مقالات سياسية

الدنيا لسه بخير

سهير عبد الرحيم

كمية هائلة من الاتصالات وردت إلى هاتفي من مجموعة من المواطنين داخل وخارج السودان يرغبون في تقديم يد المساعدة لـ(أم محمد) والتي روينا قصتها في المقال السابق والذي أتى بعنوان (لعناية والي الجزيرة).
الجميع يرغب في المساعدة رغم الظرف الاقتصادي بالغ التعقيد، ورغم الكساد والفساد، ذلك لأن هناك جيناً سودانياً حصرياً على أهل المروءة والكرم ونجدة الملهوف، (يقسموا اللقم بيناتم حتى إن كان مصيره نجوع) ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
أبرز تلك المكالمات كانت من بريطانيا وسويسرا والإمارات، ومكالمات عديدة من رجال أعمال سودانيين وحتى من موظفين في الدولة يحتاجون هم أنفسهم الى من يعينهم وضباط شرطة وبعض السياسيين، ونساء عاملات في القطاع الخاص، الجميع يريد مساعدة أم محمد.
ولكن كانت أول استجابة منذ الصباح الباكر وبمجرد نشر المقال، كان اتصال تلقّيته من والي الجزيرة الدكتور عبد الله أحمد علي أدريس، الذي أعلن تبنيه للحالة بالكامل، وطلب وسيلة للتواصل مع السيدة (أم محمد)، وفعلاً أرسلت له رقمها للتواصل معها. ولاحقاً اتصلت علي أم محمد لتبلغني بمحادثة الوالي لها وسؤالها عن احتياجاتها والتزامه بالقيام بها على الوجه الأكمل، إن استجابة والي الجزيرة لمناشدتنا لهو أمر طيب يُضاف في رصيده الإيجابي، فكم من المسؤولين يصمون آذانهم ويستغشون ثيابهم ويصروا ويستكبروا استكباراً ولا يبالون بما يكتب ولا يستمعون لقول أو حديث.
ولكن الرجل أرسل رسالة طيبة لنا نحن في الإعلام أنه مستمع جيد، وحريص على مواطنيه أكثر. إنني أدرك أن هنالك الكثير من الحالات مشابهة لأم محمد، كلي أمل أن تجد طريقها لمكتب الوالي، وأن تكون هنالك الكثير من الخطوات العملية وبرامج التنمية لإدخال الحياة الكريمة والفرحة للكثير من الأسر التي هجرت الفئران منازلها.
خارج السور:
قبل فترة، اتصلت بأحدهم في القوات المسلحة لتوفير خيمة لأسرة جرف النيل غرفتهم الوحيدة، وأصبحت الأسرة تستظل بالشمس، لم تحدث استجابة حتى الآن…. ربما يحتاج البعض إلى كاميرا التلفزيون لتصويره و هو يقدم صدقة مدفوعة القيمة بالأضواء.
  نقلاً عن الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. نعم الدينا بخير والخير كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم الخير فيني وفي أمتى إلى يوم القيامة. نعم قد ساعدتي في حل مشكلة إمراة فاقدة للسند ولكن يا ترى كم مثل أم محمد في الجزيرة والله أعداد لا تحصى ولا تعد – ناس عائشة في غاية البؤس والفقر والمرض وقلة الحيلة دخلوا الحياة وخرجوا أو سخرجون منها كما دخلوها. شيء لا يوصف إذا كان الفقر والصبر من شروط دخول الجنة أنا متأكد أن 90% من سكان الجزيرة سيكونوا أول الداخلين.

    هذه أختي حلول ترقيعية لا تجدي نفعا ويجب على إنسان الجزيرة أن يحرر إرادته من هذا الاستسلام والخنوع والجرجرة والجلوس أمام الدكاكين والمساجد والضللة. من أكثر فئات الشعب السوداني التي حظي أبنائها بقدر أوفر من التعليم الجيد (لما كان في تعليم) هم أبناء الجزيرة ولكن للأسف لم يفيدوا الجزيرة في شيء بل أن يصلحوا أوحوال الجزيرة وأهلها تركوها وهاجروا في المنافي داخل الخرطوم وخارج السودان في الخليج وأمريكا وأوروبا. أذكر كنت في زيارة عمل للمدينة المنورة وبعد الصلاة في الحرم وأنا جالس في استقبال الفندق كان على الكاونتر رجل سوداني تلوح على وجهه الراحة وهو شديد بياض الوجه وناصع بياض الذياب. جلس معي وكما هوالحال عندما يلتقي سودانيان في أي مكان بالتأكيد سيبادر احدها الآخر بالسؤوال التقليدي وهو الأخ من وين وبمجرد الإجابة سيكتشف كل واحد منها صديق مسترك بينهما يعرفانه سويا ثم الانتقال مباشرة بعد أن يعرف كل واحد من أي حتة في السودان للكلام في السياسة وحال البلد. وكان الثورة في بداياتها فقلت له الحمد للله الجماعة خلاص طيارتم ح تقوم وكان رده لي والله البلد دي لا يحكمها شيوعي أو علماني. قلت له ياراجل البلد دي ما حقت زول ونحن جربنا الكيزان وطلعوا أكثر الناس فسادا على وجه الأرض أشتاط غضبا وأخذ يرغي ويزبد عندما قلت ليه والله المسئولية الكبيرة تقع علينا نحن الذين هربنا من البلد بجلودنا وتركنا أهلنا يعانون المسغبة قال لي كيف تقول ذلك فأنا دكتور وأحمل الجواز البريطاني وأعيش في بريطانيا وأنه هو كبير البيت وكان يصرف عليهم. تخيلوا المستوى غاية همته أن يصرف على أهل بيته وهو طيبيب كبيير في أروبا. ده مثال لأبناء الجزيرة وكيف أنهم من أكثر الناس أنانية كل واحد همه الأكبر أن يصرف على أهل بيته

  2. اختنا سهیر یا جمیلة,ما تشتغلی بالانتباهة ای شغلة, ولتکن بوصلتک هموم وحاجیات الشعب السودانی, کونی بخیر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..