
يعتقد الكثيرون أن نجاح البنك بسبب كثرة الأموال فيه. الحقيقة ان نجاحه هو بسبب ثقة العملاء فيه. إذا فقد الناس ثقتهم في البنك وهرعوا لسحب أموالهم يفلس وينهارمالم تسنده الدولة عبر البنك المركزى ( أبو البنوك) . فكرة البنك تقوم على فرضية انه من النادر جدا أن يسحب كل العملاء المودعين كل أموالهم في وقت واحد. وعلى هذا فالبنك يعمل بأكثر من الأموال المودعة فيه فعليا . يستثمر جزء من الأموال ويبقى بعض منها لمواجهة سحوبات العملاء. نسبة صغيرة من هؤلاء يسحبون مبالغ أقل بكثير من الأموال المودعة. إذن البنك يستثمر في الوقت مراهنا على فكرة عدم إتفاق المودعين لسحب أموالهم كلها في نفس الوقت .
أوقفت ثورة ديسمبر2019 المجيدة في السودان فسادا يصعب وصفه. فساد بتدبير السلطة السابقة ورعايتها ومشاركتها . فساد رسمي محمي بقوة السلطة تغلغل في كل المناحى واتخذ اشكالا في غاية المكر. بعد سقوط النظام الفاسد وزوال القوة الحامية للفاسدين كان البديهي لجوء هؤلاء إلى المراوغات و المكايدات لتعطيل مسيرة الثورة بعد أن يئسوا من قتلها و وأدها . استغلوا عدم جاهزية قادة الثوار للتغييرالسريع لموازين القوى . استغلوا ضعفاء النفوس والمندسين وتلاعبوا بالأولويات حتى يكسبوا الوقت. كسبو وقتا ثمينا مكنهم من إخفاء جرائمهم وخلط الكيمان أو التسلل خارج السودان .
عكس عملية الثقة في البنك هنالك اللاعبون بالزمن المتاجرون بالأزمات. هؤلاء الأشرار يجيرون الزمن لصالحهم للإثراء على حساب آلام الفقراء . يتخذ هذا اللعب غير النظيف أشكالا متعددة. منها إحتكار السلع وتخزينها وإطلاقها في توقيتات محددة . ومنها إغراق السوق لإقصاء المنافسين ومنها إضعافه أوإغلاقه بإخراج الروافد من العملية الإنتاجية أو تعطيل التغذية اليومية. أحيانا يتم تأخير وصول الإمدادات من السلع الإستراتيجية كالدقيق والغاز والجاز والبنزين إلى منافذ البيع . قد يحدث ذلك بتعطيل رافعات الميناء (الكرينات).أو تعويق عمليات التفريق والشحن . تأخير الشاحنات التي تنقل الدقيق والغاز والجاز. تقليل كميات الدقيق الواصل للمخابز وتأخير تسليمها. التلاعب بإمدادات التيار الكهربائي . المضاربة في الدولار والتحكم في سعره وكمياته في السوق الموازي . إرباك المواسم الزراعية. التحكم في أسعار المحاصيل. التدخل في عمليات الصادر والسلع المستوردة . الطعن في سياسات الحكومة وقراراتها . التسفيه و التشكيك وبث إشاعات الندرة وإثارة الهلع والكذب الضار و التيئيس .
ازمات الخبز والوقود والغاز والمواصلات إمتدت لشهورعديده. لكن بنهاية اليوم يعود كل شخص لأسرته بالخبز أو على أقل تقدير اكثر من تسعين بالمئة منهم يجدون خيزا. لكنها سياسة اللعب بالوقت. ا هنالك من يتحكم بدهاء شديد في أوقات الإمداد والشحن والتسليم و حتى في أوقات العمل المثمرة . التوقف ساعات الذروة بمختلف الحجج . في الأفران الكهرباء والعمال وفي المواصلات الوقود والكباري وحركة السير. تعطيل طرق حيوية. عدم وجود شاحانات (دفارات) لنقل الغاز والجاز من المصفى .التأخير في عمليات شراء ووصول البواخر . تأخيرات القطارات. تقليل التكرير وخروج مرابط السفن والتفريق من الخدمة و.و.و.
