مقتل رستم غزالي الصندوق الأسود لعائلة الأسد

العرب
بيروت – قالت مصادر قريبة من النظام السوري إن رستم غزالي الرئيس السابق لشعبة الأمن السياسي في الجيش السوري لقي مصرعه قبل أسبوع متأثرا بجراحه في المستشفى بدمشق.

ونقل غزالي في مارس الماضي إلى العناية المركزة إثر معركة مع رئيس الأمن العسكري السابق اللواء رفيق شحادة أثارت التكهنات حول تصاعد الخلافات داخل صفوف نظام الأسد الذي لطالما بدا متماسكا.

واعتدى رجال الحراسة المرافقون لشحادة بالضرب المبرح على غزالي، حيث نقل إلى مستشفى ?الشامي? بدمشق، ودخل بعدها في غيبوبة إثر إصابته بحالة تسمم مجهولة المصدر والسبب. ولم يعرف بعد سبب خلاف غزالي مع شحادة.

لكن الأنباء تضاربت حول أسباب الخلاف، إذ قالت مصادر إن غزالي اختلف مع شحادة حول الدور الإيراني في درعا، مسقط رأس غزالي، بينما ذهبت مصادر أخرى إلى أن الخلاف كان بسبب عمليات فساد.

وعلى إثر الخلاف، الذي سلط الضوء على تنامي غضب شخصيات أساسية داخل النظام السوري، أقال الأسد غزالي من منصبه في 20 مارس الماضي. وشمل القرار حينها إقالة شحادة أيضا.

وعين غزالي، وهو من مواليد مايو عام 1953، رئيسا للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان عام 2002 خلفا للعميد غازي كنعان ثم رئيسا لشعبة الأمن السياسي في الجيش السوري خلال مرحلة الوصاية السورية على لبنان التي انتهت بسحب دمشق قواتها من البلد عام 2005.

وعاد غزالي إلى سوريا مرة أخرى، حيث بات مقربا أكثر من الرئيس الأسد الذي أصدر قرارا في 2012 بوضعه على رأس الجهاز الأمني الأكثر شهرة ونفوذا في سوريا.

وتسود شكوك لدى اللبنانيين بأن غزالي كان من بين هؤلاء الذين شاركوا في التخطيط لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير استهدف سيارته عام 2005 ببيروت. .

ولا يبدو مقتل غزالي، الرجل الذي يحتفظ بأسرار حقبة السيطرة على لبنان وكذلك الحرب الأهلية السورية مفاجئا.

فقد اشتهر غزالي في الأشهر الأخيرة السابقة لقتله بمعارضة التمدد الإيراني الواسع في سوريا. ولم ترق تصرفات غزالي على ما يبدو طهران، خاصة بعد انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر إشرافه على تفجير قصر كان يمتلكه في درعا قبل أن يتخذه رجال أمن إيرانيون مقرا لهم.

ولم يكن غزالي الوحيد من داخل النظام السوري الذي يعبر عن عدم ارتياحه إزاء محاولات الإيرانيين الهيمنة على النظام، لكن مصادر قالت إن العديد من الشخصيات المحيطة بالأسد تحدثت أيضا عن ضرورة وضع حد لهذه الهيمنة. كما أن الخلافات تصاعدت بين رجال النظام النافذين حول المكاسب الشخصية والنفوذ.

ويقول معارضون سوريون إن رفيق شحادة قد يكون افتعل هذا الخلاف مع غزالي بإيعاز من الأسد بعد أن عبر حلفاؤه الإيرانيون عن عدم رضاهم عن تحريض غزالي المستمر ضد وجودهم المكثف في سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..