مفاوضات جديدة حول سلام دارفور بالدوحة

محجوب محمد صالح

تستعد الدوحة لجولة مفاوضات قادمة حول تحقيق السلام في دارفور، رغم أن وثيقة الدوحة الموقعة قبل 5 سنوات قد وصلت نهاية مداها الزمني، وانتهت إجراءاتها، وتستعد سلطة دارفور الانتقالية لتصفية أعمالها وتسليم باقي مهامها إلى آلية تتشكل برئاسة الجمهورية، ويشرف عليها وزير.

لكن رئيس لجنة المتابعة الدولية لسلام دارفور ، الذي ترأس اجتماع الآلية الدولية في الخرطوم، يرى أنه رغم كل ما تحقق فإن هناك تحديات كثيرة تقف في طريق إحلال السلام الشامل في دارفور، وعلى رأسها الصراعات القبلية وانتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وهي تحديات تقع خارج نطاق الوثيقة.

وقد طرح رئيس الآلية مفهوماً مرناً لوثيقة سلام دارفور، حينما قال إنها ليست (اتفاقية)، إنما هي (إطار عام) لتحقيق السلام، وإن الوثيقة لن تفتح مرة أخرى، لكن ذلك الإطار العام يسمح بأن تجري جولات مفاوضات جديدة مع الممتنعين عن التوقيع على الوثيقة والاستماع لآرائهم وتحفظاتهم ومحاولة الوصول إلى اتفاق معهم، وأنه إذا تم الاتفاق معهم فذلك سيشكل اتفاقية تستوعب ضمن هذا الإطار العام، وبهذا الطرح ووفق هذه الرؤية الشاملة ينعقد الاجتماع بين الوساطة القطرية وممثلي حركة العدل والمساواة وحركة التحرير، بمشاركة المبعوث الدولي الممثل للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي رئيس بعثة السلام المشتركة (اليوناميد)، بذلك تكون الوساطة القطرية قد فتحت الباب من جديد للتفاوض على الأقل مع حركتي دارفور، أي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم والتحرير بقيادة منى أركوي، ولم تفقد الوساطة القطرية الأمل تماماً في مشاركة حركة عبدالواحد.

بهذا ستصبح الوساطة القطرية هي المنبر الدولي الوحيد المتاح للبحث عن سلام دارفور، بعد فشل كل جولات التفاوض السابقة في الوصول لاتفاق مع حملة السلاح، خاصة أن الحكومة تصر على عدم التفاوض خارج إطار وثيقة الدوحة، إلا فيما يخص الترتيبات الأمنية التي تعقب إعلان الحركات وقف إطلاق النار، أما أي قضايا سياسية فتحولت إلى منبر الحوار الوطني المتعثر الذي لا أمل في انطلاقه بمعناه الشامل والسليم، بينما يرى حملة السلاح أنهم حملوا السلاح من أجل قضايا سياسية لا تحتمل الالتفاف حولها ولا بد من أن تتم معالجتها قبل أن يتحقق السلام.
وهذا هو المأزق الذي فتحت الوساطة القطرية بريق أمل فيه، بتفسيرها لوثيقة الدوحة باعتبارها ليست اتفاقية، بل هي (إطار عام) للسلام في دارفور.

وإذا نظرنا للواقع الحالي في السودان فنحن لا نستطيع أن نسرف في التفاؤل، فسلام السودان لن يتحقق عبر البندقية، وما دامت الحكومة تفسر انحسار النشاط العسكري للحركات بأنه يمثل الانتصار العسكري وحل مشكلة دارفور فإن أفق السلام سيظل مغلقاً، وكل تجارب السودان وتجارب الدول الأخرى تؤكد أن البندقية لن تحل أزمة سياسية. وإن الذين حملوا السلاح إنما فعلوا ذلك ليس رغبة في العنف والتمرد، بل لأن ثمة مشاكل حقيقية في اقتسام السلطة والثروة، وإن لم تعالج جذرياً فإن أسباب الصراع المسلح ستظل قائمة، السلام الحقيقي يأخذ هذه الحقيقة في الاعتبار وينفذ إلى جذور المشكلة ويحدد لها الحلول المقبولة لكل الأطراف، دون ذلك لن يتحقق سلام.;

العرب

تعليق واحد

  1. الغرض هو التفرغ لجنوب كردفان
    ولذا على ابناء دارفور الا يتوقفوا
    عن الحرب ما لم يكون هناك اتفاق
    للجميع ..غير ذلك فهم عائدون الى الحرب
    بعد استعداد الخرطوم والدوحة معا
    لا تصدقوا العرب نهائيا

  2. هذه الاعيب النظام الظالم والقاتل منتهجا سياسة فرق تسد . والحركات المسلحة هي ذاتها اصبحت زي المؤتمر الوطني رئيس حركة وحوله اخوانه واهله .
    في كلا الجانبين المصلحة هي سيد الموقف والمواطن والجندي هم من يعانون.
    الله غالب وهو المستعان

