المتحدثة بإسم الحزب الشيوعي لـ (الراكوبة): لم يكن هناك خيار غير المغادرة

الخرطوم _ امتنان الرضي

بعد قرار إنسحاب الحزب الشيوعي السوداني من تحالف قوى الحرية والتغيير سادت ردود أفعال يمكن وصفها بالإيجابية.. وبينما إعتبره الكثيرون خطوة في الإتجاه الصحيح لكنها في ذات الوقت أوضحت مدى إختلاف الرؤى بين الشيوعي والتحالف الذي يمضي عكس ما أُسس له ودون تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة..وللحديث حول حيثيات القرار. ولماذا أتى في ذلك التوقيت? ومدى تأثيره على المشهد السياسي. جلست الراكوبة إلى الناطقة الرسمية بإسم الحزب الشيوعي السوداني آمال الزين للإجابة على تلك الأسئلة وغيرها فإلى مضابط الحوار:_

ردود فعل يمكن أن نطلق عليها إيجابية بعد قرار  الحزب الشيوعي بالانسحاب من تحالف الحرية والتغيير. ما الذي يمكن قراءته من المشهد السياسي من خلال هذا التفاعل?

لا ندعي بأن المشهد العام سيكون أفضل مما كان عليه قبل قرار الإنسحاب لأن بناء الجبهة الجماهيرية الواسعة التي سعى الحزب الى تكوينها منذ عام : 2010 و التي تجسدت في تكوين قوى الاجماع الوطني نجحت ذات القوى التي خربت تحالف قوى إعلان الحرية و التغيير اليوم في احداث الانقسام المعروف الذي تمخض عنه تكوين تحالف موازي باسم كتلة نداء السودان و يعبر هذا النهج عن تباين كبير في المصالح الطبقية و السياسية بين مكونات التحالف مما يؤكد ان التناقضات بينها ليست ثانوية كما ظل البعض يردد في تبريرية لا تخدم مصالح الوطن و مواطنيه ، وتضيف نقر كحزب بأن هذا التخريب المتعمد للتحالفات السياسية و المهنية و التنظيمات الاجتماعية الاخرى وأشارت للجان المقاومة يخصم كثير جدا من المد المدني في الواقع السياسي و يصب في مصلحة تمدد و تمكين المد العسكري و أعداء الثورة لذلك لا تخلو مغادرة الحزب لصفوف التحالف من الخسارة في المشهد العام و لكنها خسارة شكلية فقط. لأن البقاء في التحالف لا يعدو كونه تضليل و تغبيش لوعي الجماهير بتقديم واقع مزيف عن العمل المشترك بأنه يقوم على وحدة مكوناته و سلامة هياكله و سياساته و الأمر غير ذلك تماما وأضافت عانى الحزب كثيرا ليس من عدم الوحدة بين مكونات التحالف فقط وانما بشكل اكبر من مناصبة تلك القوى العداء للحزب و نفث الدعاية المضللة حول مواقفه و كأنما قضيتها هي تصفية الحزب و ليس إزالة بقايا النظام و اقتلاع الثورة المضادة من مكامنها خاصة المكون العسكري في السيادي و ظللنا بأسف نرصد مقدار تقارب تلك القوى مع اعداء الثورة المذكورين لذلك نقول بان الحزب بإتخاذه لموقف الإنسحاب من التحالف إستعاد تعافيه من دمائها و اورامها الخبيثة و استعاد وضعه السليم في قلب الحركة الجماهيرية و النضال الى جانبها بلا قيود من اجل الانتصار الكامل لمبادئ و أهداف الثورة و بذلك يكون الحزب قد حقق نجاحا باهرا في استعادة خطه السياسي.

لماذا اختار الحزب هذا التوقيت للإنسحاب. رغم أن ما ذُكر من أسباب في بيانه ولكن ما الذي إستجد مؤخرا?

