مقالات سياسية

لن نقول ملعون أبوك بلد.. بل نقول ملعون أبوك كتابة

د. فراج الشيخ الفزاري

نعم، لن نقولها أبدا( ملعون أبوك بلد)….. فبلدنا السودان … جميلة بكل اامقائيس الجمالية والفكرية والتراثية وحكاياتها الشعبية والتراثية وأهازيج فرحها الليلية والنهارية..والعيب فينا ..نحن الذين نجهل مفاتن وخيرات أرضنا ولم نحسن ادارة مواردها ونتقاسم مسئولياتها وأمنها كما فشلنا في أن نعطيها حقها المستحق من الوطنية.

وفي مقال سابق للاستاذ ( فتحي الضو) بهذه الصحيفة، فقد أحسن في سرده، عن حقيقة تلك المقولة..حيث كانت جزءا من قصة قصيرة بذات الاسم للشاعر الدبلوماسي المعروف( سيد أحمد الحردلو) علي لسان الراوي وهو يصف حاله في المدينة الكبيرة التي جاءها من الريف…فرغم اتساعها فهي ترفض أن تعطيه مقعدا يتكئ عليه…فلعنها…لعن المدينة بصيغة ( البلد) ولم يلعن الوطن.

وملعون أبوك كتابة ، مقولة بصيغة المطلق، لكل انواع الابداع ، يقولها الكتاب والروائيون والشعراء وأهل الدراما والمسرح ، وحتي فنانو السيرة والدلوكة والطمبور ..يقولها كل منهم بلغته التي يعرفها…ويجمعهم المثل الشعبي ( زمار الحي لا يشجي /أو يطرب)..

فظاهرة النقد الانطباعي موجودة ، خاصة خارج الأطر الأكادبمية التي قد لا تتناسب ووتيرة القراءة السريعة الموجزة في الصحف السيارة. ولكن أيضا تحكمها ضوابط وأخلاقيات حتي لا تخرج عن المألوف وتشكك في ملكات وقدرات صاحب العمل الفني او الثقافي او الأدبي.. بل قد يشطح بعضهم في النقد ويشكك في القدرات العقلية وربما في الأصل والفصل بالقول (من أين جاء هؤلاء المتزحلقون) على وزن ( من أين جاء هؤلاء الناس) متساوون بذلك مع ( قادة الانقاذ) وفي ذلك ظلم شديدة لقبيلة المبدعين .

أقول كل ذلك، وفي الخاطر ، ذلك النقد والهجوم غير المبرر أو الموضوعي عن ما كتبته في مقالاتي الأربعة الأخيرة … هجوم بشكل محموم وكأن بيني وهؤلاء الأخوة الكرام حقد دفين أو ثأر قديم وجدوا الفرصة ليخرجوه علي الملأ.. فهم بارعون في النقد ، ومواظبون علي اصطياد الأخطاء ، صغيرها وكبيرها ولو نقطة علي الهامش… ولكن هم أنفسهم لا يكتبون حتي نراهم من خلال ما ينتجون… مثل جلاس البنابر عن ( ستات الشاي) ، يشربون القهوة بمزاج ثم ينتقدون مرارتها او برودتها ثم لا يدفعون.

النقد الموضوعي مطلوب فهو رديف الابداع…يقربه للقارئ ويضئ عتمات النص لما فيه من خفايا يملك الناقد أدواته التي تجعله مفهوما وشيقا..هو جزء من العملية الابداعية ومكمل لها وليس مدمرا لها او لصاحبها..وليس من مهمة الناقد ان يبدل او يعدل في قناعات الكاتب او اتجاهاته الفكرية او حتي الاسلوب او التكنيك السردي الذي يتخيره..ولا ان يجبره بان يغير اسم البطل مثلا من ( حامد) ليكون( حمدان) ولا ان يجعل النهاية سعيدة أو تعيسه علي ذلك النحو…ليس من مهمة الناقد ان يفرض مرئياته علي مرئيات الكاتب مهما كان موقع الناقد وملكاته الفكرية.
أعود واقول، سوف نستمر في الكتابة بالكيفية والنهج الذي يشبع ويرضي في الاول رغباتنا وحبنا للكتابة ، ولن نقول ، كما جاء في العنوان ( ملعون أبوك كتابة)، بل نقول هذا قدرنا، وقد كنا كما قال غيرنا، علي يقين ، بان اقلامنا ومؤهلاتنا وذواتنا الشخصية، لن تسلم من التشكيك والتجريح وربما الخيانة الوطنية.

د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. اجي يادكتور فزاري الدهنسه والملحسه والتعرصه فى حق تميم المجد تسميهو آدب؟!! اكتب كويس نحن حننقدك كويس لكن مقالتك الخصيت بيها آمير قطر ما كان سمح وكان تعتذر بدل تدافع عن نفسك والرسول عليه الصلاة والسلام قال امتى ما بتجتمع على ضلاله ولا انت ما سمعت الحديث ده؟ كُر.. كُر يااخواني من الزى ديل وقال على نفسو دكتور الدكتره تطير!!
    عبد الواحد المستغرب اشد الإستغراب
    نقلاً من خشم حبوبتو،

  2. هو الضيع السودان شنو غير أنه اي رمة شايل بندقية عايز يبقى رئيس أو وزير واي عسكري عايز يحكم واي واحد خريج جامعة شايف انه عالم واي واحد بيشخبط عامل فيها كاتب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..