقراءة النجوم واستطلاعات الحظ وبيع الوهم. حتى فتح الله اخيرا على القائمين بادارة البلاد ومنحهم برهة من الوقت ليتلفتوا حولهم ويشهدوا ما فعلت سنابك خيولهم المغولية واذنابها بحقول الثقافة وركائز الوحدة الوطنية ولاصقات التماسك المجتمعى. وهكذا أفاق المسئولون الموكول لهم امر الثقافة ليجدوا انهم لم يفعلوا شيئا للوطن الواحد اوللفكر الواحد. وان كل سهامهم طاشت لانهم لم يجدوا فى ما تبقى من اشلاء اداراتهم الثقافية سوى اعداد مهولة من البيروقراطيين الديوانيين الذى يرسلون وبمثابرة كل نشاط ثقافى وكل ابداع خارج نطاق فهمهم او لوائحهم الديوانية الى معتقل المكتبية، و لمجرجرات العقيمة التى تسقم كل مثقف اومبدع و تحزمه بحزام اليأس والقنوط. بل وتصيبه بالاكتئاب و تدفعه للانزواء الممرض. ولم يبق في ساحات الوزارة تلك ثلاثية الابعاد السابقة ( ثقافة- شباب – رياضة ) من يعين على التخطيط، أيساهم فى التنفيذ، او يبتدراىمنشط ثقافى يستطيع توضيحه والاقناع بضرورته، اوالدفاع عن جدواه امام من بيدهم الاجازة والتصديق . والثلاث كواكب الذين كانوا يديرون الوزارة عن بعد ، لا وقت لديهم للتجوال بين ردهات وزارتهم و التقصى عن احوال ازلامهم . و لا رصد نشاطاتهم فى المجالات الثلاث . فهم اما مشغولون بالمؤتمرات العالمية، او فى الاندية الرياضية ، او بالرحلات المكوكية، اوالمفاوضات السياسية الداخلية و الخارجية . و لم تكن امور الثقافة من اهتماماتهم . و على الرغم من اننا لا نكاد نتأكد من نواياهم تجاه الفعل الثقافى . و لكننا و عبر الكثير من الشواهد نستطيع الجزم بان ما كان يجرى من مسخ و مسح للثقافة الوطنية المتصالحة، لم يك بعيدا عن اعينهم او عن وعيهم .
- علل النظرية وبوار التطبيق
وهم ان لم يرضوا عنه انطلاقا مما حصلوا عليه من علم و معرفة وثقافة. الا انهم اجازوه او تقاعسوا عن مواجهته او صمتوا عنه خضوعا لتعليمات نظرية و لإرادة مخططة، ومدارة من قِبل بعض الأشخاص أو الجمعيات أو( الدول شبيهة المنهج ) أو أصحاب السلطة السياسية ، والاقتصادية. للوصول إلى أهداف خاصة، و هوالمخطط الذى كان سائدا عند مرحلة التمكين. و عمل على إحلال عناصر اصولية يعتقدون انها ثقافية مكان ثقافات المجتمع المتنوعة، ولو ان الامر تمّ عبر تخطيط ثقافى اجتماعى واع . و كوادر مؤهلة تحمل ادوات الانجاز الثقافى و قناعة فكرية . لما إتخذ سمة الهدم . و لما إتّبع منفذوه سلوك الثور في مستودع الخزف الذى حدث . فالاسلام لما غيّر من الثقافة التى كانت قائمة لم ينتهج العشوائية، بل بالتدريج بوضع الاسس الاسلامية و التقيد بها ، و بمعايير العدالة ، و ضمن خطة محكمة وإستقامة عالية. و لكن ما حدث في العقدين الماضيين كان صورة جلية للتخبط . بل و عدم الاهتمام و الادراك معا . و فى معظم الاحايين هو الاستهانة و الاستخفاف بأمر الثقافة و جهل دورها فى صيانة و رقى المجتمعات . الامر الذى تولّدت عنه جاهلية إحتقار الثقافة و المثقفين، و النظر اليهم من خلال منظار معتم يستلم إشاراته من عقلية كاملة التسطيح وبلا ابعاد . حتى ظن الناس ان هذا هو بالتحديد إرادة ما يريده و خطط له اصحاب الثقافية الانتقائية الاقصائية . و هذه الارادة العرجاء هى بالتحديد التى صنعت هذا الاستقطاب الجهوى الذى تعانى منه كل مكونات الدولة و السلطة و المجتمع اليوم ، ووضعت الوطن كله على حافة الضياع . و هذا هو الارق الذى ينخر ضمائر من قتلوا الثقافة بعد ان تبرعمت – ان ما زالت لهم ضمائر – . فقد كانت الثقافة اركز اعمدة الديموقراطية . و كان من الطبيعى فى حالة غير حالة السودان .