ومسيحيو السودان يتقاتلون

صالح الطريقي

يخيل لي أن الأهداف الحقيقية لحرب السودان التي استمرت «لأكثر من أربعة عقود»؛ لينفصل الجنوب عن الشمال، قد فضحت حقيقتها «الحرب الأهلية» في أحدث دولة بالعالم «جنوب السودان» التي اشتبك فيها «الإخوة المسيحيون».

فلعبة الدين التي مورست على الشعب قبل أن يصبح شعبين، ليقتل بعضهم البعض باسم الإسلام والمسيحية، لا دخل لها، وكانت على السلطة والنفوذ، تربتها غياب العدل بالسودان.

وأن ما كان يعد فيه زعماء كلا الطرفين محاربيهم بالشهادة والجنة لإعلاء الدين، كانت حيلة تنطلي على البسطاء قديما، ومازالت تنطلي عليهم، لأن الأطماع الاقتصادية والبحث عن السلطة لنفسك، لا تكفي لأقناع الكثير لخوض حربك، لهذا توظيف الدين أو تغليف أطماعك به يدفع الجنود للتضحية بأرواحهم.

الآن وبعد أن استنفد زعماء الجنوب فكرة «الحرب الدينية» التي أدت إلى تقسيم السودان، انتقلوا للحرب العبثية الثانية، وبدأ نائب الرئيس المخلوع «رياك» زعيم قبيلة «النوير»، يثور على الرئيس «سلفا كير» زعيم قبيلة «الدينكا»، مستخدما القبيلة/العرق، بحثا عن السلطة والنفوذ.

وهي نفس الحرب العبثية الثانية في دولة «شمال السودان» القائمة على القبيلة، والتي بالتأكيد ستؤدي لفكرة «السودان أس 4»، أي تقسيم المقسم.

ويبقى السؤال الذي يفرضه نفسه بعد معرفة أهداف الزعماء «النفوذ والأطماع الاقتصادية والسلطة»: على ماذا يتحارب الجنود، أو ما الذي يدفعهم لخوض الحروب الدينية والعرقية؟

إجابة أولى: يمكن القول إن الجهل هو المحرك لهؤلاء المقاتلين البسطاء والقتلة، فالعاقل يعرف أن الآخر إن آمن بعقيدة أخرى، لن يضره بشيء، لأنه سيذهب وحده للنار وبئس المصير، وهذا خياره.
كذلك العاقل والقابض على العلم، يعرف أن العرقية لا أساس لها، فبعد خلق «آدام وحواء» أصبحت البداية دائما عملية بيولوجية ناتجة عن تصادم «بويضة مع حيوان منوي»، وهذه العملية لا تمنح ميزة لأحد.
وأن ما يحتاجه العاقل في التجمعات البشرية «الدولة» عقد اجتماعي يحقق العدل للجميع، لهذا لن يدخل مثل هذه الحروب، وسيصارع دائما لفرض العدل.
وإلى أن تقتل المجتمعات جهل أفرادها، لن تختفي هذه الصراعات، وستستمر حقيقة أنه يمكن «للقاتل والمقتول» أن يكونا بالنار، على الأقل نار هذه الحياة التي تصنعها مثل هذه الحروب، فتدمر مقدرات الشعوب.

