مقالات وآراء سياسية

استريحوا…لن أفعلها..!!

خالد ابواحمد

أعرف أن الجماعة أكثر ما يؤلمهم كتابة الحقائق بالشكل الذي يرسخ القناعات بأخذ الحيطة والحذر من وقوع الشباب والأجيال الجديدة على وجه الخصوص في شباك جماعات (المؤتمر الوطني- الحركة الاسلامية) بكل مسمياتهم القديمة والحديثة، وما زلت على يقين تام بأن ما كتبته في هذه الصحيفة الغراء (الديمقراطي) سيوجعهم وجعا شديدا وقد تأكدت من ذلك عمليا من خلال الرسائل التي وصلتني عبر العديد من الوسائط الحديثة وبالاتصالات المباشرة، ممن كانت لي معهم علاقات محبة وتقدير ناصحين بأن أترك الماضي وراء ظهري وأن ألتفت للحاضر وما فيه من أزمات ومؤشرات خطرة، وأن أنظر للمستقبل..!!

مرة أخرى أطمئن الجميع بأني سائر في طريقي لتعرية وفضح الأكاذيب التي حكمت السودان لثلاثة عقود متالية، خاصة وأن هؤلاء الحمقى لا زالوا يمارسون الكذب المنظم، يريدون للأجيال الجديدة أن تصدقهم لكن هيهات، وكنت قد ذكرت قبل سنوات بأن حزبي هو قلمي الذي أعتبره أقوى حزب في الساحة، وأمضى سلاح في مواجهة الأكاذيب ومحاولات تغبيش الوعي وغسل أدمغة الشباب، إن الكتابة مسؤولية ربانية وهي قبل كل شئ أمانة في عنقي أشعر بها كلما إلتفت يمنة أو يسرة تذكرني بواجبي في إظهار الحقائق وكشف الأباطيل، مهما كانت التحديات

قلمي هو حزبي

هناك المئات من السودانيين في الداخل والخارج الذين جندوا أقلامهم للكتابة عن حاضر ومستقبل السودان بالتحليل والقراءة واستقراء الأوضاع السياسية والاقتصادية..إلخ، لكنني جندت نفسي وقلمي للحديث عن الماضي الأسود المؤلم، هذه رسالتي للأجيال الجديدة، وفي هذه السانحة أتذكر بين عامي 2005-2006م كنت قد انشغلت بأعباء كثيرة حالت دون الاستمرار بالشكل الراتب في الكتابة، فتوقف نشاطي لفترة قليلة، وفي تلك الأيام جاءني اتصال كريم من طالب يتبع لإحدى التنظيمات السياسية الطلابية بإحدى الجامعات في الخرطوم مستفسرا عن أسباب توقفي عن الكتابة

الأخ المتصل ذكر لي بصحيح العبارة بأنهم في النشاط الجامعي وفي صراعهم السياسي مع ممثلي التنظيم الحاكم، كانوا يستفيدون من مقالاتي فينشرونها في مكان الصحف الحائطية بحجم كبير حتى يتسنى لأكبر عدد من الطلاب الاطلاع على ما فيها من معلومات حقيق بالطلاب معرفتها حتى لا يكونوا عرضة للاستقطاب من جهة التنظيم، الأخ لفت نظري للدور الكبير لانتشار المعلومات وسط هذا القطاع المهم من الشعب السوداني، فطلب مني وبإلحاح شديد أن أواصل الكتابة، ومن ذلك التاريخ وقلمي بإذن الله مستمر ، لن يوقفه عن أداء رسالته إلا الموت

أكاذيب إعلاميو النظام البائد

من المفارقة العجيبة المضحكة في الأكاذيب التي يدلقها صحفيو النظام البائد في 2006م قال ربيع عبدالعاطي لإحدى القنوات الفضائية العربية “أن الرئيس عمر حسن أحمد البشير أوقف أطول حرب في تاريخ القارة الافريقية”، ولم يستح الخبير (الوطني) كما يحلو له أن يكرر هذا الكذب على القنوات الفضائية بين فترة وأخرى، والكل يعلم الحقيقة أن إدارة الرئيس بوش هي التي ضغطت على الأطراف السودانية المتحاربة في الجنوب لتحقيق السلام في السودان وتكفلت بكل مصروفات المفاوضات في منتجع نيفاشا الكيني من إقامة وأكل وشرب دفعتها الادارة الامريكية