  3. الحل واضح ولا يحتاج الى لف ودوران وهو العودة الى حدود ما قبل التركية واعادة جميع النازحين من تلك الاقاليم الى ديارهم معززين مكرمين وشكرهم على الفترة التى قضوها معنا فى ديارنا اما ما دون ذلك فمحض سراب ووهم اضاع علينا فرص التنمية والبناء ولسنا اساسا فى حاجة الى تلك الاقاليم فمواردنا تكفينا وتكفى الجيران ومبروك عليهم بترولهم فقد هرمنا فى انتظار ان يتحقق السلام ويستتب الامن والاستقرار وتتحقق وحدة وطنية جامعة ولكن للاسف كانت النتيجة ان ظن اؤلئك اننا نطمع فى مواردهم ولذا تحولت جميع محادثات السلام الى ابتزاز واضح ورفع سقوف المطالب الى درجة التعجيز وخلط مناهضة النظام بمناهضة الدولة والمجتمع رغم ان اللجميع يعلم ان التهميش والظلم قد طال الشرق والشمال والوسط ايضا ولم يكن قصرا على الغرب والجنوب …أليس كذلك؟

  4. جزاك الله خيرا يا شيخنا محجوب فدائما تصدح بكلمة الحق والحقيقة دون تدليس ولا دغمسة كما يفعل الكثير من الإعلاميين الذين يحجمون عن قول الحقيقة المطلوبة لمصلحة السودان ، وصدقني لو وجدنا خمسة أو عشرة مثلك لتغير الواقع في السودان الذي يتقهقر في جميع المجالات ، الصحة ، التعليم ومستوي المعيشة وخلافها في الوقت الذي تتقدم فيه الكثير من الدول من حولنا وذلك كله لأن كل واحد منا يريد أن يستولي علي السلطة بأي وسيلة من الوسائل ويحكم دون أن يشارك معه الآخرين ويبدد موارد البلاد الشحيحة في حروب عبثية لا مبرر لها بدل أن تصرف فيه هذه الموارد علي البنيات التحتية الضرورية ،فأنظر مثلا أن عاصمتنا الخرطوم لا بوجد بها صرف صحي حتي الآن دعك من المدن الرئيسية الأخري في الوقت الذي يمنح فيه الكثير من الدسنوريين ما بين 3 الي 5 سيارات مع أخري مهولة الأمر الذي لا يوجد في أكثر الدول ثراءا…هل بمثل هذا السلوك تتقدم الأمم؟

  5. لو كانت الأحزاب السياسية تريد السلطة وحل العقدة السياسية والقبلية لكانت وقعت على الحوار وتبني جذور داخل الحكومة ولا سيماً انهم يشاركوا في الحكم من مناصب عليا يتمكنوا من هدفهم ،، ولكن في الوضع الحالي الكل يلعب لصالحة حتى الأحزاب الاخرى غير الكيزان يخاف من الثاني يشاركة في السلطة ،، الأحزاب تريد السلطة ولا تدري كيف بدون تفكير ولا شئ كلوا همج ،، والضياع للوطن والمواطن ،، ما نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل

  6. .
    تظل الحلول الجزئية والاتفاقات الثنائية تمثل بيع وشراء المصالح بين النظام والحركات المسلحة….. بيع بالقطاعي …… ولقد اثبتت التجربة مراراً فشل هذه السياسة في تحقيق المصلحة الوطنية واطالة عمر هذا النظام .
    نظام الإنقاذ مرضُ عُضال يمثل وجوده ازمة حقيقية ، ومهما توصلت معه اطراف النزاع الى أي اتفاق سيظل هذا الاتفاق مفخخاً بقنابل موقوتة تنتهي لإعادة انتاج الازمة بأسوأ مما كانت .
    الحركات التي تتصالح مع هذا النظام تساهم في تعميق الازمة السودانية المتمثلة في وجود هذا النظام .ذلك تن نظام الإنقاذ بهذه الاتفاقات الثنائية يهدف الى احراق هذه الحركات واغتيال قياداتها وهكذا يظل هذا النظام يسّير دفة الحكم ويسوقها الى مصالح آنية غالباً ما تنتهي الى تأخير الأهداف الوطنية العليا .
    ان فصل ازمة دارفور عن ازمة الحكم بكلياته في السودان سينهي بالاوضاع الى تأخير ضار نتيجته المزيد من الازمات التي سوف تنتهي الى انفصال .
    الحل الجزري والشامل المكتمل الجوانب يتحقق عبر نافذة واحدة تجمع بين كافة المعارضين والمناهضين للنظام عسكرياً ومدنياً بثورة تنتهي بإقتلاع هذا النظام من جذوره . ولا حل الا بثورة ………… وهي قادمة قادمة …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..