*نقلا عن “عكاظ” السعودية

تعليق واحد

  1. تشكر يا استاذ لقد حللت تحليلا منطقيا ووضعت إصبعك علي الجرح

    ولكن من يقنع الديوك

    او الأمة التي ضحكت من جهلها الامم

  2. الى الاستاذ صالح الطريقي المحترم
    جريدة عكاظ السعودية
    ارجو ان ترسل هذه الرسالة عبر جريدتكم الى الديوان الملكي بالرياض
    وتضيف عليها ان لدينا وزير الاستثمار الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل و الملقب بالطفل المعجزة
    ونضيف عليها انه البيضة المبذرة يريد ان يبيع ارض السودان للصينين بالين و يكرمهم بمالنا قي حفل غدائه لهم بمالتا و دمنا و دموعنا ……………… و دمتم
    إلى خادم الحرمين الشريفين …
    الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية …
    حفظه الله و رعاه ..
    إلى حامي حمى مقدسات المسلمين و أمينها ..
    إلى راعي المسلمين جميعا في مشارق الأرض و مغاربها …
    أنتم لكم القول الفصل في تحديد مواعيد حجنا و صيامنا ..
    أنتم لكم القول الفصل في استقبال ضيوف الرحمن و الذين يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم تلبية لدعوة ربانية لكل من استطاع إليه سبيلا ..
    تنظمونهم و ترعونهم و تطعمونهم و تسقونهم ماء زمزم بأيديكم الكريمة و أيدي شعبكم ، و ليس بيد غيركم ..
    و تشرحون لهم و تدلونهم إلى اتباع المناسك الحقة و الصادقة لله وليس غيركم .. و هذا تفويض إلهي لكم و لشعبكم الكريم …
    و أنتم تحملون أمانة كبيرة و عظيمة و يثق فيكم الجميع في كل كلمة تقولونها و لم يكن تحرك والدكم عليه رحمة الله إلا أمر رباني أراد الله أن يعز به المسلمين جميعا و ليس بلادكم وحدها .. و قد حصل هذا في تعمير بلادكم و تقدم شعبكم ليعيش حياة كريمة و امتدت أياديكم لتشمل رعاية كافة المسلمين في كل بقاع الأرض ..و قد هيأتم و عمرتم بيت الله الحرام بهذا المشهد العظيم الآن … وعظمتم قبر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) و عمرتم مسجده و مدينته الشريفة حتى صارت منارة تشع نورا …. تهفو إليها النفوس و تمتد إليها الأعين بفضل رعايتكم و جهدكم الذي لا ينكره إلا أعمى بصيرة .. وهذه أمانة و عبء ثقيل سهرتم عليه أنتم و شعبكم الكريم …

    فيا خادم الحرمين الشريفين و راعي المسلمين جميعا … نحن شعب السودان المجاور لبلادكم .. كما تعلمون ذلك … و تعرفوننا منذ قديم الزمان و تعرفون أخلاقنا و مدى تمسكنا بديننا و عقيدتنا الاسلامية …
    فقد ابتلانا الله بجماعة ضالة و مضلة و منافقة جعلت من الاسلام مطية و لباس كذب يتدثرون به ليجلسوا على رقابنا طوال 24 عاما عجافا .. من قتل و بطش و تعذيب حتى حلت الكارثة بنا الآن و يريدون تحميل شعبنا كل أخطائهم طوال 24 عاما … وحتى اليوم فإنهم يقتلون أطفالنا و نسائنا و رجالنا و يعتقلون دون فرز أفراد شعبنا في هذه الأيام الحرم …التي حرم الله فيها قتل الأنفس … لا يهمهم كم قتلوا قبلا في شرقنا و غربنا في شمالنا و جنوبنا …. باسم الدين و الدين منهم بريء .. . نحن نستحي أن نقول لكم كل شيء … فأنتم تعرفون ذلك و أكثر …
    ونحن لا نطالبكم أن تقتصوا لنا منهم … فشعبنا قادر أن يقيم عليهم الحد و حكم الله في السودان في الأيام القادمة .. ولكننا نريدكم أن تنصحوه و تهدوه إلى الطريق القويم .. فقد بح صوتنا من ذلك …
    فقد كره كل الشعب هذا البشير و عصابته و من لف حوله و شعبنا يريد القصاص منه اليوم قبل الغد ..
    و الآن لديكم حاجا و محرما و يلبس لباس الكذب حتى على الله .. بعرق شعبنا و يديه ملوثة بدماء شعبنا و القتل و التعذيب
    فهل عندما نطالب بكرامتنا و كرامة أهلنا .. نعتبر مخربين ؟؟
    فهل عندما نطالب بالعدل فهل نحن ملحدون ؟؟؟
    فهل عندما نطالب بحقوق شعبنا و مال شعبنا .. فهل نحن قطاع طرق ؟؟
    لقد كنا في مقدمة الدول العريبة و الاسلامية و الآن نحتل الموقع الأخير فهل نحن متربصون ؟؟؟
    فما هو الشيء الموجود .. حتى نخربه ! بل وما هوا لشيء المقصود حتى نتربص له !!
    انصحوه و اهدوه أن يسلم نفسه ليحاكم هو و عصابته و من لف حولهم و نرحب بقضاة و علماء المملكة العربية السعودية ليشهدوا محاكمتهم في السودان بالعدل … فنحن من جربنا الظلم و القهر يستحيل أن نظلم غيرنا .
    عشنا طوال حياتنا في أمن و أمان على اختلاف تنوعنا و ثقافتنا التي ورثناها عن أجدادنا منذ قديم الزمان … و كنا مسلمين و مؤمنين من قبل أن يأتي لنا الترابي و البشير و عصابتهم …
    عاش أجدادنا القدماء و ماتوا على الاسلام الذي تربوا عليه فهل نحن ملحدون ؟؟ و مساجدنا و دور العبادة الأخرى تمتد على مساحة مليون ميل مربع …
    و حتى هذه الأرض لم تسلم من عمائلهم المنكرة ففقدنا ثلثها بسببهم فهل نحن مخربون أو قطاع طرق .
    أنصحوه عله يهتدي و ينصاع لأمر الله و هو أمر الشعب بأن يذهب هو و جماعته عن السودان ملعونين من كل شعب السودان
    و الله ولي التوفيق
    بأسم شعبنا البطل …
    بأسم شهدائنا الأبرار ……
    وجرحانا الذين لم تجف دماءهم …
    و بأسم المعتقلين و المعتقلات و الذين يعذبون في سجون النظام