*وصحاف النظام البائد نفسه ربيع عبدالعاطي أطلق كذبة أخرى كبيرة وبشكل فاضح ومُخجل للفضائية السودانية قائلا أن “الانقاذ هي التي فتحت الباب للصين لتدخل أفريقيا”.!!.
إن أصغر قارئ سوداني يعرف أن الصين دخلت أفريقيا في نهاية خمسينات القرن الماضي، عندما كانت تدعم حركات التحرر الوطني الأفريقي، والصين لها مساهمات كبيرة جدا في العديد من الدول الافريقية، وهناك الكثير من الأدلة والوثائق والكتب التي تحدثت عن جذور هذه العلاقات*

كذب الزعيم..!!!

لا شك أن فترة الثلاثين عاما المنصرمة كان الكذب والغش هو النهج السائد، وكانت القناة الفضائية الرسمية تنتج كذبا يوميا بدءاً من الأرقام المغشوشة للأراضي المرزوعة بالقمح والذرة، وتصدير المنتجات المحلية للخارج، وحصاد القمح السنوي، لذلك أصبح الكذب ممارسة عادية في مجمل عمل النظام الحاكم، وفي شهر يوليو من العام 2004م استضاف السيد أحمد البلال الطيب في برنامجه (في الواجهة) نائب رئيس الجمهورية حينها علي عثمان محمد طه، لأكثر من ساعتين من الكذب المستمر بلا خجل ودون أن يرجف له جفن، وكان اللقاء على طريقة (حمد والديبة) مقدم البرنامج يقدم السؤال من الأسئلة إياها ويقوم الضيف بالتهديف..!

ومن الإجابات النموذجية على أسئلة ود البلال عن الصحافة والقضاء في عهد (الانقاذ) قال علي عثمان محمد طه وهو يبتسم ابتسامة ماكرة ” استطاعت الإنقاذ أن تُؤسس لحرية الصحافة والنقد والتداول العام حول الموضوعات، وأن تنشئ أجهزة رقابة من خلال الإنتخابات وتأسيس المجالس التشريعية والبرلمانية علي المستويين الولائى والاتحادي لتقوم بدورها في محاسبة الجهاز التنفيذي، مرسية بذلك مبدأ الشفافية والمحاسبة العامة لأداء الأجهزة”

وقال لا فض فوه ” إن الانقاذ استطاعت أن تؤسس لحُكم القانون بانشاء قضاء مستقل ترسخت هيبته وإحترامه لدى المواطن أولاً من حيث أنه يبنى على أعراف وقواعد لتحقيق العدالة ليست غريبة على الوجدان السودانى، فالقوانين والتشريعات التي سُنت خلال هذه الفترة استمدت كلها من ضمير الشعب ومن معتقداته فإن القوانين التي أُسست على قواعد الشريعة الإسلامية هي تعبير عن التعايش والتصالح بين المجتمع وبين القوانين والقيم التي تحكمه”..!!

تصدقوا أيها القراء الأعزاء..؟!..كمية الأكاذيب والأوهام التي لا يمكن أبدا أن يُصدقها عاقل

العمالة للأجنبي..!!