التوقيت مناسب و ليس فيه عجلة أو استباق للاحداث بل العكس هو الصحيح ، هناك تأخير في اتخاذ القرار توقف عنده الحزب و قدم حوله نقد ذاتي و بحسب مناهجه كان لابد من تصحيح الخطأ الذي تعلق به النقد و هذا يتأتى فقط من خلال مغادرة التحالف واعتماد وجهة جديدة للعمل المشترك من خلال التحالف المباشر مع الجماهير في مواقع العمل و الدراسة و السكن و التركيز على المعارك النقابية و الادارية و هزيمة بقايا النظام و حلفائهم فيها و تكوين جبهة عريضة للدفاع عن الحريات و التحول الديمقراطي باعتبار ان تحليلنا للواقع قاد لنتيجة واحدة و هي ان ثمة انقلاب مكتمل الاركان قد تحقق في الواقع دون حاجة لاذاعة البيان الاول حوله من خلال هيمنة العسكر على جميع مفاصل الحكم و تعزيز سياسة تربيط و تمكين بقايا النظام البائد في أجهزة الدولة المدنية و العسكرية بدلا عن تفكيكهم و تمزيق الوثيقة الدستورية و اعتماد نسخة جديدة بدلا عن التي تم التراضي عليها بعلاتها المعروفة و هذا تحديث لصيغة تعليق العمل بها كما يحدث عادة في الانقلابات العسكرية و الاخطر من ذلك هو صناعة حاضنة جديدة تمثل القاعدة الاجتماعية للنظام الحالي و فرضها كبديل لقوى الثورة و قوامها هو القوى الموقعة على سلام جوبا و الادارة الاهلية و بقايا النظام البائد و حلفاؤهم الجدد المنضوين تحت مظلة الهبوط الناعم و التسوية و المساومة التاريخية ، هذا الواقع الذي يتسيد المشهد الان يحتم علينا التمايز عن هذه القوى ليس شكليا فقط و انما موضوعيا بالعودة لخطنا المبدئي الذي لم نتزحزح عنه قيد أنملة حتى في اوقات وجودنا في صفوف التحالف و هو المضي قدما في طريق الانتصار الكامل و النهائي لاهداف و مبادئ الثورة .

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي من خلال بيان الانسحاب ألمحت لإتفاقيات سرية ومشبوهة عقدتها الحكومة الانتقالية الحالية?

هذه الاتفاقيات ليست سرا و لا تحتاج لدليل على انها مشبوهة و تؤشر لموقع الحكومة الحالية في محور الامارات / السعودية / مصر و لعب دور العمالة و الارتزاق في حروب هذا المحور و لا تزال تلعب هذا الدور الشائن ، كما يؤشر أيضا للتطبيع مع إسرائيل و لقاء البرهان مع رئيس وزراء اسرائيل و لقاءاته المتكررة مع مسئولين اسرائيليين و التي انتهت الى اتفاقات كشف حميدتي عن جانب منها في لقائه مع قيادة البث الاسرائيلية كما كشف عن جبهات التنسيق و التعاون التي يتطلعون إليها مع دولة الاحتلال الاسرائيلية و يؤشر ايضا للاتفاقيات حول الموارد و الاستثمار فيها و حول الموانئ و سد النهضة و غيرها – شعب السودان هو صاحب الحق الأصيل في جميع ذلك و من حقه معرفة ما يدار حوله من مؤامرات و أفعال مشبوهة تضر بمصالحه.

أما كان أفضل للحزب الشيوعي الاستمرار في التحالف لتصحيح المسار أو المقاومة بوجود داخل التحالف بدلا عن الانسحاب ?

نحترم جميع الاراء و نناقشها و نتعلم منها أيضا لكن الواقع في التحالف و آدائه في الواقع الذي فصلنا مثالبه تفصيلا فيما سبق فرض على الحزب خيارا واحدا وهو المغادرة و لا شئ سواها و ستظل ابواب الحزب مفتوحة امام القوى التي تتفق مع خطه أو القوى التي تعترف بأخطائها و تنتقدها و تعمل على تصحيحها ليس وفقا لهوى الحزب و انما طبقا لاهداف و شعارات ثورة السودان..

هل سيشمل قرار الإنسحاب من رشحهم او فلنقل من شاركوا في مناصب في الحكومة الانتقالية?

المعلوم للقاصي و الداني أن الحزب لم يرشح أي عضو من عضويته لأي منصب حكومي سواءً في السلطة المركزية أو الولائية أو في السيادي أو غيرها و من تسنموا منصبا عاما من الشيوعيين رشحوا بواسطة أجسامهم المهنية و المدنية و الحزب لن يمارس وصاية على خياراتها و سيترك الامر لتقديراتها و التي نعتقد بانها ستحترم خيارات الحزب و عضويته و فخورين بان العديد من المناطق و الهيئات الحزبية أصدرت بيانات أكدت فيها التزامها بقرار قيادة الحزب و مغادرة صفوف “ق ح ت” و كافة اللجان الحكومية التي وصلت إلى عضويتها من موقع التحالف و في جميع الاحوال سيدرس الحزب هذه القضايا بروية و معالجتها على أسس الاحترام الكامل لاستقلال الاجسام التي قامت بترشيح بعض عضوية الحزب لمواقع حكومية اما المناصب التي وصل اليها البعض الاخر من عضوية الحزب عن طريق “قحت”فنحن واثقون تماما في أن الزملاء / ات سيقومون بحسم الجدل حولها احتراما لقرار الحزب.