أخبار السودان

مصر تستميل الجيش السوداني تماشيا مع التحولات

اختتم الفريق محمد فريد حجازي رئيس الأركان المصري، الأحد، مباحثات عسكرية في الخرطوم، مع نظيره السوداني محمد عثمان الحسين، بمشاركة قادة الأفرع الرئيسية بجيشي البلدين، بما يشير إلى أن هناك تنسيقاً مشتركا بين الطرفين في مواجهة جملة من التهديدات الإقليمية.

وجاءت زيارة الوفد العسكري المصري، التي استغرقت يومين، استكمالاً لمباحثات أجراها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارته للقاهرة، الأسبوع الماضي، وبدا أن الجانبين لديهما رغبة حثيثة في الخروج بالعلاقات بين البلدين من النواحي الدبلوماسية التقليدية إلى مستوى أعلى من التعاون العسكري، ومجابهة التحديات الإقليمية.

وتدرك مصر أنها أمام وضع متغير في المنطقة، لاسيما مع انخراط الخرطوم في مسار التطبيع مع إسرائيل، الذي من شأنه أن يفتح للسودان الأبواب للعب أدوار إقليمية متقدمة، وتريد القاهرة مسايرة هذا التحول من خلال الانتقال بالعلاقات مع الخرطوم إلى مستوى أعلى.

وتعكس زيارة حجازي اهتماما مصريا بتعزيز الروابط لاسيما مع المكون العسكري في السودان الذي بات الدينامو والمحرك للمشهد في هذا البلد، على وقع الاختراقات التي حققها في الفترة الأخيرة في مقابل تقهقر القوى المدنية الشريكة في السلطة الانتقالية.

وقال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية (تابعة للجيش المصري)، اللواء جمال مظلوم، إن سرعة وصول الوفد المصري بعد أيام من زيارة البرهان للقاهرة تعكس قناعة مصرية بأهمية بناء تعاون أوسع.

وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أن القاهرة توظف التقارب المشترك في المزيد من التنسيق العسكري في عدة ملفات بينها حماية الأمن المائي بين البلدين في حوض النيل، بعد أن أضحى هناك إدراك بأنهما يواجهان خطراً واحدا.

واستأنفت الأحد المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول أزمة سد النهضة، وتحاول كل من القاهرة وأديس أبابا كسب الخرطوم إلى صفها في هذه الجولة المصيرية.

ويأخذ التعامل المصري مع الخرطوم في المجال العسكري أبعادا أكبر من الدعم المباشر الذي سوف يتوالى خلال الفترة المقبلة مع الجيش السوداني، وأن ثمة محددات يجري على أساسها الحوار بين قادة الجيشين، على رأسها كيفية التعامل الأمني مع مرحلة ما بعد تقويض الفاشية الدينية في السودان.

وبدت قوة التنسيق بين البلدين ظاهرة في تصريحات رئيس الأركان المصري محمد فريد حجازي، على هامش الزيارة، واعتبر فيها عقيدة القوات المسلحة المصرية تتعامل مع القدرات العسكرية باعتبارها رصيداً للسودان، والعكس صحيح.

وناقشت الزيارة، بحسب بيان صادر عن هيئة الأركان السودانية، المضي قدماً نحو الإسراع في تطوير مجالات التعاون العسكري والأمني بينهما، بما يعزز قدرات الجانبين على مواجهة التحديات لأمنهما القومي ومصالحهما المشتركة.

واتفق الطرفان على تنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية لأفرع القوات المسلحة كافة، مع تكثيف التعاون في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب، والتأمين الفني والصناعات العسكرية، فضلاً عن دور القوات المسلحة بالبلدين في مشروعات التنمية والبنية الأساسية.

وتسعى القاهرة والخرطوم لتجاوز المنغصات التي وقفت أمام عدم تنفيذ الآلية العسكرية المشتركة، والتي وقعها قيادة الجيشين في العام 2018، أي قبل عام تقريباً على إزاحة نظام عمر البشير.

بحسب خبراء مصريين، فإن هناك تنسيقا استخباراتيا على مستوى عال بين البلدين منذ أن تولى مجلس السيادة الانتقالي شؤون إدارة البلاد، وانعكس ذلك على ضبط عدد من الخلايا الإرهابية التي استهدفت عرقلة مسار الفترة الانتقالية، ووصلت ذروتها عبر محاولة اغتيال رئيس الحكومة عبدالله حمدوك، في شهر مارس الماضي.

ومن المتوقع أن تأخذ مسألة ضبط الحدود المشتركة مسارا تنسيقياً كبيرا خلال الفترة المقبلة، وقد تكون هناك قوات مشتركة تقوم بتنفيذ مهام محددة، وفقا لما كان متفقا عليه في السابق، من دون أن يجد طريقاً للتنفيذ على الأرض.

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..