مقالات وآراء سياسية

قحت وجماعة إفشال الثورة.. البكاء على الأطلال..

تاج السر الميرغني

 وبه الاعانة بدءا وختما وصلى الله على سيدنا محمدا ذاتا ووصفا واسما.  أما بعد..
خرج الشعب السوداني الصابر،  والمناضل،  إلى شوارع المدن والقرى، من أجل هدف واحد هو، إسقاط نظام القهر والجبروت والاستبداد. وسقط النظام القاهر المتجبر والمتاجر بالدين، بإرادة وتصميم الشعب المناضل وكالعادة في كل مرة، تدخلت الأيادي مدمنة التآمر والعمالة، تدخلت وهي تعلم تماما أن صفوف الناس في كل الأزمان  قد كان فيها ولايزال، المؤمن بالقضية والممسك بجمرة التغيير نحو الأفضل.  والمحلق في نرجسية مريضة حول ذاته، ومن له اجندة غير وطنية، ومن له أوهام زعامة وكذلك المؤمن بالهبوط الناعم بالتحالف مع تيار الإسلام السياسي،  وكل هؤلاء، ركبوا سفينة الثورة من اجل تحقيق أهدافهم، وكعادة عسكر الخرطوم مع الثورات السودانية، بدأت طلائع اللجنة الامنية في الاستعانة بجهاز الأمن والمخابرات، جهاز الاختراق وتكسير الأحزاب وزرع البصاصين وسط صفوف الأحزاب والثوار، بدأ أهل التعاون مع هذه الأجهزة في الظهور، وادعاء الثورية ومناجزة النظام وكل هذا تجده من أوهام هذه المناضل المزعوم، أو من الأجهزة المختصة، بتلميع صورة من تريد تلميعه من ثوار الساعة الخامسة والعشرين، وفود التفاهم مع العسكري واللجنة الأمنية، كان هدفهم الاساسي، العمل على فض وافشال الإعتصام ومن ثم إعلان مواقف متصلبة واستغلال حماس الشعب وتوصيل الحالة العامة إلى نقطة اللاعودة في نظر الجميع مع اوراق خفية تلعب بها هذه المجموعة الشيطانية وسط الثوار ومع الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وكل هذا من اجل بيع دماء الشهداء رخيصة للعسكر وتخدير دول العالم المهتمة بالشأن السوداني من خلال وثيقة دستورية، يصنعونها من تمر (العجوة) ومع أول امتحان ، تبدأ المساومة والبيع الرخيص.. هذا السيناريو البائس كان بدايه حرف مسار الثورة وبداية تعبيد طريق السلطة والتمكين ورسم معالم دولة جديدة بمواصفات خاصة ومنها قيام ديمقراطية شكلية  وخلق روح الاحباط وسط الجمهور، وتثبيت أركان النظام السلطوي الجديد وتدشين مسيرته بالدم والقتل والسحل إن هذه المسيرة نحو الانحدار بدات مع المفاوضين الأوائل مع العسكر، ومع ظهور من يطالب بتحقيق أهداف الثورة تم تغيير هؤلاء بمن يجيد فقط العمل لذاته ومكافأة  المنصب،  ثم توالت النكبات حتي مرحلة حكومة تصفية الثورة التى تحكم بلادنا حاليا. . إن فشل الحكومة الانتقالية لم يكن بعيدا عن التحقق نسبة لمن عمل لحرف المسار ولكن كان صدمة للشعب الثائر وكل الثوار وبما أن العاصفة الأولى لم تقنع دعاة الهبوط الناعم ومنسوبي الإسلام السياسي الإخواني، فإن العاصفة الجديدة التى نضجت  واستوت  بلاشك ستكون الوبال الأكثر وضوحا على من خانوا الثورة ودماء الثوار وأن النصر ساعة صبر ويحقق الشعب السوداني أهداف الثورة.
الحكومة الفاشلة
اعترفت حكومة حمدوك للرئيس الأمريكي المهزوم المهزلة دونالد ترمب، بجريمة لم يرتكبها الشعب وتقع مسئولية هذا الفعل بالتواطؤ أو الدعم على النظام الساقط البائد المجرم العميل، لكن حكومة حمدوك، تبرعت ودفعت غرامة جريمة لم ترتكبها ولم يعترف بها حتي النظام المتهم بها، وهذه سابقة ستدخل التاريخ ويحكى عنها الرواة ويرسمون عند كل كلمة، علامة التعجب والدهشة. ومع كل هذا الانبطاح ودفع الغرامة عن جريمة لم ترتكبها، فإن حكومة حمدوك ستقف طويلا من جديد في الصف انتظارا لعطف حكومة بايدن وتكرمها بفتح ابواب العالم لحكومة ثورة، تخلت عن الكرامة والمروءة، ووقعت في حبائل رئيس أمريكي اقرب مقاما للفهلوي في الأحياء الشعبية منه إلى رئيس دولة تقود العالم في راهنه البائس.. ولعل آخر ماوقعت فيه حكومة الثورة المضادة برئاسة الدكتور حمدوك، هو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وهو أيضا تبرع لحكومة نتنياهو المتطرفة والرئيس الأمريكي المهزوم المهزلة، وهذه خيانة ليس للقضية الفلسطينية، بل خيانة لشعب عرف بمواقف بطولية مع كل حركات التحرر في العالم والوقوف ضد الظلم والظالمين، والتطبيع تهديد كبير للأمن القومى السوداني والعربى ومع الهشاشة السياسية التى نعيشها فإن هذه الخطوة نحو التعامل مع الكيان الإسرائيلي ونتائجها يتحملها الدكتور حمدوك ورئيس اللجنة الأمنية عبدالفتاح البرهان..
في رحيل الصادق المهدى
رحم الله السيد الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومى وهو فقد كبير إذ عرف بالوطنية والسياسة والحكمة.
و اناشد الشعب السوداني بالتزام التوجيهات الصحية للوقاية من هذا الفيروس اللعين، فالحكومة انشغلت عنكم بقسمة (ميراث) البشير
أسأل المولى عز وجل أن يرفع عنا البلاء البشري و الفيروسي.

 

تاج السر الميرغني
[email protected]

٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..