مقالات وآراء

أيها الشوارد .. لا نجاة الا (أسرابا)

 ياسر عبد الكريم

لا مكان للشوارد … في عالم الطيور تأكل النسور البلابل الشاردة … وفي عالم الحيوان تأكل النمور الغزلان الشاردة … وفي عالم النباتات تأكل الاشجار النباتات الشاردة … وفي عالم الأوطان والبشر تأكل الاسود الحملان الشاردة …

فالاوطان القادرة الان تأكل غير القادرة ومن أجل هذا أطلق الغرب على دول شرق اسيا مجموعة النمور وكان ذلك في تسعينيات القرن الماضي قبل ان يجتمعوا ويعملوا على تفريقها حتى يسهل صيدها وأكلها …

بينما هناك دول اخرى تقع في مناطق الحملان وهي من وضعت نفسها في مكان الفريسة والغريب تصيح وتخون من يفترسها … ودول اخرى تقع في مناطق القطط .. وهناك الأسود الكبرى التي لا تترك شئيا لهذا او ذاك .. وفي ظل هذه التركيبة يصبح من الخطأ ان تترك الحملان نفسها تسير وحيدة وتكون سهلة الافتراس ومن الخطأ أيضا أن نتركها وحيدة فتلتقطها الذئاب من هنا او هناك … ولذلك يصبح من الواجب على البلابل والعصافير ان تدرك حجمها ولا تكابر وان تطير في اسراب حتى لا تلتقطها وتأكلها الصقور وتفقد أوكارها

من لم يتعظ بغيره، اتعظ به غيرُه، ومن لم يعتبر بعبر الزمان كان لغيره خبرا وكان، وإذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم!!…

ويصبح من الواجب ان تمشي الغزلان في مواكب ومسيرات حتى لا تسقط في افواه النمور … واصبح من الصعب جدا الان ان تفعل شئيا وانت وحيدا … ان اليد الواحدة الان تجد الاف السيوف التي يمكن ان تعصف بها في اي لحظة … والعربي القديم الذي جمع ابناءه يوما وأعطى كل واحد منهم عصا وامرهم بكسرها فكسروها … ثم جمع العصي مع بعضها وامر كل واحد منهم ان يكسرها … فلم يستطع … هذا الرجل البسيط كأنه كان يرى مستقبل الامة السودانية في ظل الاسود والنمور والجوارح .. كان هذا الرجل يرى مستقبل الشعب السوداني الضعيف الذي يمكن ان يسقط بين انياب الشعوب الجارحة وحكومات المحاور

ولقد جربتم السير وحدانيين بلا اسراب ولا جماعات كما جربتم ان تصفقوا بيد واحدة وفشلتم وكادت ان تذهب ريحكم اما آن الاوان تتوحدوا وتسيروا اسرابا وجماعات قبل فوات الاوان وفي تجمعكم قوة وبناء للوطن ووضعه في مكان الاسود فلم يعد هناك مكان للصغار في عالم اليوم

الآن الشركات الصناعية الصغرى تعلن الافلاس والشركات التجارية المحدودة لا مكان لها وسط النمور والاقتصاديات الهزيلة لا مجال لها على موائد الكبار ولهذا تتجه هذه الكيانات الصغيرة وتحاول ان تلتئم مع بعضها لتصنع كيانا كبيرا في ظل متغيرات دولية ساحقة وماحقة تغير فيها كل شئ

هل يمكن لحملان السودان ان تجتمع وتصنع قطيعا … وهل يمكن لعصافير الوطن ان تتجمع وتصنع سربا وتقاوم أنياب النمور… ومتى يمكن للغزلان ان توحد هدفها ولا تسقط في دنيا الشوارد ؟ ما يحدث للحيوانات والطيور يحدث ايضا لنا الآن

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..