مقالات وآراء سياسية

من قديم الزمان “حدس ما حدس”

علي يس

•       العام الثاني لثورة ديسمبر (المسروقة) يوشك على الانصرام ، و لم يتم القصاص لشهيدٍ واحد ، و لن يتم أبداً، مادام ذلك “القسم” الذي تمّ أداؤه ذات يوم ، على “الكتاب، و الزاوية ، و الفرجار” ما يزالُ سارياً ، فالماسونية تتعهد بحماية (إخوانها) حيثما وُجدُوا ، و الماسونيون القابعون في السجن  يعلمون أن إخوانهم الممسكين بمقاليد الأمور خارج السجن لن يسلموهم ، و يعلمون أن أعيُناً كثيرة تسهر على حمايتهم ، ليس هنا فقط ، و لكن حتى داخل “محكمة الجنايات الدولية” ، و يعلمون أنّ كثيراً من الألاعيب تجري – في السودان و خارج السودان – لأجلهم..
•       وليس أول تلك الألاعيب ، و لا آخرها ، منظومة الإجراءات التي جرت و ما تزالُ تجري ، تحت عنوان (الهبوط الناعم)، و التي افتُتِحتْ بما يسمى (الوثيقة الدستورية) و اختتمت بتمزيق الوثيقة الدستورية ، و ما بين الافتتاح و الختام جرت مياه كثيرة ، تم فيها تكريس منظومة عدليّة و نيابيّة تؤمِّنُ ، تأميناً تامَّاً ، عدم القصاص ، بل و عدم المحاكمة لأيِّ فردٍ من (الإخوان الماسونيين) الذين ظلُّوا طوال ثلاثين عاماً (يضاف إليها عامان بعد الثورة) يؤدُّون واجباً مقدَّساً  في النهب و القتل و التعذيب ، بمباركة محفل نيويورك ، و محفل “الاسكندرية” في فرجينيا ، و محفل لندن و محفل  الشرق في باريس.. فالذي قد لا يعلمه الكثيرون أن من ثوابت المبادئ الماسونية (التي تبدو معظم بنودها  إنسانيّة و خيِّرة) شرعنة الاستعباد و الرق و حتى الإبادة ، و لكن ليس على أساس عنصري ، بل على أساس “حضاري” ، فإبادة الشعوب “المتخلفة” بنظر قادة الماسونية لا تعتبر جريمة ، بل عملاً خيِّراً، و لكنها تفضِّلُ ، دائماً ، أن تتم تلك الإبادة بأيدي عناصر متخلفة، و يُفضّلُ أن تكون من ذات الشعوب التي يُرادُ تخليص العالم منها. يتم استخدام تلك العناصر الغبيّة بذكاء ، و ربما قلدوا أفرادها  مناصب و درجات دنيا في سلم الماسونية ، بغرض الإفادة منهم في إنجاز أعمالٍ لمصلحة “الحضارة الإنسانيّة” من قبيل تخليصها من الأمم الرخوة المتخلفة.
•         تلك الخطوات الشيطانية لم يكن منها بُدٌّ ، ما دام المطلوب هو حماية المجرمين بالمقام الأول ، لهذا لم يدهشني أبداً أن يبدأ من وصفوهم بـ(أبطال السلام) في مفاوضات جوبا المشبوهة ، من قادة الحركات المسلحة ، أن يبدؤوا  نشاطهم بعد وصولهم الخرطوم ، ليس بزيارات لأسر شهداء الثورة ، و لا بزيارة مقابرهم الجماعية  التي طرحتهم فيها “الحفَّارات” ، و لا بمخاطبة الشعب لإبداء التزامهم بشعارات الثورة ، بل بدأوا عهدهم في الخرطوم بالدعوة إلى (احتضان العقلاء من الإنقاذيين!!!).. ما أرخص هؤلاء .. ما أرخصهم!!!..
•       لم تبدأ سرقة الثورة بالوثيقة الدستوريّة ، بل – في الحقيقة – بدأت سرقة الثورة قبل انفجارها بأكثر من سنة !!.. لا تندهش يا صديقي ، فقد كان معلوماً  لدى بعض أساطين عصابة البشير أنّ العدّ التنازلي لوجودهم قد بدأ ، و في اليوم الخامس عشر من سبتمبر عام 2018 م ، تم تدشين “رئيس وزراء الثورة القادمة” ، كانت “كلمة” التدشين هي كلمة (لا) التي جاءت بعد (نعم).. فالسيد عبدالله حمدوك الذي كان آنذاك قد وافق على تولٍّيّ وزارة مالية البشير ، كان على صلة طيبة بالكثير من وجوه الانقاذ ، مثل غندور ، أميرة الفاضل ، و صلاح قوش ، و كان عليه بعد أن كسب ثقة البشير بتلك الـ “نعم” ، وبناءً على قراءة قوش للمشهد السياسي ، كان عليه أن يكسب ثقة “الشعب” بكلمة (لا) و التراجع عن الانضمام إلى حكومة البشير ، فقد كان مطلوباً منه أن ينتظر سنةً أخرى و بضعة أشهر ، ليأتي رئيساً لوزراء “الثورة” و لابُدَّ، لكي يتم ذلك، من “صناعة” تاريخ نضالي للرجُل ، الذي لا يذكُرُ لهُ الشعب موقفاً نضاليَّاً بعد فصله من وظيفته و هجرته إلا اعتذاره عن وزارة المالية بعد أن وافق أولاً.
•        ربما لم يكن حمدوك هو الرجل الوحيد الذي يحوز ثقة الشعب ، و يصلح في الوقت ذاته لرئاسة وزارة حكومة الثورة ، و لكنه كان ، يقيناً ، الرجل الوحيد الذي يصلح لبرنامج “اللجنة الأمنية للبشير” ، فالهبوط الناعم المطلوب لا يمكن أن يتم إلا بإشراف رجل كالدكتور عبدالله حمدوك..
•       هذا ما حدث ، للأسف ، و لا عزاء لأسر الشهداء، و لا عزاء للثوار.
المواكب
علي يس <[email protected]>

‫2 تعليقات

  1. حتمًا و أكيدًا يا استاذ علي يس سنقتص لكل قطرة دم اراقها هطلات المشروع الدماري منذ ٨٩ و ان طال الزمن ،،،، و كذلك سيكون القصاص لكل من عاون تلك العصابة في الافلات الاني من القصاص المحتوم تأكد من ذلك ،،، و لا عزاء لاصحاب اجندة الهبوط الناعم و المساومة التاريخية و مرتزقة الجبهة الثورية و لجنة و هطلات البشير الامنية بربانها الفطير البرهان و الكضباشي ،،،،

  2. الثوره التصحيحه قادمه وسيتم فيها الكنس الابدي للدنس الكيزاني من كل بقعة في بلادي وكل من تعاون معهم سرا او علنا . دعاة الهبوط الناعم والمساومة التاريخية والخائن العام تاج السر الحبر والحاجه الكوزه نعمات،ونبيل اديب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..