    و نحن على أستعداد لتقديم مليون شهيد و حتى النصر و عاش السودان حراً مستقلاً

    شكرا شكرا شكرا خادم الحرمين الشريفين فقد كان ردكم و صفعكم له هو كل ما نرجوه……
    فشعبنا يشكركم و يقول شكرا يا راعي المسلمين جميعا

  3. للامانة والتاريخ الجنوبين لم يروجوا كثيرا لفكرة الحرب الدينية ولكن حكومةالاخوان المسلمون في الشمال فعلت ذلك، باقي المقال اتفق معه

  4. الدول في العالم تتسارع للتكامل مع بعضها للوصول بتقدم الشعوب كافة واتاحة الفرصة لهم من اجل الحياة والتعليم والوصول بشعوب راغبة ومتحضرة ، فقد فشلت كل النظم والحكومات الافريقية بتقدم شعوبها على مر التاريخ وذلك ناتج عن عدم معرفتهم وجهلهم
    فظلت شعوبهم متخلفة ليومنا هذا ومتنافرة وظلت العنصرية سمة من سمات تلك الانظمة مما ادى لدمار شعوبها وظل الجوع والمرض لصيقا بتلك الشعوب . ويمكن استثناء دولة واحدة من جل افريقيا وصلت شعبها لمرحلة متقدمة من التقدم والرقي واصبحت تضارع دول الغرب المتقدم المتحضر آلا وهي جنوب افريقيا ولو لا استعمار البريطاني الذي نالته مؤخرا لما استطاعت للتقدم الذي نراه اليوم .

    بعكس الدول الافريقية الاخرى فقظ ظلت حبيسة التخلف والتقدم واصبحت شعوبها مرتعا لكل سيء على وجه الارض ، والسبب ناتج عن تخلف من يحكمون تلك الدول ومنها على سبيل المثال السودان فقد ظل شعبه من ضمن تلك الدول المتخلقة والمتعثرة والتي بات شعبها يبحث عن لقمة العيش الكريم . ومثل السودان معظم الدول الافريقية اليوم ويمن ان نستثني بعض الدول الافريقية شمالا .

    فمتى يفهم رؤساء افريقيا بانهم سبب تخلف شعوبهم عبر التاريخ وحتى اليوم .
    وعلى مسئولينا في السودان ان يضعوا في مقبل السنوات ان يجدوا حلا جزريا لحل مشاكل السودان بعيدا عن العنصرية والجهوية والقبيلة والتسلط ورفض الاخر حتى يصل السودان بشعبه واللحاق بركب التقدم الذي نراه في العالم .

