مقالات وآراء

النصري في زمن الكورونا

كمال الهدي

. تدافعت حشود هائلة لحضور حفل غنائي لمطرب الطمبور النصري.

. ليس غريباً أن أن يتدافع الناس للحفلات  ويتمايلون طرباً بالنغم الجميل.

. لكن (الشاذ) جداً أن يكون ذلك في زمن الكورونا، وأن يتصادف مع الإعلان الرسمي بتأجيل المدارس بداعي الوباء الذي يتزايد انتشاره في قلب أفريقيا المريض أصلاً.

. فهل كنت مخطئاً في تساؤلي قبل يومين فقط عما إذا كانت حكومة البرهان وحمدوك وهبة تريد أن تبني الوطن بالتجهيل.. أم ماذا!!

. فها هم يمنعون الطلاب عن التوجه لقاعات الدرس، لكنهم يسمحون للمغنواتية بأن يحشدوا الآلاف للرقص والطرب!

. والعجيب في أمرنا كسودانيين أن فنان الحفل المحضور المقام في الزمن الخطأ هو النصري.

. والنصري لأصحاب الذاكرة السمكية و( مأكثرهم في هذا البلد) هو ذات المغني الذي وُجِهت له أصوات اللوم على موقفه السلبي من ثورة ديسمبر.

. عرفتوا كيف نحن شعب (موقف اليوم الواحد وكلام الليل يمحوه النهار).

. برضو بتقولوا ” الثورة محروسة”!

. حراسة الثورات تتطلب أولاً موقفاً جاداً وثابتاً لا متبدلاً، ونحن أبعد ما نكون عن ذلك بالرغم مما قدمه شعبنا من تضحيات.

. وربما تساءل البعض عن علاقة الصورة المرفقة بعنوان المقال.

. وعلى قول الحبيب محمد عبد الماجد “شيلوا الصبر”.

. فالصورة لإحدى مطربات هذا الزمن الأغبر كما تعلمون.

. وقد ظهرت بهذه الهيئة في قناة تكثر من السفه بالرغم من أنها تحمل اسم نادي الحركة الوطنية الذي قلنا مراراً وتكراراً أن الكاردينال أساء لكل جميل فيه.

. أعتذر النصري، فمع اختلافي مع موقفه من الثورة، إلا أن المقارنة غير موجودة من ناحية المظهر والمضمون، أعني الصورة.

. نعود للسفه الذي تقدمه قناة الهلال التي كنت أستغرب حقيقة لإشادات بعض الزملاء المتكررة بها.

. فهي قناة كان من المفترض أن تكون رياضية، لكن إدارتها استغلت هذا الاسم الكبير فدست لمشاهديها الكثر السم في العسل.

. بدأت القناة بتمجيد فرد وانتهت بمثل هذا السفه الذي حشدت له المذيعات بمبالغ خرافية في وقت كانت فيه رِفقة ورفيقاتها الكنداكات يعدن البمبان لأمنجية البشير وقوش.

. وقد ظلت قناة الهلال على فكرة بالنسبة لي مثل (أبغض الحلال) فما كنت أشاهد فيها سوى مباريات الهلال، ثم أحرص على التحول السريع منها مع اطلاق الحكم لصافرة النهاية.

. إستضافة قناة (الهيافة) المطربة صاحبة الصورة وشاهد المتابعون المذيع (التائه) يتمايل طرباً مع غثائها.

. فهل ما زلنا نؤمن بأن لدينا حكومة ثورة يتذكر قادتها تضحيات وجسارة الشهداء ويسعون للقصاص ممن أزهقوا أرواحهم!!

. وكلمة أخيرة لجماهير الهلال الوفية لكيانها وقيمه.

لكم  أقول لابد من ضغط جماهيري غير مسبوق من أجل استرداد هذه القناة التي تحمل اسم ناديكم العظيم.

. البلد للآن ما فيها قانون ولا نظام، وإلا فكيف تُقام الحفلات الجماهيرية في زمن الطواريء والجوع وإغلاق المدارس!!

. لذلك لا يمكن تنفيذ القانون وإعادة الحق لأهله إلا بضغط لا متناهي منكم.

. وظني أن إساءة القناة لقيم وموروثات وتقاليد النادي سبب كافٍ لإعادتها لأهلها، دع عنك بقية الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها القانونيون لابطال هذا العقد المجحف.

كمال الهدي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..