لا تجعلوا الخوف هاجسا في حياتنا

تأكدوا سادتي انه وحين يسكن الخوف النفوس والعقول .. وتعم الفوضي وتتوقف لغة الحوار والإقناع والقبول .. و يدق حملة السلاح والمجرمين للحرب كل الطبول .. وتعم اركاننا الزعازع والاضطرابات وقصص القتل والقاتل والمقتول .. عندها فقط لابد ان توقنوا أننا في خطر عظيم .. وان بلادنا قد دخلت نفقا مظلما هو اشبه بالجحيم .. فلا أسوأ في حياة أمة أن يستبد بها الخوف والاحباط والقنوط .. ولا اسوء من امة تسود معالم حضارتها مشاهد التدهور والسقوط .. فالخطر اخوتي اننا قد اصبحنا مهددون في هويتنا الوطنية .. وهذا ما نخشاه فقد نخسر كل مجدنا وارثنا وكل ثقافتنا السودانية .. فكلنا يدرك انه من السهل جدا اقامة اسوار من السياج الحديدية لتحمينا من اللصوصية .. ولكن لا يمكن وبأي حال من الاحوال اقامة نفس السياج لنحمي هويتنا الوطنية .. فحقا هويتنا في خطر عظيم .. ونحن مخترقون وقد حلت بنا موجات من العدوانية والانسلابية والانسلاخية والوضع جدا اليم .. فما اقسي ما نقدمه لأبنائنا من مشاهد قتل ودم يومية .. وما اتعسه ذلك القاتل وذلك السارق وتلكم العصابات الاجرامية .. فبدل أن ننعم جميعا بخيرات بلادنا ويحظى كل منا على قدر جهده وكفاءته تركناها مرتعا للارزقية .. وكأن لا حل في حياتنا سوي بالرصاص والدوشكات والبمبان والبندقية .. انه والله التخلف وقد اصبحنا نعيش كل البدائية .. فافيقوا اهل السودان عسكرا ومدنيين واحترموا هويتكم السودانية ..