أخبار مختارة

كيف حولوا مجلس شراكة إلى مجلس استفراد؟!

 

  • اصدر الفريق اول / عبد الفتاح البرهان بوصفه رئيسا لمجلس السيادة مرسوما بتشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية ، أول ديسمبر الجاري.
  • وكانت الفكرة وراء مجلس الشركاء ان ( تتشارك ) قيادات الاطراف الرئيسية فى منبر موحد ، بما يحل ازمة غياب القيادة السياسية للانتقال التى عجز المجلس المركزي للحرية والتغيير عن حلها ، وبما يوفر للاطراف الرئيسية آلية للتفاوض المنظم والتنسيق وحل النزاعات . وهى فكرة عبقرية ، من اهم الافكار التي طرحت منذ بداية الفترة الانتقالية , لكن المرسوم الصادر اجهض جوهر فكرة (الشراكة) وتوجه نحو تقنين استفراد المكون العسكرى ، كما اعطى اشارات اضافية لا تقل خطورة .
  • بدلا عن الدور السياسي والتنسيقي ، اعطى المرسوم مجلس الشركاء سلطات واسعة وفضفاضة بما يجعله عمليا فوق السلطتين التشريعية والتنفيذية ، حيث نص على ( توجيه الفترة الانتقالية بما يخدم المصالح العليا للسودان ) و ( حشد الدعم اللازم لانجاح الفتره الانتقاليه وتنفيذ مهامها الواردة في الوثيقة الدستورية واتفاق سلام جوبا لسنة 2020) اي انه يختص بتنفيذ كل مهام الفترة الانتقالية (!) . والاخطر ، يضيف المرسوم : ( اي سلطات أخري لازمة لتنفيذ اختصاصاته وممارسة سلطاته ) , وهو نص يجعل مجلس الشركاء هو الذى يحدد لوحده سلطاته .!! والانكى ان أيا من المهام التي ينص عليها المرسوم لا تورد مطلقا كلمة ديمقراطية أو انتقال ديمقراطي , مما لا يمكن مهما حسنت النوايا رده لمجرد السهو ، حيث ان جوهر الانتقال الذي مهر بالدم والدموع لثلاثة عقود انما انتقال ديمقراطى !!.
  • ونص المرسوم بان يكون الفريق البرهان رئيسا لمجلس الشركاء ، بلا رئاسة دورية ، وبدون رئيس مناوب ، بما يعني ان البرهان سيظل رئيسا للمجلس حتى بعد نهاية فترته كرئيس لمجلس السيادة. والمغزى الرمزي والعملى من ذلك مزدوج : من ناحية استفراد قيادة عسكرية برئاسة الفترة الانتقالية ، ومن الناحية الاخرى ترسيخ سلطة البرهان كشخص ربما كمقدمة ليتصرف لاحقا كرئيس جمهورية فعلي ، على الضد من الوثيقة الدستورية التى تضع السلطات التنفيذية الرئيسية لدى رئيس ومجلس الوزراء .

وحاول مشروع لائحة مجلس شركاء الفترة الانتقالية ، المقدم من بعض اطراف الحرية والتغيير ، التغطية على هذا المغزى بالنص : ( يكون رئيس مجلس السيادة رئيسا لمجلس الشركاء ويكون رئيس الوزراء رئيسا مناوبا ، ويتولى الرئيس مهام رئاسة الاجتماعات والدعوة لها حسب اللائحة المنظمة.) وهي تغطية فاشلة تشف ولا تخفى ، حيث الرئيس هو الذي يرأس ويدعو للاجتماعات ، بينما الرئيس المناوب بلا سلطة !!. هذا فضلا عن ان حجية اللائحة اقل وبما لا يقاس من حجية المرسوم التأسيسى .

