مقالات وآراء سياسية

مفوَّضيّة مكافحة “العدالة”!!

علي يس

• أسوأ ما يتعرَّضُ له شعب السودان ليس هو هذا العجز الاقتصادي المقيم، ولا هو هذه السرقة الممنهجة  لثرواته ، و لا هو هذا “الانسحاب” الكامل مما يُسمّى ، تجاوزاً (حكومة)، الانسحاب التام من هموم معاشه اليومية ، و صحته و تعليمه .. أسوأ ما يعانيه الشعب السوداني هو هذه (السخرية) منه .. السخرية من ثورته العظيمة التي لم تعُد شيئاً مذكوراً .. تبلغ هذه السخرية أن يؤتى له بمنظومة عدليّة كان المُتصوَّرُ أن تكون وظيفتها – حصراً – الاقتصاص لهُ ممن قتلوا أبناءهُ و سرقوا ثرواته بغير حساب ، فإذا به يفاجأ بأن معظم القتلة الذين يعرفهم جيداً ما يزالون أحراراً ، بعضهم  تم تيسير سبل الهرب له عمداً ، و القليلون الذين تمت محاكمتهم بجرائم القتل ما يزالون يستمتعون بالحياة على أشلاء الشهداء.. ، و ليس منظوراً إنفاذ أحكام القضاء فيهم ، مادام  من بيدهم القرار لا يريدون.. هذا هو الواقع البذيء..
•  أقبح صور هذه السخرية التي يتعرّض لها شعبٌ ثار على أفظع الدكتاتوريات و أكثرها دمويّة ، هو أن يؤتى له بمنظومة عدليّة تناقض إرادته ، و تيسِّرُ هروب فاسدين ، و “تحفظ ” ملفات جرائم لصوص مصوا دماءه بعد أن يتهيَّأ القضاء للنظر فيها !!.. أقبح صور هذه السخريّة من هذا الشعب الصابر هي أن يظلَّ من اعترف بلسانه ، في خطاب مفتوح لكل الناس ، بأنه اتخذ قرار “فض الاعتصام” – اسم الدلع لمجزرة القيادة العامّة – و أنهُ قد (حدث ما حدث) !! أقبح سخرية من هذا الشعب الثائر أن يكون من قال ذلك ليس فقط حراً طليقاً ، بل جزءاً من المنظومة التي تتولّى حكمه !!..
• أوقح سخرية من هذا الشعب ، أن تعجز (وزارة العدل) عن إجابة صريحة عن الأسئلة أدناه:
• – من الذي أطلق سراح غاسل الأموال التركي “أوكتاي” ، شريك عائلة البشير في فسادها الذي يستعصي على الحصر؟!! من الذي أطلق سراحه و سمح له بالهروب ، مع كونه أحد أهم مفاتيح الفساد “الرئاسي” لحقبة البشير؟؟ هل تلقّت السيدة سلوى خليل ، وكيل أعلى نيابة الثراء الحرام ، توجيهاً من النائب العام بإطلاق سراح “أوكتاي”؟ و هل رفضت؟ و هل تم إجراء “تحلُّل” سبق إطلاق سراحه؟ أم إنها (معلومات غير دقيقة)؟؟

• – من الذي حفظ ملف “جرائم” طارق سر الختم ، بعد السماح لهُ (عقب شهادة الفاسد الأكبر “البشير” بتعامله بالنقد الأجنبي خارج القنوات المشروعة، و بعد بدء التحقيق معه) بالهروب؟؟ و من الذي “زعم” إنهم طلبوا من الانتربول القبض عليه ؟ و من الذي زعم ، بعد ذلك ، أن شرطة الانتربول قد أوقفته بالإمارات العربية ، و أنه بصدد إرسال قوة شرطيّة لاستلامه؟؟ .. ما الذي جرى بعد كل ذلك؟؟؟
• – ما الذي جرى بشأن البلاغات التي تتعلق بقضيّة “بنك نيما” الذي يشكِّل إحدى أعظم قضايا الفساد المالي إبَّان عهد عصابة المؤتمر الوطني، و الذي أُنشئ برأسمال حكومي بالكامل، و تم انهياره بعد أن تم تبديد المال العام في قروض ملياريّة للبشير و محاسيبه بلا ضمانات “لم تكن قروضاً في الحقيقة بل كانت هدايا ، لم يتم استرداد شيء منها!!.. ما الذي جرى بشأن البلاغات المفتوحة بشأن انهيار هذا البنك؟؟ و هل تمَّ حفظها من قبل النائب العام ؟
• – من أطلق سراح أسامة الفاضل ابراهيم نائب مدير البنك المتحد، ؟ من رفع عنه حظر السفر، و كيف خرج عبر مطار الخرطوم حاملاً معه 250 ألف دولار؟
• لو واصلنا طرح أسئلةٍ كارثيّة من هذا القبيل لما وسعتها صفحات هذه الصحيفة الاثنتي عشرة ..
•  لو لم يكن السيد وزير العدل يملك إجابة على هذه الأسئلة القليلة ، و التي هي مجرد عينات من آلاف الأسئلة الوجيهة التي يتناقلها الرأي العام، فما معنى أن تكون هنالك ، بالأساس ، وزارة للعدل؟؟ بل ما معنى أن يردّد السيد وزير العدل ، مع الثوار، شعارات ثورتنا المجيدة (حرِّيّة سلام و عدالة)؟؟؟؟؟
(المواكب)

تعليق واحد

  1. # انها دولة الموز!!! يحكمها القتلة ..واللصوص!!!
    # وكما يقول المثل : (حاميها ..حراميها)!!!
    # بلد علي راس حكمها.. قتلة المعتصمين!!! وعلي راس نيابتها متهم بالفساد والتواطؤ!!!
    # وكما قال المناضل الشهيد علي محمود حسنين: (لم ولن تقوم للسودان قائمة..ما دام العسكر علي راس السلطة)!!!
    # اصحي يا ترس..لم تسقط بعد!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..