مقالات وآراء سياسية

من سيحكم البيت الأبيض؟

أحمد ضحية

فيما العد التنازلي لانتخابات ”الرئاسة الامريكية“، يوشك على الوصول إلى اليوم الختامي (٣ نوفمبر ٢٠٢٠) لا تزال  استطلاعات الرأي العام، تشير إلى تقدم المرشح ”الديموقراطي جو بايدن“.
وعلى الرغم من (عدم تعويلنا) بشكل قاطع على ”استطلاعات الرأي“، إلا أنها تعطي تصوّر عام لطبيعة هذه ”المنافسة الأكبر في تاريخ الانتخابات الامريكية“، إذ تجاوزت نسبة التصويت حتى الان ٩٣ بالمئة، ”وهي نسبة غير مسبوقة“ في تاريخ الانتخابات الأمريكية، التي تمتد لأكثر من ٢٤٠ سنة منذ ١٧٨٨ عندما فاز جورج واشنطن مؤسس أميركا ونظامها الجمهوري الديموقراطي الرّاسخ.
كما تجئ هذه الانتخابات، وقد بلغ خطاب التمييز أشدّه، بما حمله هذا العام، من وقائع وأحداث عنصرية جسام، فجرّت الاحتجاجات الهادرة، في الأنحاء المختلفة للولايات المتحدة.
ما يستعيد إلى سطح الذاكرة خطاب مارتن لوثر كينغ: ”لدي حُلُم“، والذي كان قد ألقاه عند ”نصب إبراهام لنكولن التذكاري“ في ٢٨ أغسطس ١٩٦٣ أثناء ”مسيرّة واشنطن للحرية“، عندما عبر عن رغبته في رؤية ”مستقبل يتعايش فيه السود والبيض“ بحرية ومساواة وتجانس.
ويُعتبر اليوم الذي أٌلقي فيه هذا الخطاب الملهم، من اللحظات الفاصلة في تاريخ ”حركة الحقوق والحريات المدنية“ حيث خطب كنج في ٢٥٠ ألف من أنصاره، كما يُعتبر هذا الخطاب، واحداً من أكثر الخطب بلاغةً في ”تاريخ العالم الغربي“. وتم اختياره كأهم خطبة أمريكية في القرن العشرين.
وقد قال ”جون لويس“ عضو مجلس النواب الأمريكي وقتها، الذي تحدث أيضاً في ذلك اليوم بصفته ”رئيس إحدى المنظمات الطلابية“ المنضوية تحت لواء حركة الحريات المدنية: ”لقد كان لدى الدكتور كنج القوّة والمقدرّة، على تحويل درجات سلم نصب لنكولن التذكاري إلى منبر.
ولقد ألهم وعلم وأعلم كنج بالطريقة التي تحدث بها، ليس فقط الحاضرين المستمعين، ولكنه ألهم وعلم وأعلم كل الناس في كل أمريكا وكل الأجيال القادمة التي لم تُولد بعد“.
وكان كنج بعد أن أنهى قراءة خطابه، قدط ارتجل خاتمته التي كانت تُكرر فيها عبارة ”لدي حلم“ والتي ربما اقتبسها من أغنية ماهاليا جاكسون ”قل لهم عن الحلم يا مارتن!“ وكان أيضا قد ألقى خطاباً في مدينة ديترويت بولاية ميتشيغان، تضمن بعض المقاطع والأجزاء من هذا الخطاب في يونيو ١٩٦٣ عندما سار في وودوارد أفينيو مع والتر رويتر والقس كليرنس فرانكلين.
إذن تستدعي هذه الانتخابات كل معارك التاريخ الامريكي، لذا سنعمد هنا إلى إلقاء شئ من الضوء، على بعض المناطق الحساسة، التي تُشكل مناخ حملتي المتنافسين جو بايدن ودونالد ترمب.
ومما يجدر ذكره هنا أن المرشح الجمهوري ترمب، كان قد خالف التوقعات، التي قالت بها استطلاعات الرأي العام، في انتخابات العام ٢٠١٦.