  5. تحليل موضوعى جدا..شكرا صالح الطريقى…وازيدك من الشعر بيت…ان الحرب القبلية اشرس واقسى من الحرب الدينية فى افريقيا…فالافارقة يمكن ان يتعايشوا دينيا بدرجة كبيرة ..غير ان حدوث اى نزاع سوف يتحول تلقائيا الى حروب قبلية…الصومال مثال على ذلك…دين واحد وقبائل من اصل واحد..وبرضو حروب قبلية

  6. ولكن لماذا يا استاذ صالح تدعمون من يقاتل بشار الأسد فى سوريا بدعوى أنه نظام علوى شيعى تدعمه أيران الشيعيه وشيوخكم يهاجمونه كل جمعه من على المنابر وبعضهم يدعو للجهاد ضده , أليس هذا توظيف للدين فى قضيه مصالح سياسيه ونفوذ .

  7. لم نسمع بالحرب الدينية إلا بعد مجيءشرذمة الانقاذ فعلي سبيل المثال قاااااااااتل النميري في الجنوب ردحا من الزمن ولم نسمع بحرب دينية تذكر ولكن بمجيء الشرذمة التي سعت الي حسم التمرد باللجوء الي الدين لشحذ الهمة الشمالية وتصوير الامر كانه جهاااااااااااااااااااد والله وحدة يعلم فحتي الترابي صاحب الفكرة تراجع عنها بعيد اخراجه من القصر الجمهوري ولكن اثر ذلك ظل مستمرا بل جلب عليهم المنظمات الدولية المسيحية خاصة مصورة ان الحرب ابادة للجنوب المسيحيين وقد نجحت في ذلك فوافقت الانقاذ اخيرا علي انفصال الجنوب

  8. نحن من قبل الإنقاذ كنا نذهب لميادين القتال دفاعاً عن هذا الوطن الجميل وما زلنا وكانت قناعاتنا أن الموت من أجل الوطن يعتبر شهادة فما بالك إذا كان الوطن دولة إسلامية

  9. هذا المقال ينطبق علي كل الحروب في العالم وليس السودان فقط حرب العراق حرب الخليج سوريا اليمن مصر كل دول الربيع العربي

  10. الشكر كل الشكر للأخ صالح الطريقي فله كل التقدير والتحية فهو علي درجة عالية من الوعي والثقافة وأنا أشهد له بذلك فلقد كنت من المتابعين له يوميا في برنامج (وسع صدرك) علي قناة – يو اف ام الرياضية السعودية …
    لقد دارت الحرب في جنوب السودان منذ خمسينات القرن الماضي وتوقفت في عام 73 بما يسمي بإتقافية إديس أبابا من ثم عادت الحرب من جديد عام 83 بقيادة الراحل جون قرنق (الحركة الشعبية) فتحولت في فترة الإنقاذ إلي حرب دينية والدين منها براء… ولكن الحقيقة المُرة سواء في الشمال أو الجنوب أن القبلية و المناطقية (الجهويه) هي مصدر الداء في دارفور وكردفان والنيل الأزرق والآن في جنوب السودان فعند الأزمات الكل للأسف يحتمي بالقبيلة وينسون الدين والوطن الواحد، لذا أنظر فأي دولة تسود فيها القبلية لن تستقر ولن تتطور أبدا أنظر إلي بعض دول العالم علي سبيل المثال : لبيبا (بعد القذافي) ، اليمن ، السودان ، باكستان مقارنة بالهند ، أفغانستان ، الصومال ، والآن جنوب السودان ، ولن تستقيم الأمور إلا عندما ترتفع نسبة التعليم وتتحول هذه المجتمعات إلي مجتمعات حضرية ودولة يسود فيها العدل والقانون ……

  11. الله ينصر دينك يا طريقي – يا رجل يا حكيم بالله عليك شوف ماكان يستنزف السودان فعلا كانوا يسمونها حرب دينية بين الإسلام والصليبية – وكم كان دعم اللوبي الصليبي الصهيوني لهم لتدمير السودان – وآلآن أنفضح أمرهم والعالم يشهدهم يتقاتلون في بعضهم بالله يا طريقي شوف حجم البلاء الذي كان يتحمله المواطن السوداني الذي شرد الملايين في دول المهجر من هذه الحرب الأهلية الظالمة التي كانت عبئا على المواطن الشمالي والكم الهائل من الشهداء من الأطباء والمهندسين الذين زج بهم عمر البشير وماتوا على أرض الجنوب والكم الهائل من الإنهيار في موارد الشماليين التي ضاعت في هذه الحرب الظالمة – ليري العالم آلآن ما كان يتقاتل من أجله الجنوبيين وهم سكارى وهم آلآن يتقاتلون على القبيلة والعرق بين الدينكا والنوير والشلك . وأنفصل الجنوب والشمال بحرب ظالمة دعمها الأمريكان واليهود لتقسيم السودان .