في تعليقه على مقالي السابق الذي جاء بعنوان (صحفيوا النظام البائد..وعِبر التاريخ..!)، دلق كبير صحفيي النظام البائد فتح الرحمن النحاس جملة من الأكاذيب والاتهامات لشخصي بالعمالة لنظام عربي، والحمدلله رب العالمين أن الرجل في مكانه لم يتطور قيد أنملة، لأن الاتهام ليس جديدا فرئيس العصابة البائدة عمر البشير عندما نشرنا فضائح فساده وفساد زوجته اتهمنا بالعمالة للأجنبي، وسار من بعده الخال الرئاسي أيضا، ثم الدكتور نافع علي نافع عندما وصفنا بمعارضة (الانترنيت) وأننا أبواق لجهات أجنبية، وكبيرهم إسحاق أحمد فضل الله عندما كنا نكتب في (أجراس الحرية) وصفنا بكتاب (المارينز)، ليس غريبا البتة أن (النحاس) يصفنا بالعمالة، هذه قلادة شرف على صدورنا وتاج عِز وفخر، لكن هل الاتهام بالعمالة يحل مشكلتكم..؟!

ثم يختم أكاذيبه وأوهامه بالعبارة المضحكة “سنكتب ونكتب”، ثلاثين عاما تكتبوا وتدبجوا الأكاذيب واسهمتم في إراقة الدماء بأكاذيبكم، ماذا استفاد الشعب من كتاباتكم، وماذا جنيتم غير الحنظل، ليتكم تعتبروا من مسيرتكم، فما زال الطريق أمامكم ممهدا لكي تستغفروا وتكفروا عن ذنوبكم، فأرأفوا بأنفسكم، كُلنا راحلين عن هذه البسيطة ويبقى فيها ما حققناه لوطننا ولشعبنا، وفي النهاية تبقى سيرة كل منا في ذاكرة الوطن ما قدمناه من عمل

8 نوفمبر 2020م

 

صحيفة (الديمقراطي)

‫2 تعليقات

  1. انت رجل حُر ومُشرِف أخي خالد ، مقالاتك دائما تكشف وتعرف بزيف العصابة وكذبها وأفعالها الشيطانية ” والعياذ بالله ” والذي امتد ل 30 سنة وهو ما قاد الوطن لهذه المآلات الفظيعة التي يتجرعها المواطن الآن ، أسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك ، أرجو ألا تنتبه أو تعير اهتمام لكل من ظل ساكتا كالشيطان الأخرس عن الحق طيلة الفترة المظلمة في تاريخ السودان أيام حكم عصابة المؤتمر الوطني ، وهذا ليس إقصاءً كما يردد بعضهم وإنما هو جزاءً مستحقاً لمن ظل ينتمي إلى هذه العصابة ما لم يعتذر لهذا الشعب عما اقترفته العصابة وما لم يلق الجزاء المستحق كل من اقترف بوجه مباشر للجرائم الخاصة والعامة
    ياسر محمد أحمد خير

  2. احيي صدقك مع نفسك وصدقك مع وطنك وصدقك مع قراءك وصدقك في وطنيتك .. لقد كنت صادقا حين كنت معهم وصادقا حين خرجت من القوم الظالمين..

    لا تستغرب ان يطعنوك ويتهمونك فهؤلاء القوم المجرمون اعتادوا على طعن الآخرين من الخلف وان همهم الدنيا والجاه والرياسة والسلطان ..

    انا استغرب لرجل من فتح الرحمن النحاس المستجير من رمضاء الحزب الشيوعي بعد ان كان معهم ويرمي نفس الى نيران الحركة الاسلامية الماكرة.. المخادعة ويا ريت لو كان مستقلا يكتب وينتقد ولكنه رضي بان يكون قلماً مأجوراً للآخرين.. والغريب انه يقول سنتكت ونكتب ؟؟

    أمل ان يكتب لنفسه ويكتب للحقيقة والحق والتاريخ ولكنه يكتب نيابة عن الآخرين برغم عمره الذي يناهز السبعين الآن ..وهو والمسخ اسحق فضل الله متى يعقل متي يفيق امثال هؤلاء السبعينيين ولا يزالون في ضلالهم القديم ..يكتبون من اجل كرتي وعلى عثمان ومنن اجل عبد الرحمن الخضر ورموز الفساد والمفسدين..

    متى يكون لهؤلاء السبعينيين شخصياتهم المستقلة ويستقبلون حياتهم القادمة في القبر بالصدق لا الكتابة نيابة عن الدجالين الذين افسدوا البلاد وارهقوا العباد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..