لنفرض أن نصف من بالصف قرر أن يترك الفرن ويقضي يومه بالبدائل . قراصة أو عصيدة أو أرز أو مكرونة بالصلصة أوحتى بسكويت أو كيك بالشاي. تخيل ماذا سيحدث؟ سيأخذ الباقون في الصف خبزا أكثر من حاجتهم الفعلية بسبب الهلع . سيفسد لديهم ولن يكرروها ثانية. سيبقى الرغيف في المخبز يجده المحتاج بسهولة. في اليوم التالي يستخدم الباقون هذه البدائل أيضا. غالبا ستنجلى ازمة الخبز وتختفي الصفوف . هنالك من يتاجرون بهلع الناس ويتحكمون في وقت حصولهم على السلع . هؤلاء الأشرار في الحقيقة يتاجرون بعاطفة الأمومة والأبوة تجاه الأطفال. الآباء والأمهات تسوقهم خطاهم نحو المخابز شفقتهم على أطفالهم . فأنظر يارعاك الله حجم الجريمة.
الدولة لديها القوانين والقوة التنفيذية الرادعة والمعلومات الدقيقة والموارد الضخمة من شاحنات وقطارات وغيرها. الحكومة الإنتقالية لديها الأهم. لديها التفويض الثوري وأحلام الكادحين في عيش كريم . فما الذي يجعلها تتردد في إتخاذ القرارات الصحيحة التي تردع المتلاعبين بأقوات الشعب وأوقاته المبددون لأحلامه المشروعة في حياة كريمة ؟
هؤلاء اللاعبون على وتر الزمن بالتعطيل والتسويف والتأخير والمماطلة وإطلاق الإشاعات والإغراق والإغلاق . المتاجرون بالأزمات المتغلغلون في دهاليز الدولة يمكن هزيمتهم بضرب مصالحهم ببعضها البعض . قراءة إتجاهات السوق بصورة صحيحة . دراسة البيانات والتفكير في الإحتمالات. توفير السلع بأسعار معقولة . تغيير المتقاعسين الضعفاء والمترددين في تنفيذ أهداف الثورة . كسر الإحتكار وفتح المجالات للتنافس . هل يملك أي شخص اموال تفوق أموال دولة بها أكثر من أربعين مليون شخص ؟ هل سمعتم بصفوف لشراء البسكويت وتحديد سقف أعلى لبيعه ؟
العنوان أعلاه فكرت فيه كعنوان لرواية لكني وجدت أن الواقع يفوق الخيال غرابة . أنتج الأشرار في العهد البائد أساليب جديدة وعجيبة في الفساد والإفساد والمكر والخداع والإحتيال والإستغلال . كيف يستغل هؤلاء عقولهم التي أكرمهم بها الخالق ليضروا بها الضعفاء من خلقه ؟
أوقفت ثورة ديسمبر2019 المجيدة في السودان فسادا يصعب وصفه. فساد بتدبير السلطة السابقة ورعايتها ومشاركتها . فساد رسمي محمي بقوة السلطة تغلغل في كل المناحى واتخذ اشكالا في غاية المكر. بعد سقوط النظام الفاسد وزوال القوة الحامية للفاسدين كان البديهي لجوء هؤلاء إلى المراوغات و المكايدات لتعطيل مسيرة الثورة بعد أن يئسوا من قتلها و وأدها . استغلوا عدم جاهزية قادة الثوار للتغييرالسريع لموازين القوى . استغلوا ضعفاء النفوس والمندسين وتلاعبوا بالأولويات حتى يكسبوا الوقت. كسبو وقتا ثمينا مكنهم من إخفاء جرائمهم وخلط الكيمان أو التسلل خارج السودان .
عكس عملية الثقة في البنك هنالك اللاعبون بالزمن المتاجرون بالأزمات. هؤلاء الأشرار يجيرون الزمن لصالحهم للإثراء على حساب آلام الفقراء . يتخذ هذا اللعب غير النظيف أشكالا متعددة. منها إحتكار السلع وتخزينها وإطلاقها في توقيتات محددة . ومنها إغراق السوق لإقصاء المنافسين ومنها إضعافه أوإغلاقه بإخراج الروافد من العملية الإنتاجية أو تعطيل التغذية اليومية. أحيانا يتم تأخير وصول الإمدادات من السلع الإستراتيجية كالدقيق والغاز والجاز والبنزين إلى منافذ البيع . قد يحدث ذلك بتعطيل رافعات الميناء (الكرينات).أو تعويق عمليات التفريق والشحن . تأخير الشاحنات التي تنقل الدقيق والغاز والجاز. تقليل كميات الدقيق الواصل للمخابز وتأخير تسليمها. التلاعب بإمدادات التيار الكهربائي . المضاربة في الدولار والتحكم في سعره وكمياته في السوق الموازي . إرباك المواسم الزراعية. التحكم في أسعار المحاصيل. التدخل في عمليات الصادر والسلع المستوردة . الطعن في سياسات الحكومة وقراراتها . التسفيه و التشكيك وبث إشاعات الندرة وإثارة الهلع والكذب الضار و التيئيس .
