قاسم بدري: هذه هي حقيقة ضربي لطالبة في المظاهرات التي سبقت سقوط النظام البائد

بروفسور قاسم بدري مدير جامعة الأحفاد:
هذه هي حقيقة ضربي لطالبة في المظاهرات التي سبقت سقوط النظام البائد
العملية التعليمية معقدة خاصة في ظل الراهن السياسي والاقتصادي المتأزم
البحث العلمي يحتاج ميزانيات ضخمة وإمكانيات ونحن لا ينقصنا العلماء والخبراء
القيادات السياسية والأحزاب مطالبة بوضع برنامج مشترك لبناء الوطن ودفع العملية التعليمية
التعليم الإلكتروني الآن تحتاجه المجتمعات دون غيره خاصة بعد جائحة كورونا
لكي نقضي على التعليم الخاص لابد من توفير مدارس حكومية تستوعب كل الطلاب
السلوك غير المنضبط في مؤسسات التعليم العالي سببه الوسائط المتعددة والقنوات الفضائية
كنت دائما ما أوصي بناتي بالأحفاد باللبس الساتر الذي يجلب الاحترام ويقلِّل المعاكسات
///
السياسة لعبة قذرة حينما يمارسها السلطويون والساديون والراديكاليون فتقود المجتمعات نحو الجحيم ويصبح الوطنيون الصادقون والأدباء والمفكرون والكتاب والفلاسفة مقيدين بسلاسل وأصفاد صنعها السياسيون لقعمهم وإخراس ألسنتهم فيبدأ سقوط الأفكار لتبدأ مرحلة جديدة للأدلجة التي تشرف عليها مؤسسات السياسة ذات المصالح الخاصة والأجندة لتخترق البرامج التعليمية من بوابة الإشراف
مرورا بالمناهج والنظم والسياسات عندها فقط تتأثر جهود العلم والعلماء ومؤسسات البحث العلمي فتخرج أجيالا مهزومة ولمعرفة مزيد من المعلومات حول البرامج التعليمية بالتعليم العالي والبحث العلمي التقينا بالبروفسور:- قاسم بدري مدير جامعة الأحفاد لأِلقاء الضوء على
مزيد من المعلومات الخاصة بمعدلات النمو في البرامج التعليمية وقياس الحقائق العلمية المتعلقة ببعض القضايا الخاصة بالتعليم العالي والبحث العلمي، فمعا إلى مضابط الحوار:-
حوار/ المواكب
جامعة الأحفاد سلسلة من الأحداث التاريخية منذ النشأة والتطور إذن ماهي الملامح الأيدولوجية التي أحدثت نقلة جديدة في تاريخ السودان كأول مدرسة أهلية وحركت بوصلة المجتمع السوداني الأفروعربي لإيفاد الطالبات للتسجيل بالجامعة. استمدت فكرة المدرسة من التراث الصوفي بنظام الخلاوي، فالشيخ بابكر بدري خرج من رفاعة لمبايعة الإمام المهدي في الأبيض ثم انخرط في صفوف المهدية حيث أسس مدرسة الأحفاد بمنهج الأخلاق الصوفية ونكران الذات وإخلاص العمل والنية والتعليم الحكومي، أسسه كتشنر حيث التقيا في ملتقى الجمعان في معركة كورتي كتشنر غازيا والشيخ بابكر بدري مدافعا عن الوطن.
هنالك متغيرات عالمية صاحبت مسيرة التعليم في مؤسساته المختلفة حيث قادت لقياسات جديدة في النظم والمناهج والبرامج التعليمية المتجددة أدوات التعليم.
ما هي رؤيتكم لما يجري في الســـــاحة التعليمية بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بالسودان الآن؟
البحث العلمي يحتاج ميزانيات ضخمة وإمكانيات فنحن لا ينقصنا العلماء والخبراء حيث كان السودان منذ زمن بعيد يعد البحوث العلمية لترقية البيئة السودانية من خلال هيئات البحوث الزراعية والبيطرية والطيبة وابحاث الملاريا وكل ذلك كان يتم خارج اسوار الجامعات فكانت هذه المؤسسات أكثر نشاطا حيث بدأت في الانهيار والهبوط التدريجي بسب السياسات الخاطئة للحكومات السابقة والتي أهملت الدفع بالانتاج وعجزت عن تحريك طاقات البشر الكامنة .فمسؤلية القيادة السياسية هي العمل على رفع الوعي الوطني والأِهتمام بالبحوث العلمية والعلماء فنحن السودانيون نتمتع بأخلاق جيدة فنحن الآن في مفترق طرق يجب الحديث عنها بشفافية ووضوح وموضوعية فتلك هي إحدى إشكالاتنا فالذي لا نريده لا نسمع حديثه والعكس الشخص الذي نريده نجد حديثه ذا عقلانية فالقيادات السياسية والأحزاب لابد من وضع برنامج مشترك بينها لبناء الوطن ودفع العملية التعليمية والآَهتمام بمؤسساتها وبرامجها وتطوير البحوث العلمية.
