مقالات وآراء

للاسف لسنا خلفاء الله في الارض

محمد حسن شوربجي

لا أصدق نفسي ابدا اننا خلفاء الله في الأرض فلا شي يجعلنا كذلك ولا دليل ونحن لم نقدم لهذه البشرية ما يشفع.

فلا دور لنا في هذه الحياة سوي الاستهلاك لما يبدعه الآخرون .

فطوال حياتنا لم نصنع إبرة و عقولنا معطوبة وكل ابداعاتنا مفقودة.

فلا يميزنا عن الحيوان سوى النطق.

وان كان للحيوان عقل غريزى يستخدمه لبقاء نوعه.

اما ما يميزنا فهو العقل الملموس الذي يجعلنا نتفكر فى كل شىء من حولنا لنسخر كل مافى الكون لحياتنا ،ولكن للاسف الشديد فمنذ قديم تجدنا نجثوا على رُكَبنا لنستخدم ونستهلك ونقلد الموجود امامنا مثل تركه لنا السلف و تابع السلف.

ومن خلال هذا التقليد الاعمي أصبحنا نورث أبنائنا ما ورثناه عن أجدادنا وهكذا، إلى ان تدحرجنا إلى المهاوي ولم تقم لنا قائمة وقد كان بإمكاننا قيادة هذا العالم.

ولم لا فلقد قرأنا كتبا ومجلدات وفهمناها وورثناها جيلا بعد جيل ولكن مصيبتنا اننا اصبحنا نمشي بتوجيهاتها شبه واقفين نتدارس كل ما قاله الإمام الذهبي وما قاله الإمام العسقلاني وابن حجر وغيره ولم نحاول ابدا التفكير في دورنا في هذه الحياة وما يجب أن نقوم به.

اليس من حقنا أن نتمحص في كل تفاصيل ما كنا نقرأه لدهور ومازلنا؟

فنترك الغث ونناقش السمين الذي يتناسب وعصرنا.

إن التقيد الأعمى بكتب القدامى رحمة الله عليهم دليل على انحباس العقل.

بل أقول إن هذا الخضوع الراكد مذلة قد طوّقت رقابنا فجعلتنا كالبلهاء لا ندرك ما يناسبنا أو يطابق زماننا.

ولا أدري إن لم يكن امامنا هذا الارث الذي تركه السلف وتابع السلف ماذا كنا سنفعل.

نعم كان السلف وتابع السلف عظماء بانجازاتهم ومولفاتهم وقد ابدعوا في وضع منهج يناسب زمانهم.

ولكن السؤال هل يناسب ذلك المنهج زماننا.

لماذا لم نضيف حرفا واحدا لما ورثناه من السلف وتابع السلف؟

فكم من القرون مرت علي إبداعاتهم.

وكم من الأجيال تعاقبت على ابداعاتهم.

وللاسف نحن واقفين محلك سر.

فلا تقولن لي أنني خليفة الله في الأرض.

محمد حسن شوربجي
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. أتفق مع الكاتب فى ضرورة التحديث و التغيير ليناسب التقاليد السودانية الأصيلة الغبشاء السمحة , فقد تقادم الذهبى و ابن حجر و بن القيم و الجوزية و غيرهم , وتقادمت اراءهم الفقهية , بينما ترك لنا الجدود و الاباء كنزا ثمينا وحجرا رصينا لا تفله مطارق الحداثة و مابعدها.
    فمرجع مثل طبقات ود ضيف الله الجعلى يغنى عن هوام الفقهاء و المرشدين من الامم السابقة , حيث به من الرشد المبين ما يفت فى شئون الأمة بدءا من جماع النسوة من أثر القدم , وحتى التحنيك بالقرمصيص.
    حيث يتجسد الابداع الفقهى كما نلاحظ بالخلط التقاليدى فى اثر خضاب قدم الشيخ وقيدموته وقرمصيص زميله المحنك من جهة و التجديد السودانى الدينى الاصيل من جهة أخرى.
    وكمثال حىّ يستفيد به العامة من أضابير الكتاب لمحاولة فهم السيسلوجيا السودانية وتركيبتها الاجتماعية السياسية و قراراتها:
    هو ماجاء به الشيخ دفع الله صاحب العمة الكبيرة في مجلس الظهر، حيث قرأ القرآن فلم يفهم منه أحد !!.
    فخاطبه الجمع بأن الطير تحلق على رؤوسهم و لم يدركوا شيئا مما قال ..
    وهنا ذكر احمد بن الطريفي كما جاء بمتن الكتاب :
    بأن الشيخ دفع الله أخرج نورا أخدرا من فمه تناهى إلى عرش المسجد، حتى سقط النور على صدر ود الطريفى فسقط مغشيا عليه.
    ولمن أراد أن يستكثر فمؤلفات الترابى بها من تمام الكمال الذى جاء به السابقون.

  2. اصلا لم يقل الله سبحانه ان ادم خليفته هو..هذا مبني علي التفاسير التوراتية التي تجعل ادم اول البشر.
    ليس فيالقران مترادفات و كلمة خليفة في القران لها معني واحد محدد ..بشرا يخلفون بشرا?

  3. يا جماعة مش العسقلاني هو نفسه أبن حجر، إذا كانت الإجابة نعم فإن ذلك يجعل من الكاتب ماسورة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..