ازمات الخبز والوقود والغاز والمواصلات إمتدت لشهورعديده. لكن بنهاية اليوم يعود كل شخص لأسرته بالخبز أو على أقل تقدير اكثر من تسعين بالمئة منهم يجدون خيزا. لكنها سياسة اللعب بالوقت. ا هنالك من يتحكم بدهاء شديد في أوقات الإمداد والشحن والتسليم و حتى في أوقات العمل المثمرة . التوقف ساعات الذروة بمختلف الحجج . في الأفران الكهرباء والعمال وفي المواصلات الوقود والكباري وحركة السير. تعطيل طرق حيوية. عدم وجود شاحانات (دفارات) لنقل الغاز والجاز من المصفى .التأخير في عمليات شراء ووصول البواخر . تأخيرات القطارات. تقليل التكرير وخروج مرابط السفن والتفريق من الخدمة و.و.و.
لنفرض أن نصف من بالصف قرر أن يترك الفرن ويقضي يومه بالبدائل . قراصة أو عصيدة أو أرز أو مكرونة بالصلصة أوحتى بسكويت أو كيك بالشاي. تخيل ماذا سيحدث؟ سيأخذ الباقون في الصف خبزا أكثر من حاجتهم الفعلية بسبب الهلع . سيفسد لديهم ولن يكرروها ثانية. سيبقى الرغيف في المخبز يجده المحتاج بسهولة. في اليوم التالي يستخدم الباقون هذه البدائل أيضا. غالبا ستنجلى ازمة الخبز وتختفي الصفوف . هنالك من يتاجرون بهلع الناس ويتحكمون في وقت حصولهم على السلع . هؤلاء الأشرار في الحقيقة يتاجرون بعاطفة الأمومة والأبوة تجاه الأطفال. الآباء والأمهات تسوقهم خطاهم نحو المخابز شفقتهم على أطفالهم . فأنظر يارعاك الله حجم الجريمة.
الدولة لديها القوانين والقوة التنفيذية الرادعة والمعلومات الدقيقة والموارد الضخمة من شاحنات وقطارات وغيرها. الحكومة الإنتقالية لديها الأهم. لديها التفويض الثوري وأحلام الكادحين في عيش كريم . فما الذي يجعلها تتردد في إتخاذ القرارات الصحيحة التي تردع المتلاعبين بأقوات الشعب وأوقاته المبددون لأحلامه المشروعة في حياة كريمة ؟
هؤلاء اللاعبون على وتر الزمن بالتعطيل والتسويف والتأخير والمماطلة وإطلاق الإشاعات والإغراق والإغلاق . المتاجرون بالأزمات المتغلغلون في دهاليز الدولة يمكن هزيمتهم بضرب مصالحهم ببعضها البعض . قراءة إتجاهات السوق بصورة صحيحة . دراسة البيانات والتفكير في الإحتمالات. توفير السلع بأسعار معقولة . تغيير المتقاعسين الضعفاء والمترددين في تنفيذ أهداف الثورة . كسر الإحتكار وفتح المجالات للتنافس . هل يملك أي شخص اموال تفوق أموال دولة بها أكثر من أربعين مليون شخص ؟ هل سمعتم بصفوف لشراء البسكويت وتحديد سقف أعلى لبيعه ؟
العنوان أعلاه فكرت فيه كعنوان لرواية لكني وجدت أن الواقع يفوق الخيال غرابة . أنتج الأشرار في العهد البائد أساليب جديدة وعجيبة في الفساد والإفساد والمكر والخداع والإحتيال والإستغلال . كيف يستغل هؤلاء عقولهم التي أكرمهم بها الخالق ليضروا بها الضعفاء من خلقه ؟
منير التريكي
[email protected]
[email protected]
ما هو الدليل على ما تقول ؟ اعطنا دليل على ما تقول فقط فيما تدعيه أنت من عملية (يحدث ذلك بتعطيل رافعات الميناء (الكرينات).أو تعويق عمليات التفريق والشحن ) , من الذين قاموا بذلك ؟
المشاكل الاقتصادية الحالية مسؤولة عنها الحكومة الحالية كفى بيعا للاوهام ,
فجأة تعطلت كم رافعة وتكدست البضائع واخذنا نبحث عن موانئ اخرى. وطبعا لن تجدذ أدلة في كثير مما يحدث اكثر من ثلاثين هل وجدت دليلا لكن الضرر حاصل والمعاناة ترهق الطيبون.