مقالات وآراء

ورحل آخر الفرسان ..

موسى محمد الخوجلي

:
ورحل #سيدي الإمام

وفي ساريته عبق التاريخ

رجال خلفهم رجال

أحفاد لا أنداد لهم

ملك ذو طباع مختلفة

ومعاركه دائماً ملتهبة

مكر مفر مقبل مدبر كجلمود من الصخر

وقد أذلقه جهد النضال ولم يزلقه الطريق إليه

يتلازم مع الحاكم ومتى وجد الفرصة نازله

أسس لتاريخ يفتخر به الأنصار وأهل السودان

وحين أرزم به المرض وهزمه لم يكن مفر من التسليم

رحل بأرض لم يقاتل فيها ولم يشهر جده بها سيفاً ولا قلماً

رحل بأرض صحراء لينة طباع أهلها .. كريم سجي أميرها

فقدنا أيقونة النضال ورمز التماسك ولا ندري أي المصائب تحتمل هذه الأرض

لن ينحجر الجرح ولن يقف نزفه فالفقد وطن وسكن وملاذ

مات الفكر في ليلة دلماء وفجر لم تشرق شمسه إلا على صيحة الألم

ذهب الإمام الى الكريم واثق من رحمة ربه ساخراً من الشامتين

ترك عدوه محتاراً لا مختاراً لن يجدوا بداً من رثاء هذا الشيخ الملهم

نعم .. ملهم .. لنا وللأجيال ..

والذين كانوا ينعتونه بأقذع الأوصاف هاهم اليوم يصطفون مستقبلين لجنازته

ويعلمون أن هذا الهامة والقامة لا مثيل له بينهم فالكبير كبير وإن جرحته الثعالب والخنافس ..

لملم الإمام مذكراته عشرات المرات منتظراً هذه اللحظة ..

ولم يترك للشامتين باباً إلا أغلقه بالحضور والبهاء والتسامح ..

رحم الله السيف الممشوق والقلم الموهوب والمفكر والداهية السيد الإمام الصديق المهدي وإنطفأ سراج كان يهدي ولا يهوي ..
يهوى ولا يفسق .. عفيف نزيه شريف ..

ثم ها هي السوامر تنفض وفي معيته الخبر الحزين .. ذهاب الجنرال الذي لم تهزمه الخطوب ولا الحروب إلى رب كريم رحيم وإلى جنات الخلد إمام الأنصار وأب السودان وحفيد المهدي ..

موسى محمد الخوجلي <[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..