ففيما توقع المحللون هزيمته، أمام التقدم الحثيث لهيلاري كلينتون وقتها، والتي كانت تتقدم عليه بفارق ٤.٢ بالمئة، إلا أن الرجل فاجأ الجميع، بحصوله على ٢٨٩ صوتاً   (من أصوات المجمع الانتخابي) مقابل ٢١٨ صوتاً هو كل ما تمكنت كلينتون من الحصول عليه.
كذلك تجدر الاشارة إلى أنه بوصول ترمب إلى السلطة، ”في سخرية قدرية“ نتجت عن عزوف الكثير من الناخبين الديموقراطيين، عن التصويت لهيلاري كلينتون (٢٠١٦) حوّل ترمب الحزب الجمهوري من ”حزب برامجي“ إلى حزب ”مهجس بالهوية البيضاء“ مقابل الهُويات الأخرى! بالتالي، سعى ولا يزال إلى تحويل الحزب الجمهوري، لمصدر إلهام لمركزية إثنية بيضاء!
وقد جلبت ”المواقف العنصرية والعرقية“ لترمب سخط الأقليات، باشعاله للمخاوف حول ”مستقبل نفوذ البيض في الولايات المتحدة“، بتوظيف خطاب رغم ”عدم موضوعيته“ إلا أن عاطفيته دغدغت مشاعر البيض العرقية والدينية، وأشعلت فيهم الإحساس بتهديد الهُويات الأخرى (ذوي الأصول الأفريقية، الآسيوية، اللاتينية، إلخ..) لمستقبل هذا النفوذ.
وكان ترمب منذ وقت مبكر في دورته الرئاسية، يدعو لقراءة التاريخ الأمريكي بطريقة منصفة –حسب ادعائه– تنفي عن الرجل الأبيض عنصريته المثبتة سلفا! كخطاب مضاد لخطاب ”اليسار الديموقراطي“ الذي يُحمِّل الرجل الأبيض، المسؤلية الكاملة لجرائمه العنصرية التاريخية البغيضة في الولايات المتحدة.
نتيجة ذلك ضمن ترمب أصوات الناخبين العنصريين والانجيليين، وهو رقم مقدر لا يمكن الاستهانة به!
لكن بالمقابل دفع بغالبية الأمريكان من ذوي الأصول غير الأوروبية، لدعم الديموقراطيين، وهو أمر ليس غريب، فالمهاجرين من أفريقيا وآسيا واميركا اللاتينية، بالاضافة للآفروأميركان، هؤلاء تاريخياً، ولائهم للحزب الديموقراطي، باستثناء غالبية المسيحيين من أصول عربية (داعمين لسياسات الجمهوريين قبل أحداث ١١ سبتمبر)، وبالتالي في هذه المعركة الأضخم، والأهم في التاريخ الأميركي، نلاحظ ثمّة اصطفاف لهذه الأقليات، لصالح ”جو بايدن“ مرشح الحزب الديموقراطي.
كذلك نجد أن جائحة الكرونا أنعكست سلبا على ترمب، إذ يحمله الشعب الاميركي مسؤولية تفشيها، والفشل في اتخاذ الاجراءات اللازمة لاحتوائها.
وغني عن القول أن المواطن الامريكي هاجسه بالدرجة الأولى الأوضاع الاقتصادية الداخلية، وفي فترة ترمب لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية للسواد الأعظم، فسياسات ترمب خدمت مصالح الأمريكان (البيض العنصريين الأغنياء)، فيما لم تتحسن أوضاع البيض محدوي الدخل، والفقراء والأقليات.
صفقة القرن (رؤية ترمب للسلام في الشرق الأوسط) رغم أنها ضمنت له أصوات الناخبين الموالين ”لليمين الاسرائيلي“ إلا أن الحقيقة التاريخية، أن ولاء الأمريكان اليهود بصورة عامة للحزب الديموقراطي.
