شكرا لوزير العدل

أفق بعيد

فيصل محمد صالح
[email protected]

شكرا لوزير العدل

زارني في مكتبي عصر أمس الأول المستشار الدكتور النور إدريس آدم، من المكتب التنفيذي لوزير العدل، وهو يحمل خطابا رقيقا يحوي تعليقات وتوجيهات من السيد وزير العدل حول ماكتبت في هذه الزاوية حول قضية الزميل الصحفي أبو ذر علي الأمين في العدد رقم 941، بتاريخ الاثنين الثامن من أغسطس.
وقد أسرتني هذه المبادرة لعدة أسباب: أولا أن الوزير قد اطلع على ما كتب في نفس اليوم، وسجل ملاحظاته وتعليقاته على الهامش، ثم أعطى توجيهاته لنيابة أمن الدولة التي تحتجز أبو ذر لإفادته بسير اجراءات البلاغ، وفي هذا تقدير كبير لما يكتب بالصحافة واهتمام بالقضايا العامة التي تثيرها. وثانيا لغة الخطاب التي بدأت بالقول “في البدء أرجو أن نتقدم إليكم بخالص الشكر لما تقدموه من ملاحظات خدمة للعدالة وتنبيها للقائمين على أمرها”، وهذا اسلوب محترم اختفى من التداول بين المسؤولين والصحافة منذ زمن طويل، وكثير منهم لم يعد ينظر لما تقوم به الصحافة كخدمة للمصلحة العامة أو تنبيها، وإنما يعتبرونه استهدافا واستعداء يقابل بعدوانية مقابلة. وثالثا لأن السيد المستشار حضر بنفسه للمكتب رغم أنه كان يمكن أن يرسل الخطاب ويجد منا ذلك كل التقدير .
وقد قدم السيد الوزير توجيهات مباشرة لنيابة أمن الدولة لإفادته بما تم، وعرض صور الطلبات التي قدمتها أسرة أبو ذر ومحاموه، كما أبدى استعداده لمقابلة السيدة منى ابو عاقلة زوجة أبو ذر. وقد قمت بدوري بإخطار الأستاذة منى المتواجدة، لسوء الحظ، خارج الخرطوم، لكن ما يزال التشاور جار مع أسرتها ومحامييها لتقديم صورة كاملة للسيد وزير العدل عن وضع الاستاذ أبو ذر المحتجز على ذمة قضايا جديدة منذ الثالث من يوليو الماضي، وبعد أن أنهى فترة عقوبة السجن التي قضت بها المحكمة فيما عرف بقضية صحيفة “رأي الشعب”.
قضية ابو ذر كما لخصناها هنا من قبل تنحصر في أن الزميل العزيز قد قضى فترة عقوبته كاملة، لكنه لم يخرج لأن النيابة قالت إن لديها بلاغات جديدة ضده، تعود فترتها لما قبل الحكم عليه بالسجن، وكان من الممكن أن تبدأ اجراءاتها بينما هو في قبضة السجن، لكن لسبب ما، قررت النيابة الانتظار حتى يقضي فترة العقوبة.
وقد رأينا في هذا الأمر سلوكا لا يليق بأجهزة حكومية يفترض أنها تتحرى العدالة ومصلحة المواطنين، وتتعامل مع المتهم بأنه برئ حتى تتم إدانته. كما أنها لم تراعِ كون الشخص المذكور كان موجودا داخل السجن لفترة ليست بالقصيرة، ومن حقه أن يكون وسط أسرته وأهله حتى لو ظلت هناك بعض التهم الموجهة له.
ما يهمنا في هذه القضية هو أن تتحقق العدالة، وأن يحس المواطن بأنه يمثل أمام أجهزة تتحرى الحق والعدل ولا تحيد عنه.
شكرا للسيد الوزير على اهتمامه بهذه القضية والحرص على الاطلاع على مجرياتها، ولا نرجو أكثر من أن يتم الاطلاع على كل أوراق القضية، سواء تلك التي بيد النيابة أو المحامين، ثم اتخاذ القرار الصائب فيها.

الاخبار

تعليق واحد

  1. أستاذ فيصل

    والله..دى لفتة نادرة..متابعة الوزير للمواقع الإلكترونية والإطلاع على ما يدور من حوله خصوصاً إيجاده لموضوع يخص وزارته.

    أرجو صادقاً من كل قلبي بأن لا يكون الوزير قد سجل تعليقاته وتوجيهاته فقط لنيل حسنات هذا الشهر الكريم وإنما أملاً بان يكون نهجاً لفرض العدالة ومواكبة أمور الناس لكى يحذوا حذوه الكثيرين من رفاقه الذين ماتت هممهم..وانشغلوا بالحياة الدنيا

  2. أستاذ فيصل، أوعى دي تكون واحده من ألاعيبهم، هم من متين بحترموا الصحافة والصحفيين، وهسه جعفر السبكي ما قاعد في السجن برضو، وأبوذر ده ما أكمل حبسه وادين من المحكمة بسبب مقال، أنا بفتكر ده كلام فارغ ووزير العدل عايز يعمل فيها بطل على حساب قضية أبوذر، لانو عارف انو ما في قضية وده شغل بتاع سلفكة حتى ما فيهو اي قانون. الوزير عنده السلطة ليتذخل ويشطب البلاغ في مواجهة أبوذر، يعني ما في داعي يعمل مقالك حيلة عشان تشكروا وكانها خدمة طوعية

  3. السؤال هنا هل وزير العدل صاحب قرار قى الاعتقالات السياسية ؟ الاجابة لا والف لا ــ القرار لدى مصادر حزبية نافذة وهى تتحكم حتى فى القضاء ، واؤيد فيصل فى لفت النظر الى موقف بصرف النظر عن صلاحيات الوزير يعتبر ايجابى وفى كل الحالات قد يضع هؤلاء النافذين فى حرج وهذا اذا كانوا بينكسفوا ــــ الاعتقال سياسى وتصفية حسابات ولذلك لا اتوقع جديد

  4. الاستاذ المحترم جدا فيصل…..تحية و مشكور إثارتك لموضوع زميلكم المحبوس تعسفا و تضامنك معه لانه زميل و لا تضع اى اعتبار لاختلاف الوجهة السياسية مما يؤكد وعيك التام بواجبك كصحافى …… فوالله نضال الاستاذة منى ( حرم ابا ذر) و طرقها لموضوع حبس زوجها بعناد و يوميا دون كلل ايضا دليل عافية الانسان السودانى … و اهو الجماعة بقو يحسو بغليان المرجل ….

    و للاخ الزول الكان سمح ……..

    اقول يا راااجل ليك وحشه ………..مالك ؟؟؟ و الله تخيلنا انك فى اجازة عند اهلك او بارك ( بكسر الراء) فى الحرم و انقطعت للعبادة فى هذا الشهر الفضيل …. رمضان كريم … و الله يتقبل..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..