
لكم سألنا عن المجلس التشريعي الذي تجنّب مدنيونا وعسكريونا ومن والاهم من المحاور تكوينه حتي تم تطويع حركات المحاصصة في جوبا ليكتمل المخطط الكبير الذي اعتقد الحاكمون أنه غائب عن أذهاننا ، وهاهم بعدما استنفذوا كل مخططاتهم التي لانعرف لها سببا ، يريدون تعيينه ، إنها مهزلة الأقدار أن تقوم حكومتنا السارقة لثورتنا بتعيين مجلس تشريعي يراقبها ويمرر أو يرفض مخططاتها العرجاء التي أمعنت في خنق ثورتنا دون أن تتمكن من الإجهاز عليها ، فالثورة تملك من أسباب الحياة مايجعلها عصيّة علي كل قاتل ، فقد حاولوا وأدها قبل زوال النظام بأقسي الأساليب ، وارتكبوا مجزرة فضّ الإعتصام ، وأقصوا الشباب وضايقوهم في كل حركة أو احتجاج ، وباعوا كرامة بلادنا لمن يسوي ومن لا يسوي ، وظلوا يكذبون علينا للدرجة التي أحسسنا فيها أن الكذب يدخل في تركيبة جيناتهم ولم نعد نصدق مدنيا ولا عسكريا ، وهاهي ذي الأسعار تعدو بسرعة الضوء ، والدعم تم رفعه عن كل السلع ، وهم يحاولون إقناعنا بعدم رفع الدعم وكأنما الأسواق صنعت لغيرنا ـبينما تطالعنا الأسافير بمليارات البراميل والصهاريج التي تبيع الوقود في الحدود وعلي مرأي ومسمع الأجهزة الشرطية والعسكرية ، والدعم السريع الذي عجز عن حماية أسرة قائده ونائبه وأودعهما القيادة لحمايتهما يتبجح كل صباح ومساء بحمايته لثورتنا التي ظل يلهب ظهور ورؤوس صانعيها اليافعين بالخراطيش والعصي ، وعاصمتنا أصبح يستحيل التجول في شوارعها بأمان ، ولست أدري مافائدة جيش لايستطيع حماية تراب الوطن أواستعاة شبر من الحدود المغتصبة ، ومافائدة جهاز شرطة لايستطيع توفير الأمن في العاصمة المثلثة ناهيك عن الأصقاع البعيدة ، فالكل ترك مهامه ولهث وراء مصالحه الشخصية ، واللجان العدلية التي أملنا فيها خيرا تمكنت من كشف طاردي الكباشي من الحتانة في وقت قياسي وغضّت الطرف عمن فضّ الإعتصام رغم مرور قرابة العامين علي الحدث ، فشرطتنا لا داعي لوجودها وجيشنا لايلزمنا في شيء والدعم السريع لا أحد يرتضي وجوده كمليشيا بين ظهرانينا ، ومدنيونا الذين أملنا فيهم خيرا خيّبوا كلّ الامال ولم نعد نثق سوي بأفراد قلائل منهم ، فمن أين أتي هؤلاء كما قال الراحل الأديب الطيب صالح ؟؟
بالتأكيد هم ليسوا من رحم الثورة ولايشبهونها في شيء ، ولاحتي يشبهون الإنسان السوداني سوي في الشكل واللسان ، ولايمتون لأخلاق وطننا بصلة ، ولكننا نظل مؤمنين بثورتنا ، ومدافعون عن مدنية الحكم حتي اخر رمق ، ولو خان معظم من تولوا أمرنا رغما عنا من مدنيين وعسكريين عهد ثورتنا ، فشبابنا باق وقادر علي إزالتهم كما أزال سابقيهم ، لأن الوضع لايمكن أن يستمر بهذه الطريقة العرجاء التي بات فيها تماسك وطننا في خطر ، وعلي شبابنا تصفير عداداتهم وبداية ثورة تصحيحية لاتبقي سوي علي الأصلح ، وما يثلج الصدر أن الحراك الأن من بعض شرفاء بلادنا من مفصولي الخدمة العسكرية والمدنية مدعومين بشباب الثورة قد بدأوا في تكوين مجلس تشريعي وحكومة موازية لبّت أطروحاتها كل امالنا التي حاول القائمون علي الأمر وأدها دون جدوي رغم امتلاكهم كل أسباب القوة ، ولو كانت القوة تفيد لما بقي أزلام النظام البائد في سجونهم ، ولما أضحي من ادعي تصفير الفساد هاربا ومطلوبا من عدالة لانثق بجدواها ، فالعدالة الحقيقية هي من ستقتص لثوارنا ، ومن تحرم الجيش والشرطة من رواتبهم التي لايستحقونها ، فالراتب الشهيري تم التعاقد عليه مع الشرطة نظير حفظ أمن الوطن والمواطن ، وشرطتنا أضحت أخطر عليهما ممن يفترض أنها قامت لردعهم ، وجيشنا مهمته حماية بلادنا وهي لازالت مستباحة من كل الجيران بلا استثناء بينما قائد أركاننا يكيل لهم المدح ورئيس مجلس سيادتنا يزور اخرين ويمتدح تقدمهم ، فأين كرامتنا ؟ ولماذا نقتص للشرطة والجيش معاشاتهم من أفواهنا الجائعة وبطوننا الخاوية ؟؟
الثورة التصحيحية يجب أن تكون انطلاقتها التي بدأت بالفعل ، قوية تستفيد من أخطاء من أذاقونا الذل والهوان ، ورئيس وزراءنا يجب أن يخرج إلينا بمكاشفة عن خفايا ما تعرض ويتعرض له من ضغوط من القريب قبل الغريب ، لأننا لازلنا نثق في قدرته علي العبور لو خرج عن صمته ، ولن يتم العبور بغير الثوار ولن ينهض الوطن بغير الشعب.
وقد بلغت
عبدالدين سلامه
[email protected]
ياخي انا جدي جاء من أكثر من 200 سنة برجلوا عرس من اهله الجوا قبلها بكم ما عارف عايز قبر بس مع اهلي هنا وشكرا. :)
ديل طلعو من نص السودانيين، شكلك ما عارف السودانيين بقو كيف في السودان.
تعال شوفهم.