“ابن المستشار” يثير استياء المصريين.. والنائب العام يصدر بيانا جديدا

أصدرت النيابة العامة المصرية، مساء السبت، بيانا جديدا بشأن مقطع مصور تداوله مستخدمون مصريون لمواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه طفلا وهو يقود سيارة ويعتدي لفظيا على شرطي مرور.
وبحسب التحقيقات اتضح أن الطفل (13 عاما) هو نجل أحد القضاة (مستشار)، وكان يقود السيارة بصحبة زملاء له، وقام أحدهم بتصوير الواقعة.
وذكرت النيابة، في بيانها الجديد، أن التحريات أسفرت عن تحديد فرد الشرطة المعتدَى عليه، وشخص الطفل المعتدِي، ومالك السيارة التي كان يستقلها.
وقال الشرطي إن مواطنين أبلغوه خلال فترة عمله، الأسبوع الماضي، بقيادة طفل سيارة “برعونة في منطقة زهراء المعادي (جنوب القاهرة)، محل خدمته، فاستوقف السيارة، وتبين أن طفلا يقودها في صحبة آخرين من ذات عمره”.
ويظهر في الفيديو الشرطي وهو يسأل الطفل عن تراخيص السيارة والقيادة، لكنه “فوجئ بتعدي الطفل ومَن معه عليه بالقول وتوعدهم له بالإيذاء”، بحسب ما قال أمام النيابة.
وقال الطفل للشرطي “لا تضع يدك علي. وأين كمامتك”، وطالبه الشرطي بأن يترك السيارة بعدما تبين أنه لا يمتلك رخصة قيادة لكن الطفل نهره ثم تحرك.
يقول الشرطي إنه توجه لمقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية وتحرير مخالفة بالواقعة، لكن الطفل تحرك بالسيارة “مما أخل بتوازنه واصطدمت رجله بباب السيارة، فدون رقم لوحاتها وحرر مخالفة بها”.
ويظهر في نهاية الفيديو، الطفل وهو يعتدي بلفظ خادش للحياء على الشرطة خلال قيادته السيارة.
لكن بيان النيابة العامة ذكر أن “الطفل قائد السيارة ومن معه” عادوا للشرطي “لاحقا للاعتذار إليه، فقبل اعتذاره نافيا إصابته من الواقعة”.
استجواب الطفل
واستجوبت النيابة العامة الطفل الذي قال إن “السيارة التي كان يقودها، خلال الواقعة، مملوكة لصديق والده الذي اشتراها من الأخير، وأنه يومئذ وخلال تواجده بمسكن صديق والده اختلس مفاتيح السيارة للتنزه بها من غير علم مالكها.
ثم دعا أصدقاءه لصحبته، ولما التقوا فرد الشرطة استوقفه وسأله عن تراخيص السيارة والقيادة فنفى حملها، ثم دار بينهما الحوار المتداول حتى توجه فرد الشرطة إلى مقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية، فانطلق بها خشيةَ تحرير مخالفة ضد مالكها.
وفوجئ آنذاك باصطدام قدم فرد الشرطة بباب السيارة، فعاد إليه لاحقا مقدما اعتذاره إليه فقبله منه”، بحسب ما جاء في بيان النيابة الأخير.
وأضاف الطفل أن أحد أصدقائه سجل المقطع المتداول، نافيا علمه بشخص الناشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
إخضاعه للتأهيل
وقالت النيابة العامة إنها كلفت إخصائي اجتماعي بدراسة حالة الطفل المتهم الاجتماعية والنفسية وإعداد تقرير بها.
وأثبت تقرير الأخصائي “أن الطفل مدلَل بشدة من والده، مما دفعه لاقتراف مثل هذا السلوك”، بحسب ما نقل بيان النيابة عن الأخصائي الذي أوصى بتسليم “الطفل لأهله والتعهد عليهم بتقويم سلوكه، وعقد جلسات دورية له لذلك”.
وأشارت النيابة إلى “تسليم الطفل المتهم إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه، وحسن رعايته، وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك”، وتغريم صاحب السيارة 10 آلاف جنيه.
وأثار قرار النيابة غضب مستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نشروا مقتطفات مقتطعة من بث حي قام به الطفل بعد إخلاء سبيل، بصحبة زملاء له، وظهر فيه وهو يواصل تعدياته اللفظية الخادشة.
وحتى كتابة هذا التقرير، يتصدر وسم (هاشتاغ) #حماده_ننوس_المستشار قائمة أكثر الوسوم انتشارا في مصر، والذي انتشر كسخرية على الدلال الذي يحظى به الطفل من والده المستشار.
وقال مستخدم على تويتر: “ما فعله #حمادة_ننوس_المستشار أبوه، انتهاك صارخ للقانون، ويستوجب العقاب!”.
وغرد السينارست والروائي المصري عبد الرحيم كمال، قائلا: “المشكلة مش في ابن القاضي المشكلة في القاضي اللي رباه”.
وتداول مستخدمون مقطعا مصورا ثانيا للطفل وهو يقوم بنفس الواقعة تقريبا، فيما يُسمع صوت زميل له وهو يقول: “هذا ابن المستشار”. ولم يتأكد موقع “الحرة” من صحة هذا الفيديو.
وطالب الإعلامي عمرو أديب بضم الطفل إلى “معسكر عشان يتربى وتتكسر نفسه”، قائلا: “في الخليج حصل ده مع أبناء شخصيات مهمة”.
بينما قال الإعلامي محمد علي خير: “ده لسه تلميذ في الإعدادية وبيعمل كده في خلق الله (..) أنا خايف على الناس من اللي بنسميهم ولاد ناس”.
وعلى فيسبوك قال السفير السابق فوزي العشماوي: “… لعل واقعة ابن القاضي تمثل فرصة ذهبية لإصلاح منظومة العدالة والقضاء ومنع التوريث في هذه المؤسسة الأهم بالنسبة لأمن واستقرار ومستقبل هذا الوطن”.
الحرة