
هذه القصة ليست من نسيج الخيال بل كانت قصة واقعية وحقيقية ، قال طالب سوداني يدرس في دولة لا هي مسلمة ولا مسيحية ولا حتى يهودية ، من الذين نقول عنهم كفار او مشركين لايؤمنون بالاديان السماوية ، حدث في الجامعة وكلية الطب بالتحديد ، حيث قام احد الطلاب وهو غير مسلم بالابلاغ عن طالبة تجلس بجواره وهي عربية ومسلمة لكنها كانت تغش وتحمل هاتفها المحمول وهي تخبئه تحت حجابها ، وبعض الطلاب العرب بعد نهاية الامتحان احتجوا لدى هذا الطالب واستغربوا التصرف الذي اعتبروه بمثابة فتنة ، للاضرار بزميلتهم ، لكن الشخص غير المسلم اعطاهم درسا في الاسلام ، بأنه ابلغ عن حالة غش والغش يعتبر عملا غير مشروع ، لأن هذه الطالبة لو نجحت بهذه الطريقة ، ستضر البشرية ، ومن الممكن أن تكون سببا في وفاة اناس ابرياء لمجرد ان حظهم العاثر اوقعهم في طريقها كي تقوم بعلاجهم وهي غير مؤهلة لأنها لم تنجح بطريقة مشروعة ولم تستوعب مادة الطب التي تدرسها وبالتالي تكون غير مؤهلة وستضر بالبشرية ، وقال لي الطالب ، لم يمكن امامنا الا السكوت خجلا ونحن المسلمون في هذه الحالة ندافع عن الباطل .
وهذه القصة تنطبق تماما علينا نحن السودانيون الذي نشاهد بام اعيننا السرقات والاختلاسات خلال 30 عاما من الكيزان لارقام خرافية حيث تقدر بمليارات الدولارات ، وسكتنا عن اشقاء المخلوع الذين عاثوا في الارض فسادا ، والجاز الذي قال موقع ويكليكس ان ثروته تفوق بيل جيتس اغنى رجل في العالم. وسكتنا عن حمدي الذي باع الخطوط الجوية السودانية لشركات عارف الكويتية التابعة للحكومة الكويتية ، والمسؤلان اللذان قبضا 250 مليون دولار مقابل بيع احدى شركات الاتصالات للكويتيين ، ولم يقم احدا بالقبض عليهم ، وحتى المسؤول في ولاية الخرطوم الذي يمتلك 400 قطعة ارض مما اسهم في ارتفاع سعر الارض في الخرطوم حتى صارت اغلى من لندن وباريس ونيويورك ، وهناك عبدالباسط حمزة الذي قام باستئجار اراضينا للمصريين لمدة 99 عاما ، وباي حق يقوم هذا الشخص ، وهناك من استولى على ارض السفارة السودانية في جنوب افريقيا ، وهناك من باع اصول مشروع الجزيرة التي تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليار دولار والكل يعرف من هو.
وهذه امثلة قليلة جدا من السرقات والاختلاسات التي طالت المال العام والخاص ، وحتى مستشفى الزيتونة الذي اقيم في ارض يمتلكها اناس بعينهم وقام حميدة بوضع يده عليها بالقوة واستأجرها بملاليم . لماذا لايقوم احدا منا بالابلاغ عن هذه الممارسات الخطيرة التي هددت كيان الأمة ، وحتى البرهان وحميدتي اللذين توليا السلطة قالا انهما استوليا على السلطة ليس طمعا انما لحماية الثورة وحماية البلد من الانفلات ، وهي الان في قمة الانفلات . المصريون احتلوا اراضينا والامارات سرقوا ذهبنا والروس احتلونا ،متى نتحرك للقيام باقتلاع حقوقنا بالقوة والقبض على كل من قام بسرقة مقدرات البلاد حتى لو مات وذهب إلى الدار الآخرة يجب استردادها من الورثة من الابناء والاحفاد والزوجات .
حتى الذين قتلوا الشهداء الذين حوكموا منهم لم ينفذ فيهم الحكم ، والآخرين يتمتعون بالحرية ويهددونا بالويل والثبور.
كنان محمد الحسين
طيب يا أخي اقول ليك بصراحة لماذا لم نقم بالتبليغ عنهم حيث أن الشعب السوداني دعك من الخوف أو عدم المسئولية أو الاستهتار ده كله كوم ممكن يكون سبب ولكن السبب الأساسي والذي يجعل كل سوداني ممكن أن يقوم بالتبليغ عن أي شخص أفسد هو الحسد فنحن من أكثر الشعوب حسادة ولكن الشعب لم يقم بالتبليغ عنهم لأنه يعلم أن في هذا البلد لا يمكن أن تتممحاكمة أي مسئول مهما ولغ في الفساد. أذكر لي حالة واحدة تمت فيها محاكمة فاسد في كل العهود وأودع بموجبها السجن أو الاعدام طيب ما فائدة التبليغ إذا كان لا يغير شئيا في الواقع. ثانيا الآن عندكم كميات من اللصوص مقبوض عليهم هل تمت محاكمة أي واحد منهم – ما تقول لي المحاكمات جارية لأنه أصلا المفروض ما تستغرق أكثر من جلستين والثالثة النطق بالحكم. مثلا المتهمين في الانقلاب ما هو الشيء الذي تبحث عنه المحكمة لكي تثبته مثلا هل تبحث عن هل فعلا عمر البشير او عبد الرحيم أو على الحاج أو غيره قد قاموا أو شاركوا في الانقلاب فهذه معلومة وحتى هم لم ينكروها طيب ماذا تنتظر المحكمة.
يسكتون لأن أغلبهم فاسدون
السلام عليكم و بعد
للأن لم اجد اجابة لا من الكاتب الاستاذ / كنان أو من المعلق السيد / رادار اظن و ان بعض الظن اثم أن المشكل هو القضاء ليس الا