  12. والله يا جماعة السودان دا رايكم شنو

    ان نبيع السودان للمملكة العربية السعودية بدل ما نبيعه لكوريا ، اولى لك فاولى
    ونقنع من الدنيا كثيرة وقليلها ، ونخلي ابناء الملك عبدالعزيز وصيا عليه ، والله كل السودان سوف يطيع في اسبوع وكل الصعلقة الشايفنها دي تروح .

    لانهم لا يخافون ولا لديهم محسوبية ولا عنصرية حكمهم السيف على الكبير والصغير .

    ولا كبير عندهم امام القانون حتى الملك او الأمير ما بجامله عشان البلد كله ماشي ذي الخيط.

    نحن عاوزين حكام مثلهم يحكموا السودان بعيد من العنصرية والقبلية والمحسوبية .

  13. من هو صالح الطريفي!!! لاعب كرة يد سابق فاشل بدرجة ممتاز ،معلق رياضي ايضا فاشل ،صحفي رياضي فاشل ،وصاحب التغريده التي يسخر بها من حديث سيد الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام قائلا فيها لنفترض انك تأكل اثنين همبرجر لتشبع، جرب أن تأكلها بيدك اليسار،إن لم تشبع هذا يعني الشيطان أكل معك،إن شبعت فالشيطان لا يحب الهمبرجر.
    نتمنى من راكوبتنا أن تمعن في الإختيار جيدا حفاظا على نقائها فهي متنفسنا في منفانا الذي اخترناه بمحض ارادتنا.

  14. هو الجهل – قاتله ا لله أينما حل – الذي يجعل الشعوب تناصر جلاديهم في كل الدول المتخلفة. وبرغم أن الجميع مسلمين ومسحيين يتدثرون بأثواب الدين فان ما ينغص على الواحد منا أن الجهلة هم ليسوا فقط جهلة وإنما لا يريدوا أن يفقهوها كذلك. فاذن هو مشكلة مركبة جهل وعدم لا يفارقننا.

  15. كان السودان وطن جميل لا يعرف النعرات الدينية ولا العرقية ولا الجهوية وكنا فرحين بأشكالنا نختلط في المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية دون ان نميز بضعنا باللون او العرق او الدين او الجهة التي ينتمى اليها الانسان. كانت هناك العطلات الرسمية للدولة بداية بوم الجمعة وعيدي الفطر الاضحى وعيد الاستقلال ثم اعياد الدين المسيحي رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد وعيد شم النسيم وربما هناك اعياد اخرى لا اعرفها كل هذه المناسبات نختلط فيها ونهنئ بعضنا البعض ونحتفل ونقضى يومالاجازة كل يحتفل على طريقته بالاشتراك مع الآخرين ونعتبرها كلها اعياد لنا مسلمين ومسيحيين عرب وافارقة ومولدين من المصريين الاقباط والهنود واليونانيين والارمن والاكراد في تشكيل بشري لا مثيل له إلا في البرازيل ولكن كلنا يجمعنا السودان بمساحة المليون ميل ولم يحدث بيننا شقاق او مشاكل او حرب شوارع او كراهية بين الفئات وقد كانت الحرب دائرة في الجنوب تهدأ ثم تنطفئ ثم تعود من جديد حسب الظروف السياسية والنظام الحاكم وقربه او بعده من اصحاب القضية العادلة ومطالبتهم في الحصول على اسباب الحياة المعدومة لديهم تماما وظلت غير معترف بها من جميع الانظمة التي حكمت السودان والمؤسف انها كانت دائما ولا تذال تعتبر ان حل القضايا يأتي عبر قتل اصحاب القضايا لذلك سعرت حرب الجنوب لأكثر من خمسين سنة لم نتوصل فيها الى حل إلا مرة واحدة عندما تنازل الرئيس نميري واستمع الى صوت العقل الصادر من العقلاء الجنوبيين وقد توصل معهم الى هدنة انهت الحرب 10 سنين شهد فيها السودان استقرارا تام ونهضة بنائية لم يشهدها في حياته من قبل…..

