مقالات سياسية

نمرٌ من ورق!!

سهير عبدالرحيم

والي الخرطوم الأستاذ أيمن خالد نمر، تلفّت يمنةً، وتلفّت يسرى فلم يجد ما يظهر به قوته المفقودة ويبرز به عضلاته الضعيفة، إلا بالاستقواء على صالات الأفراح (الحيطة القصيرة لمحاربة كورونا).

والي الخرطوم الذي يدبج يومياً شهادات فشله الواحدة تلو الأخرى في إدارة شؤون الولاية ومجابهة الأزمات، لم يجد ما يضيفه الى فشله ذلك إلا بإغلاق صالات الأفراح.

الوالي لا يستحي أن يترأس قوة لمُداهمة الصالات وقتل الأفراح، في الوقت الذي يعبر فيه ذات موكبه بصالة فندق (القراند هوليداي فيلا) بشارع النيل، حيث إحدى الحركات المسلحة تقيم أحتفالاً صاخباً بالسلام حتى الساعات الأولى من الصباح، ولكن الرجل يصم أذنيه (ويعمل رايح)!!

هو لا يجرؤ على اقتحام أو إيقاف حفل للحركات المسلحة، ولكنه يمارس عنترياته مع أصحاب صالات الأفراح، علماً بأن ليالي الخرطوم صارت تشهد بصورة شبه يومية احتفالاً للسلام في الفندق الفلاني والمزرعة العلانية، تُصرف فيها مئات الآلآف من الدولارات، وتُهيئ فيها الطقوس لفيروس “كورونا”، ولا عزاء للمواطنين!!

الوالي نفسه، كان قد أسهم في تنظيم أكبر احتفال وحشد لـ”كورونا”، حيث الاحتفال باتفاقية السلام في ساحة الحرية!! الاحتفال جرى تحت بصره وإشرافه ورعايته، وهو يمد لسانه للصحة بأنّ لديه اتفاقية تطبيع مع “كورونا” وهي لا تأتي الى تجمُّعاته واحتفالاته!!

ثم يمضي الرجل في سياسة الكيل بمكيالين، فيسمح بالحفلات الجماهيرية في معرض الخرطوم الدولي، ويعبر بقُوته وجنوده أمام بوّابة المعرض و(يعمل نفسه ما شايف) ليذهب الى أقرب صالة أفراح ويمنع إكمال ترتيبات زواج!!

الوالي لا يشاهد التجمُّعات الكثيفة في كل شوارع ولاية الخرطوم وداخل المحليات السبع، المطاعم.. الكافيهات.. المولات.. الجامعات.. بيوتات العزاء.. ستات الشاي.. أما محطات الوقود والمواصلات العامة والمخابز ومحلات توزيع أسطوانات الغاز فتلك “كورونا” تمشي على قدمين!!

إن من حق الوالي، المُحافظة على صحة رعيته، واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة، ولكن تلك المُحافظة لا تتأتى بالعنتريات وازدواجية المعايير وطريقة الخيار والفقوس، وإنما تأتي بتطبيق اشتراطات السلامة والوقاية على الجميع، ورفع مستوى الوعي والخدمات الصحية!!

والحقيقة الماثلة للعيان إني لم أشاهد الوالي وهو يفتتح مشفىً جديداً أو حتى عنبراً، بل لم أشاهده في تفقد المؤسسات الصحية ومراقبة توزيع الدواء، أليست تلك الأولوية الأولى لمُجابهة وباء “كورونا”، ما هي إنجازات الوالي أو حتى زياراته التفقدية للمؤسسات الصحية؟!!

ماذا فعل الوالي للأطباء المُضربين والمستشفيات المغلقة والصيدليات الفارغة والدواء المعدوم..؟ ما هي خُطته مع وزارة الصحة الولائية، دعك من الاتحادية التي ترقد في نوم وثبات ما هي خُطته لإدارة ملف “كورونا”؟!!

أصدِّقكم القول، الرجل ليس لديه أي خُطة أو فكرة أو رؤية، هو فقط مشغولٌ حتى الثمالة بصراعات داخل مكتبه، وحرب التشكيك والتخوين في كل الذين حوله، لا إدارة و لا تخطيط ولا رؤية ولا مشاريع آنية ولا حتى مستقبلية ولا شيء!!

خارج السور:
على أصحاب صالات الأفراح، الكتابة على مدخل الصالة: (هنا احتفالٌ خاصٌ بإحدى الحركات المسلحة…. أو كتابة يوجد بالداخل عرمان والحلو ومني…. أو هنا الاحتفال بعيد ميلاد ابن حميدتي)!!!!!