و فى ظل نظام شمولى اقصائى ان تنجح تلك العشوائية في تسكين ثقافة الخضوع . و لكن و لان الانسان السودانى عصى على الترويض لم يفلح ذلك المنهج . و الان و بعد ان جرت المياه الكثيرة . و حدث ما لم يك متوقعا على ساحة العمل السياسي و التحول الديموقراطى . انتبه القائمون على ادارة المؤسسة ( ثلاثية الابعاد ) التى كانت قبل التعديل و التشطير الوزارى الاخير، ليجدوها بائسة و فقيرة و مترهلة و مكتظة باصحاب العاهات الثقافية من الذين اختلت عندهم الحسابات ، و باخت القيم . الذين كانوا يجلسون صفوفا صفوفا في الاحتفالات، و الليالى التى يقيمها الوزير ، او الوكيل . لا عن قناعة بل ارضاءا للقيادات و بحثا عن الترقيات. او من أجل سفرية أو منصب أو جائزة أومقعد على طائرة مسافرة لاية جهة خارج الوطن . فتحوّلت البعثات الثقافية من هم وطنى عالي المسئولية، الى تجارة شنط و اناتيك . وزارة اصبحت مثلها مثل اى سوق شعبى تجد الموظفين والموظفات يتبادلون تجارة التجزئة فوق المكاتب و تحتها . و اصبح كل موظف فيها صغيرا او كبيرا امبراطورا يتحكم بمزاجه في ما يليه من مهام وظيفته الادارية و المالية . و يجلس على مقعد شيخ هذا السوق من لا يرى في الوزارة سوى انها اقطاعية خاصة به ، او شركة تجارية تنظر بالمنصرفات و الدخول، اوفرقة من الجنود المستجدين فى معسكرات التجنيد الاجبارى يقودهم على صراط إرادته خصما على حساب السير بالفعل الثقافى، واحقاق امانة التكليف حقها بالتخطيط والرعاية والتوجيه . لست فى غنى عن القول ان الواقع الثقافى هزيل و مريض تفشت فيه علل التطرف الدينى الاعمى الذى اجتاح عقول مسئوليه. و يتطلب دراسة أسباب تراجعه وانهياره.
- الوزارة ثلاثية الابعاد بلا منظار
لن يغالط احد فى ان الساحة الثقافية السودانية شهدت تراجعا مخيفـا تأكدت شواهده وعلاماته فى هذا الجسد الثقافى الذى اعلّته الوزارة التى كانت ثلاثية الابعاد، وغابت عنها الاهداف والاستراتيجيات الوطنية . الامر الذى فتح المجال لتغول المتغولين على الثقافة ، وتعارض وتضاد الارادات. وتفشى رغبات الحيازة و الوجاهة باسم الثقافة دون فعل ثقافى . واليوم بعد ان اكرمنا الله بوزارة للثقافة بلا شريك . ووزير احمل له تقديرا عميقا لا أخفيه ، ولغيره من الرموز الثقافية الصابرة على جمر التجاهل والاقصاء. ارجو ات تتغير النظرة للثقافة والابداع و الانجاز الثقافى من مجرد احتفالات ومهرجانات ولجان واجتماعات . الى النظرة الموضوعية للواقع السودانى المتعدد والمتنوع . والى الفصائل الاخرى من المثقفين الذين أطاحت بهم أجهزة الثقافة و حساباتها السياسية خارج حسابات الدولة والسلطة و الوطن . هؤلاء الذين لم يدخلوا يوما فى سياق وزارة الثقافة او لجانها المتعددة، و ابعدوا عن كل شيئ و يمثلون اليوم التجسيد الحقيقى للانقسام ، و اخطر ما اصاب الساحة الثقافية فى البلد . هذه ليست دعوة للبكاء او التباكى او الاشفاق ، و لكنها دعوة لمراجعة مسيرة عقدين من الزمن لنرى مدى حجم النكسات و الاخفاقات التى حدثت .او النجاحات التى تحققت . او اذا كانت هنالك قوى تعمل على اعاقة انطلاق المد الثقافى و تسيطر على قنواته و تسعى لقسره على التماهى مع اطروحاتها المحصورة فى توجهات سياسية او فكرية لا تتوافق مع واقعنا . مع ادراكنا انه ليس هنالك منظومة او قوى رسمية فى مقدورها ان تصنع ثقافة . و لكن من مسئولية الدولة رعاية الانتاج الثقافى و حفظه و ايجاد المواعين الرسمية و تشجيع الاهلية ، و العمل على التنسيق بينها من خلال الوعى الشامل بكل مكونات الثقافة و الانتاج الثقافى و تجييره لجانب مصالح الوطن العليا . و تأكيد الهوية الجامعة .