إذن تجري الانتخابات الرّاهنة، في ظروف مشابهة لتلك التي جرّت في العام ٢٠٠٨ التي جاءت بالرئيس باراك أوباما لسدة الحكم، فقد قاده إلى السلطة: انعدام الأمل، ومناخ الاحباط العام، وخسائر المعارك العسكرية في أفغانستان والعراق، وأصوات الأمريكان ضحايا هجمات الارهاب، وقصف الحروب الخارجية، وأصوات التعذيب في غوانتانامو، والافلاس والكساد الاقتصادي، كل ذلك تضافر للاتيان باوباما، الذي اعتمد خطابه على زراعة وصناعة الأمل خلال عبارته الشهيرة، التي تجاوزت الفضاء الامريكي وتخطته إلى مساحات العالم الواسع، لتشعل التفاؤل والحُلُم بغد أفضل لاميركا وللعالم أجمع: yes we can
الآن يعيش المواطن الامريكي المناخات نفسها التي جاء أوباما خلالها: الخوف من الانتشار الواسع لفايرس كرونا المتحور، الافلاس والكساد، الانهيارات المتتالية في القطاع الاقتصادي، فقدان الرؤية والاتجاه في السياسات الداخلية، والتخبط الخارجي، النجاح الباهر لترمب في ”زرع الفتنة العنصرية والدينية“، الخ.. مما يشعل المخاوف في نفوس المهاجرين، بمختلف أصولهم وعقائدهم.
بالتالي يخوض جو بايدن ”الصديق المقرب لأوباما ونائبه السابق“ منافسة ضروس للفوز بهذه الانتخابات، التي يتقدم فيها حتى الآن بفارق أربعة نقاط.
لكن لنلقي أولاً نظرّة عامة على بعض ”الولايات الحاسمة“ لهذا التنافس الشرس غير المسبوق، فيما يشبه حربا ضارية بين المتنافسين على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
في  جغرافيا الدولة الامريكية الواسعة، التي يتأرجح فيها الولاء للحزبين swing states وذلك لأهمية هذه الولايات من جهة قدرتها على ”حسم السباق الرئاسي“ وهي ولايات (ميتشيغن، بنسلفينيا، فلوريدا، أوهايو، كارولاينا الشمالية، اريزونا وويسكنسن).
فولاية ميشيجان –حيث أقيم الآن– صوتت لمرشحي الرئاسة الديمقراطيين بين عامي ١٩٩٢ و ٢٠١٢ لكنها كسرت القاعدة، وصوتت لترمب عام ٢٠١٦ نكاية في هيلاري كلينتون.
وهذه الولاية كما تكشف استطلاعات الرأي العام، تميل لتوجهات بايدن. فالناخبين ”الميتشيجندرز“ يتحفظون على أداء ترمب، في تعامله مع فايروس كورونا، والركود الاقتصادي، وأيضاً يحملونه مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها الشرطة ضد الأمريكيين من أصول أفريقية، والذين يشكلون ١٤٪ من سكان الولاية.
إلى جانب أن العرب الأمريكيين، والذين يمثلون رقماً مهما في هذه الولاية، والذين هم تاريخيا أقرب إلى الجمهوريين، تحولت توجهاتهم منذ أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ لصالح الديموقراطيين، وإذا أضفنا إلى ذلك  ”مُناخ السخط العام ضد ترمب“ نجد أن فرص فوز بايدن بهذه الولاية، أكبر، ولذلك أكثر ترمب من زيارتها وتقديم الوعود العنصرية لسكانها البيض (آخر هذه الزيارات اليوم ١ نوفمبر ٢٠٢٠) بالتزامه بعدم توطين مهاجرين سوريين ويمنيين وصوماليين في الولاية، أثناء حكمه.
وإذا ألقينا نظرّة على توزيع مناطق نفوذ الحزبين، في جغرافيا الولايات المتحدة، سنلاحظ أن ”الشمال والأواسط“ يعتبران منطقتي تمركز غالبية ”الجمهوريين المحافظين“ فيما يكاد (الجنوب) يمثل مركز نفوذ ”الديمقراطيين الليبراليين“.
إضافة الى ذلك نجد أن سكان الريف عموما، يميلون إلى الجمهوريين فيما يميل سكان المدن للديموقراطيين.
ومن الجهة الأخرى، إذا وضعنا في الاعتبار الولاء التاريخي لـ”الانجيليين“ الذين يشكلون (٧٠) مليون نسمة، والذين يتمركزون بصورة أساسية في أواسط الولايات المتحدة، بما عرفوا به تاريخيا، من ولائهم للجمهوريين. نجد أن ترمب لا تنقصه فرص الحصول على أصوات.
