أخبار السودان

اللجان.. المرحلة الابتدائية للفساد..!

عثمان شبونة

* الفساد يبدأ ببطاقة صغيرة أحياناً.. هكذا لسان الحال ونحن نتصفح مع مواطني الريف الجنوبي بأمدرمان (يومياتهم)..! فقد حضروا إلى مكاتبنا يشكون من اللجان الشعبية.. حمل المواطنون بطاقات صادرة من وزارة التخطيط العمراني (مجاناً)؛ وتبيعها اللجان الشعبية بمبالغ مالية مختلفة.. إذ وصل سعر البطاقة إلى (30) جنيهاً في قرية (الحقينة) التابعة لوحدة الريف الجنوبي الإدارية.. هذه البطاقات مستند يبرزه المواطن في يوم (القُرعة) الخاص بتسليم الأراضي؛ وبحسب الرقم المحدد في الاستمارة..! المهم أنها تحوّلت إلى تجارة..!!

* لكنني بصدد (التنشين) عموماً تجاه ظاهرة (لجنة) في السودان؛ سوى كانت شعبية أو بغرض تقصي الحقائق.. وقبل ذلك لابد من ذكر حدثين: الأول بمثابة فضيحة بولاية الجزيرة، حينما ذكرت حكومتها اسم منطقة معروفة قالت أنها انهارت تماماً بسبب الفيضانات.. ليخرج أهل القرية في اليوم الثاني ــ عبر بعض الصحف ــ مكذبين للحكومة وأنهم سالمين…! لا شك أن لجنة ما أو جهة معينة أرادت (تلجين) المنطقة حتى تحصل هذه الجهة على مبتغاها من الإغاثة..! لكن ضمائر المواطنين كانت أكثر صحواً في إحراج حكومة الولاية..!
أما الحدث الثاني؛ يتعلق بمحلية كرري التي زرناها بعد أن فعل الخريف فعلته.. فقد تشرفت بمرافقة قافلة (المروّة) وهي تضم مزيج من قطاعات المجتمع المدني فنانين ورياضيين وصحفيين وسيدات مجتمع.. كان بصحبة هؤلاء أكثر من 300 سرير جديد (ليس فيها واحد مستعمل من قبل)؛ جمعها الخيرون الذين تبنوا مبادرة (المروّة)؛ بالإضافة إلى ملابس ومؤن غذائية للمحتاجين في منطقة الفتح بأمدرمان.. لكن أحد (أقطاب) اللجان الشعبية أراد تحويل القافلة لجهة تخصه قال إن فيها 400 أسرة متضررة؛ رغم أن شباب (المروة) بذلوا مجهوداً كبيراً ــ في منطقة معينة ــ لحصر المتضررين واحتياجاتهم.. وزعوا لهم بطاقات قبل حضور القافلة؛ وذلك حتى لا تحدث فوضى..! فما كان من المعتمد وبعض لجانه إلاّ طرح (التعجيز) وعدم توفير حراسة للقافلة.. أو بمعنى أدق؛ يريدون توزيعها (على كيفهم).. قالوا أن كل شيء لابد أن يمر عبرهم..!!

* الغريب أننا حضرنا إلى مبنى المحلية ولم يخرج علينا أحد.. رغم علم السادة (المحليين) بالقافلة… ولما عرفوا أن (المروة) ستعود أدراجها أرسلوا في طلبها لتجلس مع المعتمد والذي قدّم حصة إنشاء طويلة تحتاج إلى مساحة على الورق… مع ذلك رجعت القافلة لتستقر في مكانها بدلاً عن تفريقها للمنتظرين وصولها على مضض..!

* كشفت لنا الوقائع: لماذا تذوب (الثقة) بين الناس العاديين وبين اللجان وسلطاتها، كما ذابت بيوت الطين..!! وهو موضوع حقيق بدراسة انخفاض المؤشر إلى الصفر..!!
* أما على الجانب المظلم لتاريخ اللجان؛ فلنحصي بمهل الأجسام التي تكونت لأغراض معينة؛ وماذا قدمت للمواطن أو للعدالة..؟! ستجدون محق بلا نهاية للوقت على أقل الفروض.. فكيف بمحق القيم؟!!
أعوذ بالله
ـــــــــ
الأهرام اليوم.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يعتصرنى الالم وانا ارى بلدى يضيع بكل مافى الكلمة من معنى ومعاني نحس انه لافائدة من الكلام فاى كلام لمن لايخاف الله وليس له اقل درجة من الاخلاق الانسانية دعك من ان يتحلى باخلاق المسلم لم يراعوا معاناة المساكين ولاتعب النساء ولا بكاء الاطفال من اى مادة صنعت قلوب هولاء ؟ لو كانت حجارة لحنت وبكت ارى بعينى غضب الله قادم الينا من هذا الظلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..