مقالات وآراء سياسية

بناء الإنسان قبل بناء الاوطان

محمد حسن  شوربجي

يقولون ان بناء الإنسان صعب وعسير ولابد أن يكون قبل بناء الاوطان

وان كان البعض يقولون وبكل سهولة  ان المعلمون هم بناة الوطن

و يقول آخرون انهم العمال

و يقول بعضهم انهم الأكاديميون.

وتقول الأغلبية انهم الشباب    بقوة شبابه المتسلح بالعلم والمعرفة وتحصينه من الداخل وتعزيز الصف لمواجهة التحديات.

وانا اقول ان بناء الاوطان تبنيه عامة الشعب ان بنتهم أوطانهم كما يجب .

لذا لابد اخوتي  أن نعد بناة  الاوطان قبل بناء الوطن.

ولابد أن يكون ذلك انطلاقا من الأسرة  والنشء وغرس حب الاوطان في النفوس ومن ثم البدء  في تعليمهم  تعليما صحيحا ومحفزا لبناء الوطن.

ومن ثم يتدرجون  اكاديميا  ليتشبعوا بكافة العلوم الحديثة.

ولنا في سنغافورة ورئيسها  درسا بليغا لابد أن نستوعبه.

فلقد اهتموا كثيرا  ببناء الإنسان.

فحين تولي “لي كوان” الحكومة  كان نظام التعليم  في سنغافورة  منحصرا في النخبة وأصحاب الثراء

فسعى “لي كوان” إلى استبداله بنظام تعليم  شامل

تكون فيه الحظوة كلها للموهبة.

ثم دعت سنغافورة عددا من الدول الصناعية الأكثر تقدما في العالم لتأسيس مدارس متخصصة في التدريب الصناعي للمرحلة الثانوية العليا وان لا تكون أقل قدرا من التعليم الأكاديمي

وذلك لدحض التصور السائد عند الناس بأن  المدارس الفنيه قد خصصت للمخفقين في الدراسة الاكاديميه.

فأصبح التعليم في سنغافورة واحدا من أفضل أنظمة التعليم في آسيا وحتي على الصعيد العالمي.

و احتلت جامعة سنغافورة الوطنية المرتبة 34 عالميا  في 2010.

و احتلت جامعة نانيانغ للتكنولوجيا المرتبة 73 في سنة 2009.

فبكل هذا الإبداع بني خريجو سنغافورة الحديثة التي تعد الآن من أعظم دول العالم.

ولرئيسها مقولات مأثورة كان لها فعل السحر في نفوس السنغافوريين.

فقد قال لهم:

(اصنعوا الانسان قبل أي شيء وامنوا له المرافق والخدمات ثم اجعلوه يستخدمها بطريقة حضارية ونظيفة، واعيروا التفاصيل الحياتية اليومية كل الاهتمام). (الدول تبدأ بتعليم الانسان وهذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة كانت فقيرة جدا. فساهتممت بالاقتصاد أكثر من السياسة، وبالتعليم أكثر من نظام الحكم، فبنيت المدارس، والجامعات، وارسلت الشباب إلى الخارج للتعلم، ومن ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوري).

وهكذا بنت سنغافورة انسانها الذي بدوره بني وطنا شامخا.

وفي السودان دعونا نبدأ اولا  بناء الإنسان.

وهذا ما ينادي به  الدكتور عبد الله حمدوك.

دعونا اخوتي نبني انسانا قادرا على بناء وطن عظيم بقدر هذا السودان.

دعونا نبني انسانا يحول هذه الموارد العظيمة إلى وطن شامخ يكون الأقوى والاعظم في كل أفريقيا.

دعونا نبني انسانا نظيفا لا يسرق ولا ينهب ولا يقتل ولا يظلم.

دعونا نبني انسانا مغايرا للذي كان خلال الثلاثون عاما الماضيه.

يقول حمدوك : (أن أولى أولوياته بناء الانسان).

نعم اخوتي الأولوية يجب أن تكون لبناء الإنسان.

فإذا نجحنا في بناء الإنسان الحقيقي بطريقة علميه صحيحه فإننا سننجح في بناء الوطن.

ومن أراد أن يبني وطنا  ومجتمعاً شامخا وعلى أسس صحيحة عليه أن يبني انسانا في مختلف مراحله العمرية وعدم تغييب المعادلة التعليمية والأخلاقية في حياته ليتسلح بها .

يقول باولو كويلو  الروائي والقاص البرازيلي وهو يحكي عن قصة صبي مع والده: “كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته..

وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي على خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة وقدمها لابنه وطلب منه إعادة تجميع الخريطة ثم عاد لقراءة صحيفته.. ظانا أن الطفل سيبقى مشغولا بقية اليوم..

إلا أنه لم تمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الإبن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة!

فتساءل الأب مذهولا: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟!

رد الطفل قائلا: لا.. لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم.

ويقول رفاعة الطهطاوى : إن بناء المدارس سهل، وبناء المصانع سهل، لكن بناء الإنسان هو الصعب العسير.

……………………………….

محمد حسن شوربجي

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..