مقالات وآراء سياسية

الثورة نقية فلا تفسدوها

محمد حسن شوربجي

كانت ولا تزال ثورة مفاهيم وأخلاق ووعي واطمئنان.
وقد اختلفت عن كل الثورات بسلميتها التي هزمت كل البمبان .
فيكفيها فخرا أن الرئيس الفرنسي ماكرون قد غار منها معايرا لاصحاب السترات الصفراء أن يصبحوا كثوار السودان التزاما بالسلميه .
فلم يكن سهلا إسقاط دولة بوليسية بالتروس وثبات الشباب .
فكان الانتصار.
وكان هتاف الشارع “سلمية سلمية ضد الحراميه ” في كل مكان.
“والجوع الجوع ولا الكيزان ”
“واي كوز ندوسو دوس ” والكنداكات ودسيس مان.
وانتصرت الثورة وعلت أعلامها كل سماوات الوطن .
وتكونت حكومة الثورة انتقالية وحمدوك وحميدتي وبرهان.
وتوافق المدني والعسكري فهللنا وكبرنا لهذا التوافق و هذه النجاحات .
وهللنا للسلام وآمال عودة النازحين والتئام الجراحات التي كانت.
وبرغم جريمة فض الاعتصام وكل الذين ماتوا في التظاهرات اذ ببعض خطرفات اقاويل تتناثر هنا وهنا عن فساد جديد وقد بدأ.
وأخبار تتهم بعض القيادة بالفساد والانتهازية.
وكأن الامر تشفيا وانتقاما وتجريدا للشرفاء من الوطنية.
و كان لزاما علينا أن ندق كل الاجراس لايقاظ الثوار.
فكأن الثورة وقد سرقت.
وقد قالوا :
حلم مشروع
عندما الشعب يريد
لاتحده حدود ولا يعود
الا بعد ان يحصل على كل ما يريد
فالمواطن الحر الكريم لا يهان
والحاكم العادل لا مستبد ولا جبان
والفاسدون ظالمون وهم وراء القضبان
فليس بالدستور وحده يحيى الانسان
فان كنت لابقاء الفساد تريد
فانت حتما منه مستفيد
اذا نظل نردد نفس الشعار
حتى ينجلي الليل ويطلع النهار
ونراك وغيرك من الفاسدين
في غياهب السجون قابعين
وعشت يا وطني شامخا ابيا.
وقال ابن خلدون عن الفساد :
” انتشار الفساد يدفع بعامة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش ، وبداية لشرخ يؤدي إلى انهيار الدولة.
وقال ابن خلدون : ” إن من عوائق الملك حصول الترف وانغماس الحاكم وحاشيته في النعيم وعلى قدر ترفهم ونعمتهم يكون إشرافهم على الفناء “.

محمد حسن شوربجي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..