مقالات سياسية

ذكريات في القياده العامه

محمد عبدالله صالحين

يا مختار اخوي

بالأمس انا وحسين ذهبنا لأستقبال قطار عطبره، كنا نحمل صورك، كان الجو معبأ بالهتافات الثورية، طفل وطفله محمولان علي الأعناق وهما يهتفان: الدم قصاد الدم وما بنقبل الديه

هذا الهتاف جعلني اتساقط حزناً، فقدت تماسكي اجهشت بالبكاء، مجموعه من الشباب شاركوني البكاء المُر، تعجبت لأمر هؤلاء الشباب كيف يبكونك وهُم لا يعرفونك، ايقنت انك لم تكن فقيدنا فحسب ..

كان المشهد حزيناً وإنسانياً، التفت الي حيث يجلس حسين او كما يحلو لك ان تسميه أبْيْ حسين، وجدته يبكي بحرقه، لم اكن اعلم انه يمتلك هذه القدره الهائله علي البكاء.

نعلم ان بكاؤنا لن يعيدك لنا ولكنه وسيلتنا الوحيده للتصبر وغسل الأحزان …

هل كان يعلم من رماك بالرصاص انه سيؤسس لأحزان لامتناهيه للكثيرين، زوجتك وطفلك الذي لن تراه، إخوانك، الأهل، الاصدقاء، زملاؤك في العمل وهؤلاء الشباب الذين لا يعرفونك ولكنهم شاركوني البكاء امام مبني القيادة العامة…

هل كان يعلم من رماك بالرصاص ان هنالك الكثير من الخطط التي كنت تشرع في تنفيذها، استقبال مولودك القادم (قروش العمليه، حق السماية، احتياجات المولود)…

هل كان يعلم من رماك بالرصاص، إنك وزوجتك في ليلةٍ ما كنتما تتشاوران حول اسم المولود القادم، لابد انك اقترحت اسم وهي اقترحت آخر، وتغاضبتما بلطف، واخيراً اتفقتما.

هل كان يعلم إن اصدقاؤك سيفتقدونك في جلسات قهوتهم المسائية في ميدان حي المطار ، سيفتقدون احاديثك الشيقة، لطفك، تهذيبك وقفشاتك التي لا تنتهي ..

هل كان يعلم من رماك كل ذلك ام ان الأمر بالنسبة له هو تحريك زناد البندقيه مسافة 2 سنتيمترا فحسب.

محمد عبدالله صالحين
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..