مقالات وآراء

هل المسلمون متحضرون ؟

ياسر عبد الكريم

ما الذي يجعل شابا مسلما يدخل كنيسة في باريس بسلاح أبيض ويبدأ في طعن الموجودين عشوائيا ويذبح إمرأة أو شاب يقود سيارة محملة بالمتفجرات ويفجرها في مقهى فيقتلهم جميعا مع أنه لا يعرفهم ولا يعرفونه؟

في العصور البدائية عاشت البشرية مرحلة المسئولية الجماعية، إذا ارتكب فرد من قبيلة جريمة العقاب يحل بأفراد القبيلة جميعا باعتبارهم مسئولين عن أفعال كل فرد فيهم ثم تطورت البشرية وأقيمت دولة القانون فاستبدلت المسئولية الفردية بالجماعية فاصبح كل فرد مسئولا عن أفعاله وليس عن أفعال غيره حتى لو اشترك معه في الدين أو الجنسية.

لكن يبدو بعض المسلمين لم يتطور بعد .أن هذا الشاب الذي دخل الكنيسة في باريس وذبح المرأة يعتبر ضحاياه الفرنسيين وحتى المرأة مسئولين عن الاساءة التي وجهها شخص الى الرسول الكريم او الاساءة التي وجهها شخص الى الاسلام بل إنه يعتبر أي مواطن غربي في أى مكان مسئولا عن هذه الاساءة.. هذا النمط من التفكير الذى يعتمد المسئولية الجماعية لمجموعة من الناس وفقا للجنس أو الدين يمثل علامة على السلوك الهمجي.. وغير متحضر

دين الإسلام دين الحق والخير، والعدل والرحمة، وقد ابتلي كثيرٌ من المسلمين بمخالفة الأحكام الشرعية، والأخلاق النبوية، بسبب جهلهم بالقرآن والسنة، وبُعدهم عن الفقه الصحيح، واتباعهم لأهل الانحراف في الفهم، والغلو في الدِّين؛ فارتكبوا جرائم شنيعة، فيها تشويه لصورة الإسلام والمسلمين،

من الشبهات التي يتداولها أولئك الأشرار، يخدعون بها الشباب المسلم، ويصورون لهم أنهم يتبعون القرآن والسنة.وأذكر في خطبة كانت للجزولي (متوفرة علي اليوتيوب) التي بائع فيها داعش وايد فيها قتل الامريكان والدولة المتحالفة معها واستدل بهذا الحديث الذي أخرجه مسلم عن عمران بن حصين قال: كانتْ ثقيفُ حلفاءَ لبني عقيل، فأسرتْ ثقيفُ رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء (الناقة) فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في الوثاق، قال: يا محمد! فأتاه فقال:ما شأنك؟ فقال: بم أخذتني؟ وبم أخذت سابقة الحاج؟ فقال ـ إعظاماً لذلك ـ: (أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف)، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: يا محمد! يا محمد! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا رقيقًا، فرجع إليه فقال: ما شأنك؟ قال: إني مسلم. قال: (لو قلتها وأنتَ تملك أمرك؛ أفلحتَ كل الفلاح)، ثم انصرف فناداه، فقال: يا محمد! يا محمد! فأتاه فقال: (ما شأنك؟) قال: إنِّي جائع فأطعمني، وظمآن فاسقني. قال: (هذه حاجتك)، ففُدِي هذا الرجل المحارب بالرجلين.

لكن الاشرار قالوا: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ هذا الرجل أسيرًا، مع أنه لم يكن من المحاربين، بل أسره لمجرَّد كونه من قبيلة بني عقيل، وطبعا هذا غير صحيح .. فلابد من تنقية كتب التراث الاسلامي التي تعتمدها بعض مدارس الفقه القديمة حتى يتوقف الارهاب
وعلى هذا أجازوا أن يؤخذ مواطن بجريرة مواطن آخر أو مواطن دولة اخرى حليفة ..كيف يفعل ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام والله يقول في سورة الانعام: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..