    كما ذكرت ان مشكلتنا نتجت من العقلية السائدة في الانظمة الحاكمة وهي حل القضيا بقتل اصحاب القضايا وهذه اصبحت ثقافة مجتمعية لكل سكان الشمال بما فيهم القادمين من الاقاليم المضطربة نفسها مع العلم ان الجيش السوداني اساس قوامه يتكون من الافراد القادمين من الاقاليم المضطربة وقياداته دائما من الجهات المهيمنة في نخب الشمال ومعهم ابناء الذوات وذوي النفوذ من المناطق الطرفية. وقد كان الجيش السوداني يقاتل في الجنوب وفيه الكثير من المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا يقاتلون اهلهم بحكم الانتماء للجيش القومي وهم لا يدرون انهم بذلك يمكنون النظام القابع في الخرطوم ولا يعترف قضيتهم ولم يفكروا في مناقشته او التمرد عليه او القيام بعمليات تخريبية في الشمال او داخل الجيش نفسه وهم يحملون كل اسراره وكل ذلك يدل على مدى التسامح الذي كان يسود تركيبة السودان الانسانية المعقدة وقد كان ذلك اكبر معين على التوصل الى حلول للقضايا دون التفكير في قتل اصحابها ولكن العقلية لم تتغير بحكم الثقافة السائدة والمفهوم المتجزر فينا ان “من هو تحت يبق تحت ومن هو فوق يبق فوق” وهذا قدر محتوم لا ينبغى مناقشته او الفكاك منه لذلك كان ينظر للمواطن الجنوبي في الشمال على انه مجرد عامل يعمل في البناء وباقي المهن الوضيعه وهذا قدره ومصيره واذا كان محظوظا يتم استيعابه في احدى القوات النظامية برتبة جندي نفر واذا كان محظوظا اكثر يتم استيعابه في احدى الكليات العسكرية بتوصية من مراكز القوى كترضية لحصته الاقليمية وهو في تلك الوظيفة يظل محل استغراب لدى الكثيرين وهم يتساءلون كيف حصل ذلك “العب” على تلك الدرجة الرفيعة..؟

    المشكلة تكمن في عدم الاعتراف بالمشاكل وكل من يتجرأ ويطرح مشكلته او يثور من اجلها يعتبر مارقا على سلطة الدولة المهيمن عليها من قبل الشمال والارث الثقافي الشمالي وتجاوز او تطاول واضح على الرتبة الاجتماعية الراسخة في ازهاننا لذلك يجب قتاله وردعة ووضعه في حجمه الطبيعي دون التفكير في مناقشته للتوصل معه الى حلول مرضيه. ومن رحم هذه العقلية ولدت كل الحروب الاهلية والصراعات الاقليمية السودانية لم يحدث ان تم فيها التوصل الى حل ناجع لأنه ببساطة لم تجرب اي وسيلة اخرى للحلول غير الحرب لأنه يعتبر من العيب ان تجلس السلطة الى مواطن يعاني من التخلف وانعدام الفرص والتهميش تجلس معه السلطة وتحقق له شئ من مطالبه العادلة والسبب ان الارث الثقافي السائد لا يتعرف بذلك والذاكرة الثقافية ليس فيها حجيرة تعترف بالمشاكل وهي ايضا خالية من أية آلية لتعمل على على الحلول حتى ولو كان ذلك في صالح الوطن اولا وثانيا وتأتي مصلحة المواطن في الدرجة الثالثة…..

