مقالات وآراء

الإعلام بين ضآلة المردود والدور المفقود

أنفاس الفجـر
أوردت صحيفة الفجر الجديد في عددها الماضي العدد (207) في المانشيت الرئيسي ما مفاده ان دول الجوار تملأ الفراغ الإذاعي بحلايب وقرورة ، وكثير من الصحف القومية نقلت ذات الخبر عن الفجر الجديد . وإن كان بعضها لم يحفظ الحق الأدبي للفجر الجديد . ولكن في كل الأحوال اعتقد ان النشر على المستوى القومى مطلوب لتصل الرساله إلى وزير الثقافة والاعلام إبن الولاية الاستاذ / فيصل محمد صالح وأعتقد إن الرسالة قد وصلت .
الأمر في غاية الخطورة ، فالإعلام المسموع والمقروء والمرئي ليس مجرد ترف ثقافي أو معلوماتي بل ان الإعلام من ضمن وظائفه السبعة كما فصلها الأكاديميون خلق المجتمع المتجانس (Homogeneous society) ، والمقصود بالتجانس هنا ليس السحنة ولا الملامح ولا العقيدة ، ولا غيرها بالطبع ، وإنما تجانس الهوية الوطنية وأسس روابطها فمع من يتجانس مواطنو تلك المناطق الحدودية ويحسون بوطنيتهم وأنتمائهم للأرض التى يقطنونها ؟؟
إن الأمر في حلايب أكثر خطورة من قرورة لكون مثلث حلايب أرض محتلة ويجري ما يجري فيها من محاولات للتمصير وتغيير للهوية الوطنية ، والخارطة الديمغرافية في المنطقة ، وغياب الصوت السوداني عن تلك المنطقة أكبر معين على ذلك بل هو أنجع السبل وأسرعها والمصريون أنفسهم يقولون :”الزن على الودان أمضى من السحر ” .
أنها مشكلة كبيرة تضاف الى رصيد مشكلات الإعلام الرسمي على المستوى الولائى والقومى ، فغير ضعف الرسالة الإعلامية ورتابتها فإن ضعف دائرة البث الإذاعي وضمورها يشكل قصورا فنيا في زمان أصبحت فيه الإذاعات فضائية ويمكنها الوصول الى أي مكان .
ان الذي يدرس تاريخ الإذاعات يجد أنها جميعها بما فيها الإذاعات الدولية نمت وتطورت إبان الحروب والصراعات البشرية ، فما بال إعلامنا يعاني الضمور والتراجع لتغيب رسالته عن أهدافها الأساسية في ضعف لا يستطيع مواكبة التحديات لا المحلية ولا على صعيد الجوار ، بل ان شاشة قناة البحر الاحمر وصوت إذاعة الولاية حتى الان لم يواكب التغيير الذي حدث بالبلاد ، ليظل يقبع في ضحالة المردود والدور المفقود .

عوض البارئ محمد طه
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..