مقالات وآراء سياسية

ما يريده المواطن من الحكومة الجديدة

د. عبدالمنعم احمد محمد

اعتقد ان اهم ما يواجه الحكومة المنتطرة هو معاش المواطن وبالتحديد ثلاث سلع ضرورية وهي الوقود والخبز والدواء.

في ظل الازمات المستمرة في هذه السلع لا يهم المواطن ان يسمع اخبارا عن أي شيء خلاف ما يراه بعينيه وما بعيشه يوميا من معاناة تجعله يقف بالساعات انتطارا للمواصلات او الخبز او الجري خلف دواء لمريض.

منظر الصفوف أمام محطات بيع الوقود والمخابز والارفف الخالية من الدواء يشير بوضوح الي الحكم على الحكومة بالفشل.

أي تبرير بشأن ما يعيشه المواطن لن يجد من يقنع به. هذه حقيقة لابد من الاعتراف بها.الكل الان ينتظر ما تسفر عنه الايام القادمة والتحدي الكبير أمام الحكومة هو النجاح في حل هذه الازمات.صحيح ان الظرف الذي تمر به البلاد ظرف دقيق وصعب. وان كل وكن من بلادنا يئن بالشكوى من الغلاء والندرة والضغط على المواطن بلغ مبلغا لايمكن أن يتحمل المزيد منه لن يذوق الناس طعما للسلام ولا رضي عن الفترة الانتقالية الا اذا لمس ذلك تغييرا في معيشته.

يجب الان ان يفهم كل من سيتولي مسؤولية ان التحدي في أن يبلغ السودان مبتغاه متعلق بمعيشة المواطن.الجائع لا يسمع ولا يرى والذي لايجد ما يوصله لعمله لن ينتج شئيا وكذلك المريض الذي لا يجد الدواء.نعم حققنا ثورة ووقعنا وثيقته وحققا السلام ووضعنا اسسه. لكنها كلها تبقى حبرا على ورق ان لم تنزل للواقع الذي يعيشه الناس.كل الكلام عن التطبيع وعن رفع اسم السودان من قائمة الارهاب والسلام واشراك هذا أو ذاك لا معنى له ولا يجد صدى اذا لم ينعكس ذلك على الاقتصاد ايجابيا .

المتوقع ان تجعل الحكومة من اول واجباتها ان تلتفت وتسخر كل جهدها لحلحلة مشاكل المواطن حتى يعمل من أجل البلد.في استطلاع للمواطنين في احد وسائل التواصل الاجتماعي احزنني ان يتمنى بعض المواطنين عودة النظام البائد لما يرونه من تردى في معيشة الناس.
منتهي الصدمة ان تتمنى الضحية عودة جلاديها لأنها تعيش واقعا أسوأ مما كانت تعيشه من قبل.ذلك هو اليأس والاحباط الذي بدأ يضرب عقول ونفوس الناس. وهذا ما يريده أعداء الثورة وكانوا يتمنون الوصول اليه.

الفترة القادمة وبعد تشكيل الحكومة المرتقب وربما المجلس التشريعي يجب أن توجه الحكومة كل طاقتها من أجل معالجة امر الاقتصاد لانه هو الذي يحدد فشل الحكومة من نجاحها.اتمنى ان تضع الحكومة الجديدة نصب عينيها الازمات هذه وان تعمل على حلها بأسرع وقت ممكن بالرغم من كثرة التحديات والصعوبات ولنثبت فعلا للداخل قبل الخارج ان ثورتنا بخير وانها ماضية في طريقها الصحيح وهذا هو الرد العملي على من يريد الرجوع بنا للخلف.يجب علينا كسودانيين ان لا نفقد الأمل وان نثق في قدراتنا وأننا فعلا قادرون على تجاوز الصعاب وأننا نستحق ان نحيا حياة افضل.

د. عبدالمنعم احمد محمد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..