مقالات وآراء

مابين الحرفية و الصناعة خارطة طريق

م . أسامة تاج السر

السودان بلد غني بالموارد المتنوعة حد الطخمة و تزداد بتصنيفها و أعادة تعريف جزئياتها و امكانية تفجيرها علي ضوء الاسواق و الحاجة الملحة دوما لمنتجات و مستهلكات سوي للاكتفاء الذاتي بالبلاد أو للاسواق العالمية.الامر الوارد و المحتمل بعمق تخطيط و حسن ادارة.

تأتي الاسباب المعروفة و ترتيبها اولا بالخلل الباين سياسيا لوجها العمل العام و النخب بحيث لا تجد المناولة و المشاكسة من خلال مفاصلة الانتاج و مشاريعها بل ما زالوا في الطور الاولي للتشكل و معارك الانتماءات و الانتصار لها و سباق السلطة التي تقرع لها طبول الحرب و التدويل ( الشكية للخارج).و اخيرا اكتشفنا حلولنا تبدأ من الداخل و كذلك هدمنا و هزيمتنا.و خيرا فعلت منظومة الحكم الانتقالي بتركيبتها المتناقضة و العجيبة بلملمت الاطراف.و( شكرا حمدوك لجعله السلام اولوية و واقع ) و هي نظرة اقتصادية اشترطها الرجل في المقام الثاني باعتبار الاول أنساني بحت وضرورة و قاعدة لاي عمل.و اظن اغلب دروس الاقتصاد تبتدر بشرط التهيئة المجتمعية السليمة لاستقبال رؤوس اموال وجلة بطبيعتها.

في مدخل و اهتمام عابر للصناعة بالبلاد لابد من رسم خارطة طريق و أستراتيجيا عامة تتكون من توصيات لمؤتمرات العارفين بالاقاليم المختلفة للبلاد سوي من مسؤولي المؤسسات أو الغرف الصناعية و التجارية و اصحاب الاموال و النقابات المهنية و حتي خبرائنا بالخارج تهتم بالقفز السريع و توطين المستهلكات و الضرورات اولا. مثلا توفير مدخلات الانتاج و تصنيع أولي لكثير من الخامات الامر المعرف بقيمة مضافة Value Added تفتح الطريق لانتعاش اقتصادي سريع علي الاقل بتوظيف الايدي العاملة اي ايجاد فائض قيمة العمل التي تنعكس علي الدخول و المواطنيين.

و في ذلك لابد من تهيئة البنوك العاملة و توجيه صريح و صارم لها بدعم الانتاج و لا شي غير الانتاج.و ان كان لابد من استثمار بالخدمات و التشغيل للمرافق العامة يبقي امر الشركات ذات المساهمة العامة (Shareholding Company) ضرورة و اولوية صنوا مع الانتاج.بالتالي نتوقع صدور منفستو قانوني لتوجيه تلكم البنوك ورؤوس الاموال و ودايع المواطنيين فيما ينفعهم بجملة و جمع.و برامج و استراتيجيا تولد القرارات للحماية و توطين الصناعة.فليس من المعقول منافسة منتج وطني باجنبي بارض الوطن.!

الأعمال الحرفية فن و ثقافة مجتمع منتج يجب احيائها و بعثها و دعمها بكل السبل فهي بالاساس توطين للصناعة و ثقة مجتمعية تظهر ثقافتنا و مساهمتنا كسودانين اتجاه العالم. علما التفرد الجغرافي للسودان و شعوبه و توسطها المتموضع و عمقها التاريخي لا يخلو من مزايا القيمة الفريدة للمنتجات و المتخلق فيما بعد لابداعات حاملة للوصمة. و المدللة فيما بعد لبصمة انتاجية و نهكة لها مكانتها بالاسواق العالمية و بين ثقافات الشعوب الشاخصة من خلال منتجاتهم.فكمثال لا تغيب العين الفاحصة للمنتج الصيني التقليدي او لاي بلد خصوصا الحرفية منها.فالتراث السوداني و الحرفية التقليدية لنا تعج بالتنوع و التعدد.فمعرض ( صنع بالسودان ) المدعوم من مؤسسية الدولة خير دليل علي ان الخامة البشرية و المبدعة متوفرة تنتظر النـقـلـة اي من الحرفية لصناعة ذات أساس انتاجي هندسي و اقتصادي.

ما نراه انسب للمرحلة هو خلق ادارة صناعية هندسية و اقتصادية تجارية فاعلة و سريعة التدخل للاخذ بعينات محددة و دراستها اقتصاديا لبحث فرصة تسويقها و انتاجها الكثيف mass production. تستصحب المورد البشري نفسه اي الحرفي البوتقة الفاعلة و المبدعة و ايجاد المنصة التي تليق به. فعثرة الحرفية الي صادار و عالمية هي شح انتاجها و عدم قولبتها molding بضبط معايير صناعتها و هو نوع تطوير ضروري للمنتج و تقييس لدولية و أسواق.

نعم قد ينافي القول بضبط النمذجة للاعمال الفنية و الاكثر صرخة بالاتجاه و هو تميز غير و مخالف للمنتجات الحرفية التي قصدناها لانتاج كثيف و مثال لها الكنز الفني بشارع الغابة و الاعمال الخشبية و الابنوسية المعروضة بغير مكانها و ايدي لفنانين لم تجد من يظللها من حرقة الشمس ناهيك من تشجيع و تأهيل لانسانية ترتقي لاعترافهم لذاتية و اثقة لتوقع علي اعمالها و حقوق ملكية تكسب اعمالهم قيمة مضافة.

هناك شق التدريب و التاهيل الحرفي و احياء الاتجاه التعليمي له بكل تفاصيله نعم هو امر ضروري و سبيل لابد منه لانجاز السابق من تَرائي سردناه هنا لكنه يقع ضمن استراتيجيا البلاد الاقتصادية و منهج تعليم بالمدارس الغير تقليدي و مبتكر و ليس وزارة صناعة او تجارة فمنهجية التعلم و مدارسها النظرية تفارق نفسها بتغيرات العصر و ضرورات الواقع المتسارع مثال ( جائحة الكورونا الكوكبية ) فعامل التباعد اخل بكل المعايير و هندسة المكان و تقليدية التواجد الفيزيائي للاجساد البشرية.و هو امر لو سارات البشرية بتقليديتها المعهودة به لهلكت. فالبقاء للاصلح هنا دعة التفكر خارج الصندوق و التكسب المبكر فهل حملنا معاولنا و ازاميلنا الي فضاء مدرسي جديد.

م.أسامة تاج السر الصافي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..