التعليم الالكتروني الآن تحتاجه المجتمعات دون غيره خاصة بعد “جائحة كورونا” فأصبحت الجامعات العالمية في بريطانيا وغيرها من الدول تعمل بنظام الجامعة المفتوحة والتعليم عن بعد عبر أجهزة البث الإعلامي والمنشورات وكانت تجربة إنجلترا في هذا المجال منذ الستينيات حين تبث البرامج التعليمية عبر إِذاعة “الـ بي بي سي”، التعليم الإلكتروني يقلل الصرف على التعليم فلابد من إِقناع المجتمع بجدوى التعليم الإلكتروني والتخلص من المذكرات المطبوعة بجعلها إلكترونية وتلقي المحاضرات بنظام “أون لاين” للطلاب يتابعها الطلاب من منازلهم لذا يجب تدريب الاساتذة على وسائل التعلم الإلكتروني فلابد من الإسراع في إصدار قرارات أكاديمية وسياسية لنشر هذا الوعي بأهمية التعليم الإلكتروني.
العملية التعليمية معقدة خاصة في ظل الراهن السياسي والاقتصادي المتأزم والمتقلب المزاج والذي قاد للغياب التام للمشهد الأخلاقي والقيمي بالمؤسسات التعليمية الخاصة المختلفة التي تفرض رسومها كالجبايات والأتاوات للتسجيل مما جعلها ذات صيغة ريحية فقط وليست تربوية ألا يمكن أن نصف ذلك بالاستغلالية وغياب الضمير؟
التعليم الحديث أو الحكومي أنشأته الادارة الانجليزية بالسودان وكان بنظام 4 فصول أولية و4 متوسطة و4 عليا فكانت الفرص بسيطة للممتحنين في الادوار النهائية لذا كان لابد من وجود تعليم اهلي بالمدن السودانية بنظام الريع وهي مدارس غير ربحية تم بواسطة الجهد الشعبي والتجار والموظفين للطلاب الذين لايجدون مقاعد بالمدارس الحكومية والتي كانت رسومها أقل من المدارس الأهلية وذلك لمقابلة التكاليف بالمدارس الاهلية في السابق كانت تتلقى الدعم الحكومي لتواصل البرامج التعليمية ومرتبات الاساتذة حينما تغير نظام التعليم الاهلي للتعليم الخاص هنا تبدل الحال حيث توقف الدعم الحكومي فبدأت تلك المسيرة بإنشاء فصول اتحاد المعلمين المسائية لاستيعاب طلاب الاعادة والاقل درجة ولزيادة دخل المعلم ثم بدأت المدارس الخاصة وتصاعدت الرسوم وارتفاع تكلفة أدوات التعليم مع ارتفاع اسعار العملات الحرة والدولار وهذه المدارس مصدقة من قبل وزارات التربية بالولايات وهي التي تمنحها التصاديق والتراخيص لمزاولة نشاطها فلا يمكن ان نمنع ذلك الا بتوفير مدارس حكومية تستوعب كل الطلاب بذالك نكون قد طوينا صفحة التعليم الخاص.
الإنسان ابن بيئته يحترم معتقداته وموروثاته التاريخية ويمارس عادته وتقاليده التي تميزه عن غيره لكــــن ما نشاهده اليوم داخل أروقة الجامعات السودانية حيث تطالعنا الأزياء الغربية الفاضحة واللهجات المصطنعة والمبتذلة وممارسة حريات بلا حدود يفرض علينا سؤالا ملحا ما هو الدور الحقيقي لضبط السلوك والمظهر العام والقيم قبل إعطاء الجرعات الأكاديمية لإكمال حلقات التربية في تكملة العملية التعليمية؟
هذه المظاهر السالبة داخل مؤسسات التعليم العالي سببها الوسائط المتعددة والقنوات الفضائية لمجاراة الموضة ففي السابق كانت الطالبات بجامعة الخرطوم والموظفات يرتدين الزي السوداني “التوب الأبيض” ولكن تبدل الحال الآن وكنت دائما ما أوصي بناتي بالأحفاد باللبس الساتر الذي يجلب الاحترام ويقلل المعاكسات، في فترة النظام السابق كنت أعمل بلجنة الزي التي كونها الوالي السابق المرحوم مجذوب الخليفة، وذلك بعد الهجوم والنقد لطالبات الأحفاد ووصفهم بارتداء الملابس الأجنبية غير اللائقة بالمرأة المسلمة وخرجنا بقرار وتوصية هي اعتماد “الاسكيرت والبلوزة” للطالبة الجامعية.
