مقالات وآراء سياسية

شيخ حمدوك ” الغائب “

أبو الحسن الشاعر

رجاء .. من يلتقي منكم رئيس الوزراء المبجل في أي مكان أن ينقل السؤال نيابة عن الشعب ” يا زول !! إنت وين ؟؟ وأن يزيد عليه كيل سلام فيقول ” والله مشتاقين”!!

كان أركان النظام البائد يتحدثون كثيرا ويكذبون كثيرا ويختلقون الأقاصيص والأباطيل ليشغلوا بها الناس وأحيانا للتعبير عن وجودهم ورغم سوئهم ما كانوا يختفون عند الأزمات فكانوا يبررون ويدافعون عن نظامهم وسيئاتهم وإخفاقاتهم ما استطاعوا .. حتى أن المخلوع يقول أمام الجماهير بعين قوية ” حصل مرة كضبت عليكم ؟؟ ” .. وكان من جهلهم وجهل تابعيهم قد انشغلوا بالمؤتمرات الفارغة حتى أنهم عقدوا مؤتمرا لدكتور يتحدث فيه عن ” البعاتي ” وأسرار اكتشافاته المذهلة وقدم متخصص آخر ورقة بحثية ” علمية ” عن كيفية استخدام الجن والاستعانة بهم في استخراج البترول ثم بلغ بهم الاستغلال والسفه لدرجة أنهم فرضوا على المجالس كرامات وجنون ” بلة الغائب ” أحد أهم مشاهير عهد الشعوذة والدجل والذي تنبأ لهم بالبقاء ولكبيرهم الذي علمهم السحر بالحكم حتى عام 2031 ..

طاف بلة الغائب بذهني رغم حماقاته وخزعبلاته فتذكرت ” حمدوك الغائب ” والذي رغم علمه ومنصبه وجماهيريته التي أوصلته لأكبر منصب تنفيذي في الدولة .. بين عشية وضحاها.. بعد أن كان شخصية مغمورة كشف لنا عنها ” جن البشير ” وكان قاب قوسين أو أدنى من أن يتولى وزارة المالية فإذا بالعناية الإلهية وتحريض المقربين منهم تنقذه ليرفض بعد تردد ثم يجئ محمولا على الأكتاف ” رئيسا لوزير المالية وكل الوزراء ” بأمر الشعب .. وهي سلطة لو نالها غيره لجاءته القيادات منقادة تجرجر إليه أذيالها .. لكنه للأسف أفرط في التنازل فأفرط العسكر في الاستيلاء على مفاصل الدولة.
تقوم الدنيا وتقعد بشأن ذهاب البرهان للقاء نتنياهو ويعود ليقول إنه أبلغ رئيس الوزراء فلا يخرج رئيسالوزراء ليحدث قومه بالحقيقة الغائبة ويكتفي بإصدار بيان مغالطات ..

تنهار الخدمات حيث لا خبز ولا مواصلات ولا كهرباء ولا ماء ولا مدارس ولا جامعات ويجأر الناس بالشكوى فلا نحس لحمدوك الغائب حركة ولا نسمع له ركزا ..
يتم رفع الدعم وحمدوك الغائب صامت لا يظهر ليبرر ولا يتحدث ليطمئن الشعب على سلامة الإجراءات مبديا أسفه لما يلاقيه اليوم ليحصد ثماره غدا.
ينفجر السودان كله معارضا على مسمع ومؤيدا على استحياء بشأن قضية التطبيع التي لا تدخل في اختصاص الحكومة بتصريح من حمدوك الغائب نفسه لكن ينفذها ويفرضها العسكر ” بتصريحات مباشرة منهم ” وحمدوك الغائب صامت لم يسمع له الناس إلا صوتا ” خافتا ” ردا على اتصال الرئيس البلطجي ترامب المطرود من البيت الأسود ، والذي جمعهم جبرا وغصبا وقسرا بالجزار نتنياهو .. ولم يفتح الله على حمدوك الغائب بكلمة واحدة للشعب ليدافع عن موقفه ونحن نعرف أنه ” مكره أخاك لا بطل “.

تتصدع التحالفات في حاضنته السياسية .. يخاصم تجمع المهنيين الحكومة ويخرج مغاضبا وتتصدى الحرية والتغيير لسياسات حكومته وترفض أحزاب أساسية سياساته وتوجهاته في السياسة والاقتصاد وينسحب الحزب الشيوعي ويهدد آخرون وتتحدى حركات مسلحة من أمام مقره بأنها جاهزة لخيار المصادمة ما لم تتم الاستجابة لمطالبها وتتحدث عن أسلحتها وجيوشها .. وحمدوك الغائب يحتمي بجدار قصره .. لا حس ولا خبر ..
ينفجر الشرق وحمدوك غائب ويتململ الشمال والوسط وحمدوك غائب وتلاقي اتفاقية السلام معارضة كبيرة نظرا لأنها اعتمدت على المحاصصات وتحملت الحكومة تجاهها أو حمّلت بقية الوطن ما لا قبل له به من التزامات مالية ، وحمدوك غائب لا يدفع تهمة ولا يبرر لمصلحة.

بلد تعصف بها الأزمات من كل جانب وتتهددها المخاطر من كل صوب .. اقتصادها منهار و سوقها منشار ومجتمعها في انحدار وحمدوك غائب ..
يتحدث الكباشي بصفاقة في شؤون سياسية بحتة ويهاجم رئيس الوزراء وحمدوك الغائب صامت .. يتحدث ياسر العطا عن التطبيع وحمدوك الغائب صامت ويتحدث حميدتي عن شؤون الاقتصاد والسياسة والأمن وكلهم لا علاقة لهم بذلك وحمدوك الغائب في غياهب النسيان ” عامل فيها رايح ” كما يقول شباب اليوم .. !!

لم يتبق لنا إلا أن نعلن في الصحف عن ” الرئيس المفقود ” .. سليم العقل .. طيب القلب .. منخفض الصوت ” حسب آخر مرة سمعناه فيها ونتمنى ألا يكون ” صوته قد راح ” .. فالرجاء على من يجده أن يتفضل مشكورا بإبلاغ أي تجمع في أقرب مناسبة يهتف فيها الثوار ” شكرا حمدوك “.. ومنها إلى التلفزيون لكي يطمئن قلب الشعب بأن رئيس وزرائه ” حيٌّ يرزق “.. وليتحدث ” حمدوك الغائب ” ولو على طريقة ” بلة الغائب ” .. وليقل فقط ” أنا أتحدث .. إذا أنا موجود ” .. حيث لم يعد الناس يصدقون الوعود بل ولا يفرقون بين أمير الهدى وأمير الضلالة ..

حمدوك ،، احكم فإنك لم تحكم .. !! اللهم لا شماتة .

أبو الحسن الشاعر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..