- حظيرة المثقفين والمشروع الثقافى
لم تك الظاهرة الاقتصادية هى اسوأ ما اصاب البلاد فى ظل التحرير الاقتصادى والاحتكارات وسياسة الخصخصة التى ذهبت بريح الطبقة الوسطى التى ظلت تمثل دائما اللاصق الوطنى بين فئات المجتمع منذ الاستقلال. وأدت الى إنقسام المثقفين انفسهم بين باحث عن منصب ومركز فى مضارب السلطة، فدخل حظيرة المثقفين اللاقطين المجترّين، وبين باحث عن قوت عياله خارج هذه المضارب وخارج دائرة العمل الثقافى هاربا اومنفيا بثقافته و فكره. و لكن الاسوأ هو حصاد هذه السياسة والقيمة المضافة لها. حيث تسيّدت روح الانكفاء على الذات، و الرجوع القهقرى للتشرزم والطائفية والجهوية والقبلية، وبهتت الروح الوطنية عند الكثيرين ، وغابت تماما عند الشباب الذين لم يعرفوا معنى الانتماء الوطنى سوى فى شكل واحد يؤدونه قسرا فى الخدمة الالزامية ذات النظرية الاقصائية والبعد الواحد. وتراجعت تماما دفوقات الاستنارة. وتقدّم التخلف مسيرة العقل السودانى و بدأت تطفح ظواهر غريبة على السلوكيات. وازدهر الفساد وخراب الذمم و بالتالى إنزوى دورالثقافة والمثقفين الناصحين . وغاصت البلاد طويلا وعبرعقدين من الزمن فى مشروع ثقافى تكابد اليوم الخلاص من ثماره المرّة المتمثلة فى الذهنيات والعقليات وانماط التفكير الانانى التى تحكم روح شباب اليوم الذى جاء للحياة و بلغ الان العشرين من العمر و نيف. وتعاظم معامل الخواء الروحى والفكرى مما فتح الابواب امام موجات التطرف والعنف الفكرى و الدينى والسياسي والجسدى. ولكل هذا فان النظر فى امر اى مشروع ثقافى جامع لا بد ان يبدأ من خلخلة اركان العقليات السائدة. وتفكيك مفردات النظرية الاقصائية بغرض الوصول الى التراضى الوطنى. ان عقدين من الزمن لا تمثلان فى عمر الامم مدة طويلة. و لكنهما فى عمر الانسان السودانى يمثلا ن تراجعا و انحدارا فى الافادة من ارث ثقافى عريق و متنوع و غني و مؤثر، حينما جهله او تجاهله القائمون على امر البلاد. وفرطوا فى فهمه والمأمول و المعول عليه بكل المقاييس . ان النظرة الموضوعية المتجردة و الفاحصة لما يدور اليوم فى ارجاء العالم يدرك عن يقين ان النظرة التراتبية للثقافة فى مجرى الحياة و السياسة قد تغيّرت. و لم تعد الثقافة فى الدرجة الادنى .كما و لم تعد امرا متروكا لفذلكات السياسيين او تحت دائرة سلطتهم وسطوتهم. فهذا الواقع جربناه فى القعدين السابقين و لم ينجح فى قسر الفعل الثقافى على الانصياع لاهداف مخالفة لطبيعته. والشعارات المرفوعة اليوم فى كل اصقاع المعمورة تؤكد عمق التغيير الذى حدث فى التعاطى مع دور الثقافة و فهمه من خلال ترتيبها الحقيقى و الاحق . و فى ظل العولمة الثقافية والتنوع الثقافى و حوار الثقافات والتخطيط الثقافى وغيرها من الشعارات التى تعلى من دور الاثر الثقافى فى نمو و ترقية الحياة. اننا اليوم فى امس الحاجة لإلقاء نظرة فاحصة وامينة ومتجردة من الاهواء على واقع ثقافتنا . نظرة تنير لنا الدرب وتساعدنا على الالمام بكافة عناصر ثقافتنا ومظانها لكى نرسم طريقنا الى التنمية الثقافية التى تدفعنا لأن نرى شخصيتنا الحقيقية بانفسنا . و تكون مرآة نتفحص فيها وجوهنا و نختال بها بين الامم.
ابراهيم بخيت
رئيس تحرير مجلة الثقافة السودانية سابقا