    اركان النظام الحالي وقبل انقلابهم واستلامهم السلطة ومن خلال مشاركتهم للرئيس نميري في الحكم جنحوا بالبلاد نحو قوانين اسلامية لا تعترف بالاخر بل تعتبره مواطن سوداني من الدرجة الثانية او بدون درجة ولكن يجب عليه الالتزام بتلك القوانين وإلا سيكون عرضه لتطبيقها عليه وفعلا قد طبقت على غير المسلمين جزافيا في احيان كثيرة نعرفها جميعا واغلبها كان مثل مسريحات الهذل الاسود يسود فيها الضحك والبكاء في آن واحد وبتلك الطريقة اشعلوا الحرب في الجنوب بعد هدنة دامت لعشر سنين عندما قاموا بتمزيق اتفاقية اديس ابابا والغوا كل بنودها وطبقوا قوانين سبتمبر المعروفة واعتبروا الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان وبالتالي ليس له خصوصية تحتم حكمه بقوانين مختلفه او اعطاءه الحكم الذاتي في نظام فيدرالي او كونفدرالي في اطار السودان الواحد. الغلطة الكبرى في معارك الحرب الأهلية التي دامت لشعرين سنة ان النظام رفع الشعارات الاسلامية واسمى الحرب بالجهاد وقاد الحرب على ذلك الاساس وكان صوته هو الاعلى ولا صوت يعلوا فوق صوت البندقية. وقد الجانب الآخر مغيب تماما ولم نسمع عنه شئ غير انه يتلقى الهزيمة وراء الهزيمة في برنامج خاص اطلقوا عليه في “في ساحات الفداء” كنا منبهرين به لدرجة اننا اغلقنا آذاننا تماما حتى لا نسمع ماذا يجري في الطرف الآخر والشئ الوحيد الذي نعرفه اننا ويشهد الله اننا لم نسمع الجنوبيين كانوا يرفعون شعارات مسيحية في الحرب ولكن كرد فعل كانوا يتلقون العون والمدد بالمفتوح من العالم المسيحي لمقابلة شعارات الجهاد الاسلامي التي يرفعها المقاتل الحكومي..ولم نتغلب عليهم لعشرين سنة رغم بساطة اسلحتهم واعتمادهم على حرب العصابات في مواجهة هيلمانة الدولة في العدة والعتاد.. لم تكن الحرب بين المسيحية والاسلام كما يفهما بعضنا على مزاجه ويفهمها بالتالي لاخوتنا العرب مثل اخونا صالح الطريقي له كل التقدير والاحترام..الحرب لم تكن بين المسيحية والاسلام بل كانت حرب اهليه بكل المقاييس استغل فيها النظام ثقله العربي والاسلامي لتحقيق النصر وكانت النتيجة تنفير الآخرين من كلمة العروبة وكراهية واضحة للإسلام انتهت بفصل الجنوب ووضعت اقاليم اخرى اغلية سكانها من الآخرين وضعتها في المحك لتنفصل هذا العام فاذا لم يتحقق لها ذلك فستنفصل في السنين القادمة وهذا شئ مؤكد مثل ما هو مؤكد في ثقافتنا التي لا تعترف بالآخر…….

  16. سعودي يتكلم عن القبلية؟؟امر غريب جدا..لم ارى قبلية بشعة كتلك التي في السعودية,بلد لازم تزيل اسمك فيها بقبيلة,دوسري,قحطاني,سديري,حربي…بل حتى فلاتي,برناوي..الخ القبائل في السعوديةعبارة عن طبقات مثل نظام الهندوس,لا يتجرأ مثلا ابن القبيلة الادني من الزواج من القبيلة الاعلى في بلد هي مهد الدين الاسلامي الذي ساوى بين البشر قبل كل المواثيق و الاتفاقيات الدولية…احد السعوديين يفتخر يقول:لو لم اكن من القبيلة الفلانية لاستحيت حتى من ملابسي!!!,بالله عليكم لو بعث بلال بن رباح من جديد و ذهب الى السعودية بماذا ينادونه غير عبيد,او خال (خال معناه اسود في السعودية مأخوذ من الشامة السوداء التي تظهر على الجلد,حتى عندنا تسمى تلك الشامة الخال)..الاوربيون مارسوا تجارة الرقيق بباشع صورها عبر التاريخ,لكنه عندما تفشى الوعي و التعليم عندهم تركوها ,بل سنوا قوانين لتجريمها,الان لا تستطيع ان تشتم شخص بلونه في اوربا و امريكا الا و يطالك القانون

