
تابعت بالأمس في برنامج غرفة المتابعة في الفضائية السودانية تعليقات الأستاذ عمار عوض على إفادات السيد رئيس الوزراء. وقد أخذ عليه خاصة في الجانب الاقتصادي . وأخذ عليه تكرار الإجابات بعد عام ونصف من تسلمه مهامه .ووصل الأمر إلى طلبه إعادة تقييم عمل الوزراء بمن فيهم حمدوك نفسه! سؤالان يطرحان نفسيهما بقوة .هل تبدلت الأسئلة حتى تتبدل الإجابات ؟ فمن يسألون صحافيون لهم تقديرهم ولكن ليسوا مختصين في الاقتصاد . لذلك يكتفون بنقل أسئلة الشارع وهذا ما ظهر على الأقل في اللقاءات المذكورة . تذكرت بيت شعر أبي نواس الذي وضعه اديبنا الراحل الطيب صالح في روايته مريود
آخذ نفسي بتأليف شيئ ***** واحد في اللفظ شتى المعاني
فعندما يقول رئيس الوزراء نعمل على كذا في الجانب الاقتصادي .فالإجابة حتى ولو كانت هي نفسها ، تختلف بعد المؤتمر الاقتصادي عما قبله .وتوفر الوقود يختلف عن انعدامه ولئن كان الهدف النهائي هو حصول المواطن له ، فلا يمكن اهمال الفارق بين الحالتين . فوجود الوقود ، يركز على المشكلة الإدارية فقط بتحييد دور الامكانات اللازمة لاستيراد والتركيز على المشكل الإداري أو أي من تبعاته .لكن الأهم أن المعلقين سواء أكانوا في الفضائية أو مواقع التواصل الاجتماعي ، لم يركزوا على أن إجاباته دائماً تركز على الاستراتيجي والمدى الطويل . ويتحاشي ضرب المواعيد لتداخل العوامل التي يمكن أن تؤثر فيها. ثم وفقاً للوثيقة الدستورية ، من الذي يقيم ؟ أليست الحاضنة السياسية التي أدى اتساع التحالف بالمشارب المختلفة إلى عدم إجازة أي ميزانية حتى كاد العام أن ينقضي ؟ أم ليست الحاضنة التي لم تكون المجلس التشريعي حتى يوم الناس هذا وهو المنوط بمراجعة أداء الحكومة ؟
الانشغال بهذا ، صرف الأنظار عن نقاط مهمة . فإذا لم يحسب لرئيس الوزراء وحكومته إنجاز ملف السلام ورفع اسم السودان من القائمة الملعونة ،فما الذي سيحسب لحكومته ؟ لكن الأسوأ على الإطلاق ، هو التغافل عن ضخ الدماء في لقائه في الفعل الثوري.بتأكيده على أن لجنة إزالة التمكين وعملها يمثلان روح الثورة ولن يتم حلها رغم التسريبات الكثيرة والتصريحات السالبة من رئيسها والقادمين الجدد . علاوة علي موقفه الواضح في رده على تصريحات الكباشي التي أستحسنتها الروح الثورية في الشارع السوداني واحتفت بها .
وفي الحديث عن الأجوبة المتكررة ، لماذا على الأقل كما التعبير عن الاستياء مما لم يعجبهم في الجانب الاقتصادي مثلاً ، لم يتم الاحتفاء بإجابته المتكررة عن تضايقه بعبارة شكراً حمدوك ؟وتكراره في الحديث عن الحاضنة السياسية والشراكة مع العسكر؟
أعتقد أن حمدوك قد حدد مواقفه في اللقاء . ووضعه قد جعله يتعامل مع ثقوب الوثيقة الدستورية .وواجداً نفسه مضطراً على السير في حقل الألغام التي تتبدل من مرحلة إلى أخرى .لذلك يكثر تأكيده على الثقة في العبور وتحقيق الأهداف المرجوة من الثورة مستعيناً بصبر يحسد عليه .فلا يليق ظلمه وتقليل جهده.
معمر حسن محمد نور
[email protected]
أحسنت يا معمر .. فقد أنصفت السيد حمدوك بعد ان انهالت عليه الانتقادات الحادة – عقب لقائه الاخير في التلفزيون- من اتباع النظام البائد من صحفبين وغيرهم .. أولئك الحربائيين الذين يدعون تأييد الثورة وهم في واقع الامر ضدها وقلوبهم تهفو الى نظامهم البائد