وبالعودة مرة أخرى للولايات المتأرجحة، نلاحظ على فلوريدا، باعتبارها من أهم هذه الولايات، تاريخيا لم يفز أي جمهوري بالرئاسة دون الفوز بها. منذ كالفين كوليدج في عام ١٩٢٤ وصولا الى ترمب في ٢٠١٦ عندما تفوق على هيلاري كلينتون، بفارق ضئيل جداً، بالكاد تجاوز واحد من النقاط المئوية، وذلك فقط لعزوف مؤيدي حزبها عن التصويت لها.
وإذا علمنا أن فلوريدا تمثل واحدة من مراكز ثقل الاقليات اللاتينية في الولايات المتحدة، سندرك مدى العبء، الذي يقع على عاتق ترمب في هذه الولاية، بسبب مواقفه من الهجرة وتوجهاته العنصرية.
فحسب استطلاعات الرأي،  انخفضت نسبة تأييد ترمب في هذه الولاية لتصل إلى ٣٠%.. فالمناخ العام في فلوريدا، مع التوجهات المعلنة لجو بايدن.
كذلك على صعيد صوت المرأة الأمريكية، ليس في فلوريدا وحدها، بل في عموم امريكا، نجده أيضا منحازاً لتوجهات بايدن حسب الاستطلاعات. وفي الواقع –تاريخيا– من يفوز بفلوريدا يصبح هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
من الولايات المتأرجحة أيضا نجد ولاية بنسلفانيا، والتي تحولت من ولاية جمهورية خلال القرن العشرين، إلى ولاية متنازعة بين الجمهوريين والديموقراطيين. فمنذ عام ١٩٩٢ إلى عام ٢٠١٢ دعمت الولاية المرشحين الديمقراطيين في ستة انتخابات متتالية. ومع ذلك، فقد فاز بها في انتخابات ٢٠١٦ المرشح ”الجمهوري دونالد ترمب“ وللسبب نفسه الذي فاز به في فلوريدا –عزوف الناخب الديموقراطي عن التصويت لهيلاري كلينتون– والآن، في هذه الانتخابات تُظهر استطلاعات الرأي في بنسلفينيا تقدم بايدن.
وبالقاء نظرّة عامة على لاية ”نورث كارولينا“ نجد أنها في الديموقراطية الأمريكية البالغ عمرها أكثر من ٢٤٠ عاما صوتت  ٩٠ عاماً لصالح الديموقراطيين (لكنها انقلبت لصالح الجمهوريين منذ العام ١٩٦٨ والسبب الرئيسي هو: أن القاعدة الانتخابية الرئيسية فيها من البيض المحافظين، الذين أزعجهم ”تشريع الحريات العامة“ الذي أقره الديمقراطيون آنذاك، فتحولوا إلى الجمهوريين.
ولم يكسر حاجز التصويت فيها منذ ذلك الوقت، إلا باراك أوباما، حيث صوتت لصالحه في دورتين انتخابيتين متعاقبتين في ٢٠٠٨ و ٢٠١٢ بينما صوتت لبوش الابن في ٢٠٠٤.
خلال الأشهر الماضية، وقبل تفشي الوباء بصورة كبيرة، كانت اتجاهات التصويت في ”نورث كارولاينا“ تميل بشدّة لصالح ترمب، لكن إخفاقه في مكافحة الوباء، قلب الأمور بشكل واضح، وتحوّل التقدم الكاسح للرئيس الجمهوري، إلى سباق متقارب مفتوح على كل الاحتمالات، ما وضع نورث كارولينا ضمن خريطة ”ولايات الحسم“ بنسبة ٣.١٪ ونظراً لإدراك ترمب، لأهمية الفوز بولاية جمهورية تاريخيا، زار الولاية خمسة مرات، كما زارها نائبه مايك بنس مرتين خلال فترة قصيرة.
ومع ذلك تُظهر استطلاعات الرأي في ”نورث كارولينا“ تقدم بايدن على ترمب، وهو ما يهدد الجمهوريين بفقدان إحدى قلاعهم التقليدية، وذهاب أصوات الولاية الـ ١٥ في المجمع الانتخابي لبايدن، ما قد يعني خسارة السباق في نهاية المطاف.