  17. يا زول ده شنو ده؟ انت لخبطت الموضوع لخبطة شديدة.. زعماء الجنوب فى حربهم مع الشمال اصلاً ما قاتلوا باسم المسيح ولا بشروا جنودهم بالحور العين بل رفعوا شعار السودان الجديد العلمانى.. التنظيم الإسلامى هو صاحب الحرب الجهادية والهوس الدينى وبرضو استغل التباينات العرقية اسوأ استغلال فى الجنوب ودارفور وفرق الناس زرقة وعرب..

    مشار ليس زعيم النوير وسلفاكير ليس زعيم الدينكا والصراع الى الآن سياسى وليس قبلى بدليل انو مجموعة مشار فيها ربيكا قرنق ودينق الور من الدينكا، باقان اموم ونيال دينق من الشلك، وبعض السياسيين من القبائل الإستوائية..

  18. هو نسي قبيلة رشايدة السعودية كان ولا زال يمارسون سرقة الناس وبيعهم وحكومة البشير لاتحرك ساكنا

  19. رايكم في حدود الموضوع ولكن التهجم والسب والتحسس من جنسيه الكاتب يخرجكم من الموضوع وينم عن جهلكم وسطحيتكم وحاضرب بمثل يناسب سطحيتكم ( واحد قالوا ليهو اختك قاعده تدخل بيت العزابه قال ليهم ماكل بنات الفريق قاعدات يدخلن

  20. يااخوانا الموضوع واااااضح وصريح ظلم الانسان لاخيه الانسان
    لان كل الخلافات والحروب القبلية والدينية والسياسية حاتلقى وراها ظالم ومظلوم
    الموضوع باختصار مافي واحد منزل من السماء في زمننا هذا كل الناس سواسية
    الموضوع باختصار مصالح بتخلي واحد يتستر تحت عباءة الدين او قبيلة اوطائفة للوصول للمصالح
    الشخصية . السلطة والثروة وهذا لب الموضوع السلطة (القمع -الارهاب- سرقة المال العام كبت الحريات
    …..الخ)
    الثروة (تقسيم الاموال على الوزارات ،والاقاليم والمعتمديات — دعم الخدمات الاساسية صحة وتعليم
    وموية وكهرباء …والخ
    والاتنين مرتبطات بعلاقة وثيقة جدا ولا تنفصل احداهما عن الاخرى .
    ببقى في زمنا هذا مافي مهدي منتظر او منزل لكن الموضوع صراعات من اجل النقطتين ديل واي واحد عاوز يظلم اخوه من اجل الوصول الى تلك النقاط .

  21. اسباب تخلفنا وحروبنا اصبحت معروفه لغير السودانيين يعرفونها الاخوة العرب والاسيويين والاستراليين و الخراف برضو تتناطح والزريبة عجاجا لاووى

  22. لا أثق في أي كاتب سعودي لسبب بسيط أن كل الامراض التي ينطق بها موجوده في مملكته الرشيدة
    بداءا من الدولة الدينية وهل نسيتم الملك عبدالعزيز واتباعة الاخوان؟ أما القبلية فحدث ولا حرج ذات مرة قلت لواحد منهم أنتو السعوديين فقاطعني بأنه قحطاني وليس سعودي السعوديين فخذ ونحن قبيلة ولا أقبل بهذا الاسم !! أما الديمقراطية فأنتم آخر من يتكلم عنها وبالرغم عن ذلك تدخلتم في ليبيا ضد القذافي وأجل الديمقراطية وانته ليبيا وتدخلتم في سوريا التي يحكمها حزب البعث وليس له علاقة بالدين ولكنكم أصريتم على أنهم شيعة ويجب قتالهم، وأخيرا قدمتم الدعم لعساكر مصر حتى يقضوا على أول ديمقراطية فيها.
    أنصحك الالتفات لمشاكل بلادك والتي ما أكثرها وليس آخرها الاضطهاد التي تمارسونه على سكان الاحساء الشيعة بالرغم من أن البترول يوجد في مناطقهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..