مقالات وآراء سياسية

السّلام السّياسي والأجتماعي

صدام البدوي يوسف

السّلام السّياسي والأجتماعي:-

في البدء الرّحمة لشهداء هذه الثورة التي تهاوت بمخالب الشّر ، ولأنّ شُهداء الثّورة كانوا يؤمنون بمبادئهم ، لم يتراجعوا عن قضايا الثورة – بل أختاروا طريق التضحيّة وقد أنتصروا ، بيّنما فشل الذين تسوّلوا الي مضاجع السّلطة وأرتشواْ حد الأغماء عن اهداف الثورة ومن أهمّــها – قضية ”السّلام“ ، نعم السّلام الذي يحتاجه الوطن كُلّه ِ دون تقسيم وهنا يتعدد مفهوم السلام ما يتطلّبه ُ السّلام ، واذ نلاحظ اتفاقاً جُزئ لا يمثّل اضاءات مرضيّة لمّا خلّفته ُ الحرب العمياء من دمار…..(سلام جوبا…..او سلام الراقصون فوق الجماجم …)…
والسّلام هو تحقيق الأستقرار المطلق من الناحية الأقتصادية والسياسية والأجتماعية، والسلام الذي يحتاجه ُ الجميع هو السّلام الأجتماعي:
*- السّلام الأجتماعي هو : تحقيق استقرار كُلّي في المجتمع، وهذا الأستقرار لا يحدث بصورة هشّة ، وها نحن الي هذه اللحظة نحتاج بما يُسمّى السلام الأجتماعي؛ لانّ المجتمع يسوده الظلم الطبقي والفاشية العنصرية والأقصاء الفردي، كل هذه التناقضات جعلت من المجتمع مسرحاً مخيف، مسرح كل مشاهده ِ تتقّن طابع الصراع المظلم الذي جعل الحياة أكثر خطراً،،، ونعلم جيّداً ما يحدث في المجتمع من تحرش واغتصاب وسرقات وابتزاز ……الخ، كل هذه المسميات صوّرت لنا نوع الحرب التي تدور في خفاء وصمت المجتمع، و بهذا نحن بحاجة الي السّلام الأجتماعي قبل السياسي ؛ لانّ اخلال المجتمع يعني شلل السياسة ….
*- السّلام السياسي: هو سلام رأسي يتمّثل في مصفوفات الدّولة وهياكلها المتعددة، وايضاً هو توافق بين الاقطاب السياسية المختلفة وسيرها في معيّة التوالي الديمقراطي، ، ولكنّ سلام « جوبا» هو مجرد هبوط من النقاط الحادة الي النقاط الألتواء علي بؤرة السلطة، وانا اعتقد انه سلام غامض جداً لا أحد يعلم فحواه ُ ، أشبة بحالة موتُ ؛ جٌثّـــة يتعبهــا راقصــون، أين قضايا الثورة؟ اين معونات ومساعدات اللاجئين من الحرب؟ تعدد الأستفهامات – ولكنّ الحقيقة هي ما يصعب نطقها شفاهة ً ، مازالت الحرب تشتعل في كل السودان، ومازال العدل مجرد احلام، السلام الذي يجعلنا نعبر لا يمكن رشوته، او شراء بنوده ِ ….كل شيء الآن يباع حتي كأس الخمر يصنع رجل مطيع كالكلب ينفّذ الأوامر …
لا يمكن تصنيف هذا الرقص سلاماً، وهنالك من هم يبكون الظلم من مخلفات الحروب، هنالك امهات لم تجف دموعُهنّ من قساوة الظلم وغياب العدالة التي صدح بها أبنائهّن ضد الظالميين، كيف ندعي السلام ومازال الخوف يقبع في كل القلوب – صفوف مرهقة – واسعار خالية – وامراض قاتلة….؟ أين السلام …….؟ هل هو استبدال الدماء بالحبر من اجل الكراسي ….؟ هل هو دفن الاموات بلا قضاء….؟ هل هو ترك جراح الحروب بلا دواء….؟ …
 الحرب مستمرة حتي الآن، ولكنّ الخونة لا يشعرون بكل هذا القتل، وهنا يضع المجتمع تفاصيله وليقل لنا – أين السّلام ….؟ ويجيب الأعلام الهابط أنه تم تقسيم السلطة وتكوين مجالس متعددة ….هكذا تظل الأزمة هي ازمة العقلية السياسية والبنية الأجتماعية في السودان …..لم يحدث سلام بل ما حدث هو هبوط في الدورة السياسة …وشكراً؛ ؛؛؛
صدام البدوي..
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..