سهير عبدالرحيم
[email protected]

* نقلاً عن الانتباهة*

‫12 تعليقات

    1. يا استاذة سهير مع احترامي الشديد عليك النبي ما تصرخي في راسنا ورااس السيد الوالي. انتى كاتبة كويسة لكن كتاباتك من النوع المحبط والمثبط يعني عايزة تورينا شنو جديد ماهو ده حال السودان مما قمنا. بعدين بدل ماتلومى الوالى انتى زاتك دورك شنو في موضوع كورونا ده، بدل تجوطي حقو تعملي حملة اعلامية تثقيفية للناس حول المرض الجديد ده او تمشي المدارس وتعملي محاضرات توعوية عشان الاطفال يعملوا حسابون وهكذا ، كدا تكوني عملتي العليك واحدثتى فرق ولو بسيط لكن بكون ملموس.

  1. اصبت يا أستاذة، فهذا الناشط وغيره صناعة قحت. نصيحتي للقحاطة او الشعب السوداني صاحب الوجيعة ان يتعاقد مع مؤسسة أجنبية متخصصة في التوظيف لحل عقدة اجادة الاختيار والخروج بنا الي بر الامان وتعيين من هم اهل لهذه المناصب بدل حقل التجارب ده.

  2. غايتو الناس لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب .. اي شي يفعله المسؤول هو خطأ ؟ حتى لو كان الامر يتعلق بالصحة ؟ والقاعدة تقول ما لا يدرك جله لا يترك كله؟

    يعنى لو لم يستطع النمر ان يوقف احتفالات الحركات المسلحة هل يترك الحبل على الغارب ؟ ربما فعلا لا يستطيع ان يوقف احتفالات الحركات المسلحة في المزرعة الفلانية او الصالة الفلانية لانها احتفالات خاصة ولكن يجب عليه كمسؤول ان يوقف صالات الافراح ان استطاع الى ذلك سبيلا..

    وسبق للكاتب سهير ان انتقدت والي الجزيرة ولم تعتذر عن الخطأ الذي وقعت فيه وقولها كان مبتوراً لانه اعتمد على السماع وما تناقلته الاخبار..

    الاخت سهير تعتمد في كتباتها على النقد فقط وهي تعتقد ان من الشجاعة نقد المسؤول كالبرهان وحمدوك وغيرهم من المسؤولين .. صحيح ما اسهل النقد ولا يعد النقد شجاعة ولكن يعد فضيلة اذا قام الصحفي بالتأكد من نفسه وكتب تقريرا او خبرا مسؤولا

  3. دا قرار اتخذه استجابة للجنة الصحية،،واللجنة الصحية تعمل بحسب إرشادات الصحة العالمية،،وبالعقل،،الولاية تستفيد من الصالات في ايراداتها،،فلماذا تضر نفسها،،،،الجامعات أغلقت ابوابها،،،،الصالات ليست مساجد،،إغلاقها إلى حين،،بالمنطق ،دولة توقف الدراسة بالمدارس والجامعات الحكومية،،وتسمح للاجنبية، ،لماذا ،لأن ضمان توفر الاشتراطات في الأجنبية أكبر، ،لقلة عدد الطلاب في الفصل الواحد،،

  4. لا لا لا يا سهير دي خرمجه منك يبدأ بالصالات ويمشي علي الفنادق مفروض يكون كلامك كدا لكن شغل الهمز والغمز مش حلو ولو مفروض يموتو كلهم او يحيو كلهم لا لا لا اعيدي هذا الموضوع فيه سوء فهم منك.

  5. اول مرة اخالفك الرأي استاذه سهير . لان صالات الافراح اساسا لا داعي لها لانها نوع من انواع البزخ والتبذير . هل يمكن ان تعطيني فائدة واحدة من هذه الاحتفالات الماجنة ؟ طبعا لا يوجد اجابة موجبة لهذا السؤال .
    والسكوت على احتفالات الحركات المسلحة ليس خوفا من الوالي نمر . ولكن الرجل نظر الى مصلحة البلد العليا وكلنا نعرف ان هذا السلام ثمنه غالي جدا جدا ولم يأتي بسهولة .
    ولكن المشهود للوالي نمر رجل جدير وما يقوم به رقم الصعاب يعتبر في حد ذلته بدرجة جيد . ويلزم علينا تشجيعه حتى يصل لمرحلة الكمال . والكمال لله وحده
    اعذريني يا استاذه سهير اول مرة اختلف معك في هذا الموضوع . وشكرا

  6. هذه السهير من ضمن جوقة صحفيي الغفله كما الطيب مصطفي وعثمان ميرغني كل يوم لون وموقف لذا تعمل بنظام سهر الجداد ولا نومو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..