يوم أمس صحبت صديقتي سلمى ميرغني من منزلها بالصافية الى مدرسة أبنائها بحي بيت المال بأم درمان، المشوار كان بغرض تحميل تطبيق المدرسة للتعليم عن بُعد لأبنائها.
مكثنا في المدرسة لأكثر من ساعه دون ان نُحظى بمقابلة المديرة التي قيل إنها في أجتماع مع أحد إولياء الإمور أمتد لأكثر من ساعة ونصف.
في الأثناء، سمعنا صوت صراخ عال في منزل أحد الجيران، هرولت سلمى وأنا خلفها، حيث إن سكان الحي غالبيتهم من أهلها، وجدنا الصراخ نتيجة وفاة إحد إقربائهم.. أدينا واجب العزاء بعامل (الهجمة) ورغم أنف كورونا.
انتظرنا وصول الجثمان وغادرنا الى المدرسة وجدنا المديرة مازالت في اجتماعها مع ولي الأمر…!! في تلك الفترة كانت سلمى قد جلست الى احدى المشرفات في محاولة لتحميل البرنامج
البرنامج لم نستطع تحميله لأنه يحتاج الى هواتف ذات تقنية عالية، ولا يمكنه العمل في كل هواتف اولياء الأمور، كما أنه لا يوجد في المدرسة من يجيد التعامل مع كل تفاصيله باستثناء معلمة واحدة.
المصيبة ليست هنا… المصيبة في أنّه واذا سلمنا بأن هواتف اولياء الأمور على درجة من عالية من المواكبة، وانهم جميعاً لديهم أجهزة حواسيب في البيت، المصيبة في أن شرح الدرس يرسل في شكل تسجيل صوتي مدته ٥٨ ثانية..!!
٥٨ ثانية وليست دقيقة..!! ليس هذا فحسب، بل إن الدرس لا يكون أونلاين، وكذلك الامتحان لا يكون عبر تقنية فتح الكاميرا، حيث ترسل الأسئلة ويجيب عليها الطالب وتتم إعادة إرسالها مرة إخرى..!!
حين سألنا المعلمة وكيف يمكنم الاطمئنان على درجات الطلاب ….!! وكيف يمكن ضمان نزاهة الإجابات..!! وكيف اليقين بعدم مساعدة اولياء الأمور او فتح احدهم لكتاب..؟!
تخيلوا ماذا كانت الإجابة الصادمة..!! قالت “نحنا عارفين مستوى كل طالب”..!!
اي نعم والله هذا رد المعلمة..!! بمعنى أنها تقيم درجات الطالب حسب مستواه القديم في المدرسة..!! ولا يهم إن كان مستواه قد تحسن أو ساء، فالحكم مسبق والتقييم معروف.. وسلملي على التعليم عن بُعد..!!
المصائب لم تنته هنا، بل إن مديرة المدرسة وجّهت خطاباً شديد اللهجة للمعلمات بعدم التعامل مع أولياء الأمور..!! بمعنى اذا أراد ولي الإمر الاستفسار عن شرح مسألة او توضيح درس، فعليه الاتصال بالمديرة والتي ستسأل الاستاذة ثم تعود لولي الأمر بالإجابة..!!
خارج السور:
الأستاذ شيخ الأمين، علمت أن المدرسة تخصك و تديرها شقيقتك.. نعلم عنك أنك ورغم اختلاف الكثيرين حول نهجكك، إلا أنك منظم في خلاويك.. ما هذه الفوضى في مدارسك.. وهل ما يحدث تسمونه دراسة أونلاين..؟
سهير عبدالرحيم
[email protected]
* نقلاً عن الانتباهة *