  • ورحل المرسوم أزمة الحرية والتغيير الى مجلس الشركاء ، فمثل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ، مجلس الشركاء الجديد جسم مترهل مكون من 29 شخصا ، مثقل بعدد من ممثلي لافتات بلا قواعد اجتماعية حقيقية ، مما يجعلهم في التحليل النهائي قوة تصويت اضافية للمكون العسكري ، اضافة الى تحويلهم المجلس الى (كورجة) واسعة شكليا ومحدودة التمثيل الاجتماعى عمليا ، كورجة لا تسمح بمناقشات جادة ومعمقة للقضايا الرئيسية !!.
  • ودون اي حرج او حساسية ، شمل تشكيل المجلس الفريق أول / محمد حمدان دقلو- قائد قوات الدعم السريع ، واخيه الفريق / عبد الرحيم حمدان دقلو، وربما تكون هذه السابقه الاولى في تاريخ السودان الحديث ان يشمل جسم دستوري شخصا واخيه ، لكن الأهم ان تمثيل الدعم السريع بشخصيتين يعطى اشارة بتقنين وجود جيشين في البلاد ، رغم ما نصت عليه مهام الفترة الانتقالية بالوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا بالدمج وتكوين جيش قومي مهني واحد !!.
  • ومن الاشارات الخطيرة الاخرى تجاوز تمثيل المنظمات النسوية ولجان المقاومة – ورغم تعقيد تمثيلهما فان ادوارهما الرائدة والحيوية كانت تستدعى ابتداع آلية متوافق عليها لتمثيلهما.
  • الارجح ان الفريق البرهان اصدر مرسومه حين كانت تتراءى له اشباح عبود ونميرى وعمر البشير ، وهؤلاء ينطبق عليهم ما يمكن وصفه بقانون التطور الهابط ، فكل استبداد عسكرى كان اسوأ من سابقه ، وانتهوا بمجموعهم بالبلاد الى حالتها البئيسة الراهنة . وكان البشير اكثرهم اجراما وتخريبا وتجريفا للبلاد ، مع انه استند على حركة سياسية منظمة لها الاف الكوادر وعلى عوائد نفط ضخمة كانت كافية لاعمار البلاد ، ولذا لو تأمل البرهان مليا لاستنتج بان احتمال فرض استبداد عسكرى جديد ناجح يعادل ما دون الصفر ، ربما ينجح فنيا لكنه سيفشل فى حل اى قضية رئيسية وسينتهى حتما اما بالهزيمة الماحقة او بالحرب الاهلية والانهيار الكامل ، اذن فلم لا يطرح البرهان على نفسه نموذجا قريبا من سوار الدهب , وهو رغم كل شئ يؤرخ له كافضل من الثلاثة انقلابيين ؟!.

الديمقراطي

‫6 تعليقات

    1. الناس دي خايفة من الجنوب والجنوب ساهل الناس دي عايزه تأمل وتنيك وبس امسكوا البقرة من مخلاتا. عايزين ياكلوا نزرع ليهم عايزين ينيكوا فصلنا ليهم الجنوب ينيكوا ليل نهار عايزين سلاح وعلم بنرسهم وندربهم أهلنا وفي دمنا ما بننكر كلنا سوا سوا افارقة سوا سوا

  1. (اذن فلم لا يطرح البرهان على نفسه نموذجا قريبا من سوار الدهب ) ، ده دقسته فيها يالحاج وراق سوار الذهب هو العلة الخفيفة التي صنعها سرطان الكيزان وتمدد عن طريقها

    1. سوار الدهب هو من مكن الكيزلن اكثر بافشاله لانقلاب ضباط رمضان 1990 بعد ان حنث بوعده لهم وجعلهم يستسلمون ثم غدروا بهم !!

  2. Avatar photo يقول الكيزان ملاعين لا خلق لا دين كذلك الجنجويد والجبهة الثورية والاصم والدقير ومريم الصادق:

    اشادتك الخفيفة بسوار الدهب الكوز دليل علي بعض السذاجة فسوار الدهب سلمها مرغما لا بطل وعلى امل ان ياتي اخوانه الكيزان للحكم عبر الانتخابات فدما فشلوا ساعدهم بالمعاول وكان الانقلاب في ٨٩

    1. Iنحن مشكلتنا سلبوا هويتنا لازم نستثمر في هويتنا في أنفسنا نعرف نفسنا احسن سيرك كان السيرك السوداني اتدرب في الصين نملك مقومات هايلة لكن عروبيون واسلاميين لواطية للأسف شد ما قادرين يشدو والدنيا مليانة أقمار ندية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..