
المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وَبِالنَّاسِ المسرة..
و السلام أسم للجلالة.
و السلام عليكم .. مبتدأ كلام قد لا يحتاج لبعده و هي عبارة التحية عند المسلمين.
و السلام التقليدي لدي الصينيين يعني هل تناولت الطعام..
منذ نعومة اظافرنا لم تفارق مخيلة اغلبيتنا الصورة القبيحة للحرب و الاقتتال حتي صار بعضنا يبحث عن التصور الزهني كمنطق يملاء معضلة السببية الغايبة . تارة بتشخيص الناس و اخري بأصطياد الترهات و سقط القول و مشافهة تناقلنها حتي صارت الانطباعية ملمح وطريقة جزم عن الاخرين.
فالعقل وقتها لا يعرف ماذا تفعل قواتنا المسلحة او بعض الاهالي هنا و هناك جنوبا و لاحقا اقاصي الغرب و اظن لو اكتملت صورة الخبر كاملة ببشاعتها لتغير مجري الـتـاريـخ و قال الشعب قولته وقتها و تحررنا من الكثير الكثير من فعل الانظمة الحاكمة أو أستراتيجيات الخارج دون الخوض في تفاصيلها.
و ما ثقتنا بأمر سلام دائم الا من امر المعائشة المحير بجميع اذقة حوارينا و قرانا فالاختلافات و السحنات ما كانت يوما سببا فالجميع في مودة و مؤامة لا توصف و هو ديدن الناس حتي مع الغرباء و العابرين و يكفي تعبير الراحال سيف الدين الدسوقي: بقصيدته ( عد بي الي النيل )
و الناس في وطني شوق يهدهدهم
كما يهز نسيم قامة القصب
والجار يعشق للجيران من سبب
وقد يحبهم جدًا بلا سبب
الناس أروع ما فيهم بساطتهم
لكن معدنهم أغلى من الذهب
عد بي إلى النيل لا تسأل عن التعب
ساداكو ساساكي انتشرت قصتها حول العالم … الفتاة اليابانية ضحية الحرب العالمية الثانية و بشاعتها التي انتهت بقنابل هيروشيما و نجزاكي الفظيعة. و طيها لاكثر من الف (1000) ورقة لطائر الكركي الميثولوجيا اليابانية القائلة بقدرة تحقيق الاماني و حتي الشفاء ان تم طي العدد خلال عام.
فاجتهدت الفتاة النحيلة بجسدها المنهك بفعل الاشعة الذرية بمشفي الصليب الاحمر بهيروشيما لاكمال الهدف بعد ان اخبرتها فتاة اخري كانت تكبرها و تزاملها المشفي بالفكرة لعلها تشفي . و كانت قد شُخصت بسرطان الدم الليمفاوي الحاد. فهن من ( الهيباكوشا ) اي ضحيا القنبلة و في قول الناجين منها لوقت باللغة اليابانية. و يروي انها لم تكمل العدد و الي الان يقوم الصبية اليابانيين كتقليد رمزي و المحتفيين بالتراجيديا حول العالم من تكرار التجربة و اكمال العدد بطيهم للاوراق و تعليقها و المهادات بينهم مع التمنيات بالسلام حتي صار امر الكركي رمزية سلام ضد التجارب و الاتجاه النووي. فحتي الرئيس الامريكي السابق ( اوباما ) قام بطي الكركي لدي زيارته لليابان في تأكيده لرسائل السلام و الرمزية..
اخر السرد هل لنا في رمزية ترضي و تصبر الهيباكوشا السودانية ضحايا دارفور و النيل الازرق و جبال النوبي و فرقان الشمال النيلي و من قبل الجنوب؟ من اطفال الشوارع و المعسكرات و غيرهم العالقين بشوارع المدن .في خاطرة ان لم يكن للسياسيين و النظاميين رمزية حاضرة فالنترجل لمبدعي الفن التشكيلي عساهم. أو نكتفي ونكف بطي تجارب التاريخ المريرة.
م.أسامة تاج السر الصافي
[email protected]