وداعا الرائع حمد الريح. .. صغارك مشتهين ترجع

جفت عناقيد العنب وجفت ينابيع الطرب

نعم برحيلك دكتور حمد الفنان الانسان جفت عناقيد العنب حزنا. ولكانك كنت تحس بانك راحل عماقربب . تاركنا للزمن الصعب نعم جفت عناقيد العنب ومعها برحيلك جفت ينابيع الطرب الاصيل.
فبرحيلك ففي كل عين دمعة وفي كل قلب لوعة وفي كل حلق عبرة.ففي كل بيت عزاءوفي كل مدينة وفي كل قرية ماتم. وفي كل شارع سرادق.

لا ادري كيف ابدا الكلام عن هذا الفنان الاصيل الدكتور حمد الريح الراحل المقيم. هذا الاستاذ الفنان المهذب الخلوق وانا في الثلث الاخير من الليل والساعة اعلنت الرابعة صباحا.

وعلى الرغم من اننى اعلم ان الكتابة بالنسبة لى عن هذه القامة والهرم السوداني ضربا من المغامرة
ولكن لاباس من ان نغامر من اجل هذا الفنان المبدع .وهكذا انا اكتب وانداح صوت المؤذن للفجر نديا من بنغازي عروس البحر- ولعلها ساعة اجابة اسال الله ان يتقبله قبولا حسنا ةان يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء في يوم الجمعة المبارك
لاادري كيف ابدا الكتابة او الحديث ؟هل اتناول رحيله المر والساقية لسة مدورة ام جفت عاقيد العنب
ام انتاول كلماته العذبة المنتقاة ام الحانه الرائعة ام شخصيته حمد الانسان انا زول من الغبش
فالكتابة عن فنان قامة مثل حمد لايقدر عليها الامن حباه الله الملكة والعبقرية وملك ناصية البيان وان يكون يراعه طوع البنان
نعم فان الكتابة عنه في مثل حالتي كما ذكرت فهي ضرب من المغامرة
اذكيف يمكن ان اتكلم عن عمر من العطاء الثر والابداع عبر كل هذه السنين والحقب
فالدكتور حمد كان محظوظا في نشاته في جزيرة توتي الخضراء فهويصبح ويمسى على النيل وامواجه واوزه وخضرته وجروفه والذى انعكس في فنه وابداعه وسلوكه

ولقد كان محظوظا لانه جايل المبدعين من كبار الفنانين والشعراء المطبوعين والذين لايسع المجال ذكرهم.وكما كان محظوظا حيث عمل في مكتبة اعرق جامعة ومؤسسة تعليميةفي السودان بجامعة الخرطوم
كل هذه العوامل ونشاته واسرته وجو توتي الاسري كل هذه العوامل متضافرة كونت شخصية الدكتور حمد الفنان المميزة حمد الفنان الملتزم الخلوق المبدعوعلاوة على ما خصه الله به من موهبة وملكه فريدة
فلاستاذ غني لجميع الفئات والطبقات-وكما تغني بكل اشعار المدارس الشعرية المختلفة ساعدته ثقافته في ان ينتقى اجمل الكلمات وان يضع اجمل الالحان العذبة . فلا يستطيع احد ان يحصره في مدرسة محددة او لونية معينة . فهو بحق مدرسة فريدة بذاتها

فاذا غنى للزمن وتقلباته ادهشك واذا غنى للوطن اطربك واذا غني للغربه والحنين ابكاك ةاذا غنى للحبيب اشجاك واذا غنى للجمال امتعك
ففنه قديم متجدد وجديد متجذر. فالحديث عن الدكتور حمد الاسطورةلن ينتهي ومهما يكتب عنه الكتاب والنقاد فلن يوفوه حقه.
وسيظل الاستاذ خالدا بفنه الرائع وما خلفه من ارث عظيم على مر الاجيال . وسيكون فنه وابداعه مصدرالهام لللاجيال القادمة ومجالا للبحث والتنقيب لكل الدارسين والباحثين في تاربخ الفن واالغناء السودانى والطرب الاصيل
الارحم الله الاستاذ والموسيقار حمد الريح
اللهم ارحمه رحمة واسعة واغفرله وادخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا. والهم اهله وذويه الصبر والسلوان