مقالات سياسية

اليوم العالمي للإيدز في زمن الكورونا

ياسر عبد الكريم

اليوم العالمي للإيدز مناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها في 1/ديسمبر من كل عام. بدأ إحياء هذه المناسبة سنوياً نتيجة قرار من منظمة الصحة العالمية، وهذه السنة كسابقاتها منذ عام 1981 ولقد عجزت البشرية بكل امكانياتها لأيجاد علاج لفيروس الايدز

وضع العالم المتقدم كل إمكانيات التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث لكي يجد ترياقا يحمي به شعوب العالم من مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) وسخر امكانياته لذلك ولم يألوا جهدا في الابحاث والتجارب وبينما هم منهمكون لايجاد علاج لفيروس الايدز باغتهم فيروس كورونا أشد فتكا وشراسة من الايدز

وصل العالم آفاق من العلم والتقدم في مجال الطب هي بكل المقاييس أرفع درجات التقدم العلمي في زماننا ولم ينجح هذا كله في منع إنتشار هذه الفيروسات الصغيرة التي راح ضحيتها حتى الآن الالاف وربما الملايين وخسائر بمليارات الدولارات واستطاعت فيروسات صغيرة أن تغير مفاهيم كثيرة في الحياة والكون.

وأنه من سخريات القدر أن يصبح الإيدز واخوانه من الفيروسات الاخرى هو الأمل لإنقاذ البشرية من الخطايا…الايدز اهم وسيلة لانتقاله هي المعاشرة الجنسية ولكن ابت قبيلة الفيروسات الشرسة الا ان تتضامن مع الايدز وتكمل على الباقي …وتمنع الاختلاط او التباعد الاجتماعي وقالوا لنا هذه فرصة يابني البشر أن تعود فيه للعلاقات الرومانسية بريقها ويسرى الدفء في قصائد الغزل العذري من جديد .. نعم هو فيروس الايدز في زمن الكورونا …
عندما ظهر فيروس الايدز كان يصيب الغرب بالرعب بينما نحن ندير له ظهورنا ولا نتناول أخباره إلا بإقتصاد شديد وحتى الان لا توجد احصاءات نستند عليها وكأنه خرافة هل هي رغبة في عدم التصديق من أجل مزيد من الإغراق في الملذات؟ ونفس الحال الان مع فيروس كورونا لا يجد من يسخر منه ويستهزئ به إلا نحن ولا أدري هل هو نوع من الثقة الزائدة في أجهزة مناعتنا؟.

فالبعض يرتدي ثوب الحكمة أحياناً ويسأل كيف تضمن ألا يصيبك هذا المرض بارادة ربنا او عن طريق الخطأ هذا سؤال ليس فيه حكمة فشتان بين أن يصيبك القدر ببلاء لا ذنب لك فيه فيصبح إختباراً وتثاب عليه وبين أن تلقي بآيديك الى التهلكة وتضر نفسك وغيرك وتندم حيث لا ينفع الندم

عجز العالم في إحتواء هذه الفيروسات القديمة والحديثة والاكثر خطرا وأعلنت اكثر دول العالم تقدما في التكنولوجيا عجزها التام ورفعت الرآية البيضاء وقالت :ان هذه الفيروسات خرجت عن السيطرة وسيتم متابعتها فقط حتى تتوقف والسؤال الكبير : من هو الذي سيوقفها؟

لقد ثبت للانسان أنه سوف تبقى مساحات كبيرة وشاسعة في هذا الكون بعيدة تماما عن متناول يده فهذا الانسان المتسلط الذي يمارس كل الاعمال الوحشية ويتغني باسم الحضارة ويستطيع ان يمشي بدباباته وصواريخه وأبحاثه المتطورة في هذه الارض وفي لحظة هذه الارض تنتج فيروسات صغيرة تقلب موازين الجبروت والعلم والعلماء…
هذه الفيروسات بما فيها الايدز والكورونا والسارس وغيرهما انها تدق طبول الحق حينما ترتفع سحابات الضلال .

متى ستوقف هذه الارض انتاج فيروساتها وترحم بني البشر ؟ لا أحد يعلم جنود ربك الا هو

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..