تناقلت السوشيال ميديا مشاهد وأحداثا داخل جامعتكم وفيديوهات لسيــادتكم في ممارسة العنف والضرب لبعض الطالبات في فترة اندلاع الثورة ما هو تعليقكم على ذلك؟
كانت هذه الحادثة في يناير 2018م حيث اندلعت مظاهرات بالعاصمة بسبب الخبز فتجمعت طالبات الأحفاد بهدف الخروج للمظاهرات وفي هذا الوقت كانت عربات الشرطة منتشرة أمام بوابة الجامعة وفي هذا الوقت نبهت بعدم الخروج فقمت بضرب واحدة من الطالبات “كف” مطالبا إياهم بعدم الخروج وفي هذا الأثناء قامت واحدة من الطالبات بتصوير هذا المشهد بالموبايل فكانت جهات سياسية متربصة لخروج البنات لتقوم الحكومة بضرب البنات ويكون موقفا محرجا وانا لا أريد المخاطرة بالبنات ولا إحراج الحكومة فحراك ديسمبر 2018 طالبات الأحفاد شاركن في المظاهرات لكن كنت أمنعهن من الخروج خوفا من الشرطة والدعم السريع الذين كانوا بالخارج وحيث تم رمي (البمبان) بالجامعة 2014 تم ضرب الجامعة (بالبمبان) ايضا قمت بإغلاق جميع البوابات بالجامعة وخرجت للشرطة وتحدثت معهم.
كيف يتم تقييم المخاطر للعملية التعليمية لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ووضع مؤشرات جديدة لإحداث نقلة وتطور بدلا من الروتين والاستهلاك الزمني والعقلي للبرامج المحشوة في المطبوعات وذاكرة الحواسيب؟
أولا المناهج تحتاج لتطوير حسب معطيات العلم وحوجة البلد والسوق ولابد من كوادر مؤهلة ومدربة لقيادة هذا العمل وكذلك أدوات التعليم الأخرى لتسهيل عملية التعامل مع الطلاب وإشكالات المناهج في أنها قديمة وكثيرة الترقيم والحفظ، لذا يجب أن تخضع للبحوث عن معلومات جديدة لتطوير المعلومات والمهارات للبحث والكتابة فالمنهج الجامعي لا يوجد (إنشاء) ولا (إملاء) حيث تتكرر الاخطاء اللغوية فالتعليم يجب ان يقسم لجزأين، مهارات ومعلومات، وأن يكون التقييم النهائي للامتحانات 70% للمهارات و30% للمعلومات.
هنالك تراكيب تراكمية متشابهة ومتنافرة منذ عشرات السنين في بعض المناهج مما خلق نوعا من التشابه العقلي في الافكار للاجيال السابقة وحتى الآن مما قلص فرص المقارنة والاختلاف الادراكي، ما هو تحليلكم لذلك؟
كما أسلفت فالمناهج جزء أصيل كذلك الاستاذ الذي يقف أمام الطلاب ليلقي محاضرة ويخرج، كل ذلك يخلق طلاب متشابهين في الفشل والنجاح، في الزمن السابق كانت هناك أنشطة رياضية وأدبية ومسارح بكل المدارس لكن بعد ابتكار الدورة المدرسية تدمرت هذه الانشطة واقتصرت فقط على تدريب المشاركين من طلاب المدرسة في الدورة وذالك بهدف نيل الكأس إذ أصبح الهدف ربحي لسمعة المدرسة وأصبحت هذه الانشطة حكرا للمجموعات المنافسة فقط وهذا خطأ.
السيرة الذاتية:
قاسم بدري درس في الأحفاد منذ الروضة وحتى الثانوي وتخرج عام 1964م ثم التحق بالجامعة الأميركية ببيروت ونال بكالريوس ودبلوم فن التعليم” 68-71 م” نال درجة الماجستير وكان وقتها ضمن 150 طالبا سودانيا مبعوثين من حكومة السودان والتمويل من المعونة الامريكية ثم رجع السودان وعمل بجامعة الاحفاد حتى اليوم. في العام 73-74م منح شهادة عليا في التربية من بريطانيا وفي الأعوام 75-78م سافر لجامعة كالفورنيا حيث حصل على درجة الماجستير في التعليم قبل المدرسي والدكتوراه في التعليم قبل المدرسي والطفولة المبكرة.
اهو معترف بالتخاذل خزفاً من الدعم السريع والشرطة ومن احراج الحكومة!
عندما استنكر الراى العام ضرب ( البروفسير ) مالك بدرى لطالبة رد بقوله (الله قال وأضربوهن ) ولا يدرى هذا البروف ان العبارة وردت فى سياق معاملة الزوجة الناشز والتى تقول ( واللا تخافون نشوزهن فعظوهن وأهجروهن فى المضاجع وأضربوهن )ولم تشمل هذه الاية الطالبات !!؟؟