هناك أيضا ولاية أريزونا كولاية جمهورية تاريخيا، والتي لم تصوت لصالح أي مرشح ديمقراطي باستثناء ”بيل كلينتون“ في فترته الثانية عام ١٩٩٦ لكن الفارق الذي فاز به ترمب بأصوات هذه الولاية على حساب هيلاري كلينتون عام ٢٠١٦ كان  ٣.٣٪ وهو الهامش الأقل تاريخياً، وهذا ما جعل الولاية تدخل ضمن ولايات الحسم.
وقد أظهر استطلاع للرأي في الولاية، تقدم بايدن على ترمب بفارق ٢.٧٪ وهو ما يجعل السباق أيضا مفتوحاً على كل الاحتمالات، عكس الانتخابات السابقة في الولاية.
كذلك نجد ولاية ويسكنسن التي اكتسبت مكانتها كولاية أمريكية في مايو عام ١٨٤٨ وصوتت الولاية حتى عام ١٩٢٨ لصالح الحزب الجمهوري. خلال فترة الكساد الكبير Great Depression والحرب العالمية الثانية تحوّلت لصالح الديمقراطيين. منذ منتصف الأربعينيات وحتى عام ١٩٨٤ صوتت للجمهوريين في أغلب الأحيان. فاز الديمقراطيين في سبعة انتخابات رئاسية متتالية بين عامي ١٩٨٨و٢٠١٢.
في العام ٢٠١٦ فاز ترمب بالولاية بنسبة ٠.٧٪ على هيلاري كلينتون. تحظى ولاية ويسكونسن باهتمام كبير لكونها ولاية متأرجحة في الانتخابات الرئاسية هذا العام، إذ كانت عادة ترجح كفة الديمقراطيين.
يشكل البيض النسبة الأكبر من سكان الولاية، ولديها ١٠٪ من أصوات ”المجمع الانتخابي“ الذي ينتخب الرئيس (٥٣٨ ممثل للشعب، للفوز بمنصب الرئيس لابد من الحصول على ٢٧٠ صوتا على الأقل).
تبلغ فرصة ولاية ويسكنسن في أن تكون الحاسمة في هذه الانتخابات ١٣.٤% ويرجع ذلك للأحداث الساخنة التي شهدتها، في أغسطس الماضي، بعد أن قتلت الشرطة في ”كينوشا“ المواطن من أصل أفريقي ”جاكوب بليك“، الأمر الذي أدى لتجدد الاحتجاجات التي اندلعت في مايو، بعد مقتل جورج فلويد، وتحوّل التعامل معها لـ”قضية مركزية“ في الانتخابات بين ترمب الرافض لها والمنادي بفرض النظام والقانون، ونشر الجيش لقمعها من جهة، وبايدن المساند لحركة حياة السود مهمة black lives matter التي تطالب بالمساواة بين البيض والسود بشكل كامل، والقضاء على جميع أشكال التمييز والعنصرية.
بعد تراجع مشاركة الناخبين السود في ولاية ويسكونسن في انتخابات عام ٢٠١٦ مقارنة بالانتخابات السابقة، تراهن حملة بايدن على الناخبين السود، ذوي الميول الديمقراطية. حيث لا يلعب الناخبون البيض دوراً كبيراً في ساحة المعركة الكبرى.
كما أدت زيادة عدد المصابين والوفيات بفيروس كورونا، إلى تراجع تأييد ترمب في الولاية. وأظهرت استطلاعات الرأي، تفوقاً لبايدن، وهو ما جعل محللين يقدرون فرصته في الفوز بأصوات الولاية في المجمع الانتخابي، وهي ولاية أيضاً متأرجحة للغاية فاز بها ترمب بفارق ضئيل بالانتخابات الماضية، وفاز بها أوباما في فترتيه، وفاز بها بوش الابن بفترتيه، وهي في ذلك تشبه فلوريدا إلى حد التطابق.
وعلى كل ستبدي لنا الأيام ما كان خافيا، إلا أن الأمل العريض، بهزيمة أكبر وأخطر مهدد لنمط ونظام الحياة الأمريكية ”ترمب“، يظل جزء من مكونات خطبة مارتن لوثر كينج ”لدي حلم“، فما فعله ترمب بالشعب الأمريكي من تمزيق، عجزت عنه كل قوى الإرهاب في العالم.
لانسينغ ميتشيغان
٢ نوفمبر ٢٠٢٠

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..